إعــــلانات

البلومبي‮‬ و‮‬الماصو ‬و‬الدّهان ‬في‮ ‬رحلة الخبز والخوف إلى ليبيا

البلومبي‮‬ و‮‬الماصو ‬و‬الدّهان ‬في‮ ‬رحلة الخبز والخوف إلى ليبيا

/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}

يبدو أن مرحلة ما بعد القذافي وانهيار البنية التحتية في كثير من المحافظات الموجود في ليبيا من جهة وعزم السلطات الجديدة هناك على مباشرة مشاريع إعمار ما هدمته الحرب الأهلية من جهة أخرى، أغرت العديد من البطالين وأصحاب الحرف الحرة في الجزائر على غرارالماصووالبلومبيوالكهربائي والدهان وغيرهم من أجل كسر حاجز الخوف من المجهول وحزم الأمتعة استعدادا للسفر إلى ليبيا لعلهم يظفرون بمناصب عمل قارة ولمدة طويلة باعتبار أن عمليات الإعمار هناك ستدوم لسنوات عديدة، مما سيدر عليهم أموالا معتبرة ستسمح لهم بالخروج منالغرقة” -كما يقولون.

النهاررصدت عددا من هؤلاء الشباب المغامرين وتابعت تحضيراتهم تأهبا لرحلتهم هذه المحفوفة بالمخاطر، هم شباب في مقتبل العمر وأرباب عائلات أرادوا ركوب الصعاب والمغامرة تحت شعاراللي خاف ما اركبوهي العبارة التي قابلونا بها عند أول لقاء بهم، موضحين أنهم جاؤوا من مختلف ولايات الوسط للعمل عند مقاول في إحدى الورشات ببلدية تقع غرب العاصمة، قبل أن يجمعوا أمرهم على ضرورة الذهاب نحو ليبيا والعمل هناك كل حسب تخصصه، حيث التقينا بكل منتوفيق،عمر،نور الدين،مصطفىالذين عبّروا لنا عن حلمهم بتكوين ثروة بعد السفر إلى ليبيا، هم مجموعة من الشباب مكونة من 12 فردا ينحدرون من ولايات البليدة، عين الدفلى، الشلف، تيزي وزو، البويرة، أصروا على رفع التحدي والسفر من أجلالخبزةإلى ليبيا رغم هول الصعاب التي قد تواجههم.

الإعتقال أو القتل ربما هذا ما ينتظرنا.. لكن الله غالب ”الخبزة مرّة”

هي أول نقطة أجمع عليها الشباب الذين تحدثنا إليهم داخل إحدى ورشات البناء التي كانت الأشغال فيها على قدم وساق لإنهاء مشروع سكني في إطار السكن الاجتماعي بإحدى بلديات غرب العاصمة، هي أنه ربما يكون مصيرهم الاعتقال من قبل الثوار أو القتل بسبب عمليات التصفية التي قالوا إنها ترتكب في حق جزائريين بدعوى أنهم من المرتزقة يقولنور الدينالذي يعمل سباكا معلِّقا على هذه النقطةعلى بالنا بلي دخول ليبيا أمر خطير في هذا الوقت بصح الخبزة مرة الله غالب، مشيرا إلى أنه رفقة أحد عشر زميل له يدرون جيدا ما ينتظرهم في الأراضي الليبية، غير أن المبالغ المغرية التي سيجنونها من عائدات العمل في الورشات المفتوحة بليبيا هي المحفز الوحيد لهم، قبل أن يضيف قائلاندي الدراهم في بلادي وبالشطارة تاعي.. حبيت نجرب زهري ربي هو الرزاق”.

أرباب أسر وطلبة ضمن المغامرين في رحلة الخوف إلى ليبيا

من الأمور الغريبة التي صادفناها ونحن بصدد إعداد هذا الربورتاج أن هناك من بين 12 فردا في القائمة التي أعدها هؤلاء الشباب 3 أرباب أسر يعيلون عائلات بأكملها، غير أنهم أرادوا المجازفة في هذه الرحلة، حيث يقولنور الدين. بالمقيم بولاية البليدة وصاحب 28 سنة من العمر وأب لطفلين …”والله راني حاب نضمن مستقبل الذراري إذا كتب ربيمضيفانصحوني صحابي والعائلة باش مانروحش .. راني حاب نشوف واش كاين ونعرف واش صرا في ليبيا ونخدم على شري، هي العبارة التي برر بها محدثنا رغبته الجامحة في السفر إلى ليبيا بالرغم ما ينتظرهم هناك من أمور خطيرة قد تحدق بهم،نور الدينالذي يعملماصوأكد لنا قائلاالخلاص في ليبيا مليح والخدمة أطول مدة في ليبيا تخليني نكسب بزاف الدراهم،نور الدينوغيره هم عينة من عشرات الشباب الذين تركوا خلفهم أهليهم وزوجاتهم وأولادهم يكابدون لوعة الفراق والخوف على مصيرهم، وفضلوا المغامرة بالسفر للعمل في ليبيا عند أول فرصة ستتاح لهم، وهي الفرصة التي قال بشأنهامصطفىصاحب 22 ربيعا يعمل في تزفيت الأسطح إنه سوف لن يفوتها قائلاأنا محال نراطي خدمة كيما هذي في بلادي نربح 15 مليون في البطيما مالا في ليبيا اللي دراهمهم غاليين شحال نصورعبارات كلها حلم وتفاؤل يخيم عليها نوع من الخوف والحذر ظهرا في النبرة التي كان يحدثنا بها مصطفى الذي كان يجول بعينيه في أرجاء المكان داخل العمارة التي كنا فيها معه وكأنه كان بصدد توديعها قبل موعد الانطلاق في رحلته نحو الأرضي الليبية.

الإنطلاق من العاصمة على متن حافلة والركبة بـ3000 دج ”للراس”

من أول وهلة التي التقينا فيها بهؤلاء الشباب بدا كل شيء مرتب ومعد له مسبقا وعلى أعلى درجة من الدقة والتنظيم، 12 حرفيا كل مختص في مجاله، الهدف واحدالعودة بالشكارة من ليبيا، عواقب المغامرة مجهولة، نسبة نجاحهم والعودة ألى أرض الوطن أحياء.. ”خليها على ربي، غير أن الأمر الذي تأكدنا منه هو رغبتهم الملحة في خوض هذه المغامرة رغم ما تنطوي عليه من مخاطر، وعند حديثنا إلى المدعوتوفيقالذي يبدو أنه كان منسق الرحلة، حيث أوضح هذا الأخير أنه يؤكد أمرا واحدا فقط لمرافقيه الإحدى عشر وهيالركبةبمعنى ضمان لهم وسيلة النقل، متحدثا بنبرة الواثق من نفسهأنا نضمن لهم الركبةهذا ما وعدتهم به وعن تكاليف الرحلة يضيف ذات المتحدثتفاهمنا مع واحد مولاكار يوصلنا بـ3000 دج على كل راس”.

 ”العولة”، معدات العمل ومصروف زيادة أيضا محسوب حسابها

وفي إطار الاستعداد للرحلة نحو ليبيا قال محدثونا إن كلا منهم يعد نفسه وما عليه سوى حزم حقائبه والإعداد للسفر ومن بين المستلزمات عدا تلك المخصصة للعمل وأدوات البناء والتلحيم، يعد كذلك هؤلاء الشباب لما يطلق عليه في العامية الجزائرية بـالعولةأو الزاد، أين يتم تهيئة كل الأمور، حيث يكون كل شيءمحسوب حسابو” –على حد تعبيرهمولا يوجد مجال للخطأ في سفر مهم مثل هذا، حيث يحضر كل منتوفيق،مصطفى،نور الدينلأخذ بعض الأطعمة معهم تكفيهم لعدة أيام إلى غاية تمكنهم من الاستقرار هناك والحصول على عمل في شركات المقاولة والبناء التي ستساهم في إعادة إعمار ليبيا، في الوقت الذي فضل عدد منهم الاستعانة بمصاريف ومبالغ مالية إضافية دون الاعتماد على أخذ الطعام معهم.

”لن نذهب إلى ليبيا ولو متنا جوعا”

وبولاية تبسة الحدودية، اقتربتالنهارمن بعض المواطنين الذين أجمعوا على عدم المغامرة بحياتهم بعد الذي سمعوه من تهديدات الثوار الليبيين للجزائر شعبا وحكومة، ويقول أحمد   بنّاء مقيم بحي الجرف عمل بليبيا خلال سنوات التسعينات يعرف ليبيا والليبيينلن أذهب إلى هناك ولو مت جوعا”. أما مواطن آخر من حي الزاوية سبق وأن كان مسجونا بليبيا يعمل ميكانيكيا، فقد أكد لـالنهارأن الليبيين يصدقون كل ما يأتيهم من كلام لا يهمهم إن كان حقيقة أم خيال وأضاف أنه عاد منذ ثلاثة أيام من تونس وبالضبط من الحدود الليبية.  

رابط دائم : https://nhar.tv/6t3rS