الاحتراف خنقهم بعيدا عن حضن إعانة الدولة.. والوجهة “دراهم حداد”
أفرزت ظاهرة الاحتراف معايير جديدة في محيط كرتنا الجزائرية، لم تكن سائدة في العهد الهاوي، فبعد أن كان الميركاتو يقتصر على اللاعبين بمبالغ مالية ضخمة، انتقل هذه المرة إلى رؤساء الأندية الذين أصبحوا للبيع أمام العلن، انطلاقا مما أفرزته الأيام القليلة الماضية، بعد انتشار أخبار كانت بمثابة المفاجأة المدوية التي زلزلت الشارع الرياضي الجزائري، من خلال إعلان العديد من رؤساء الأندية الذين صنعوا تاريخا كبيرا في نواديهم، عن رغبتهم في الانتقال إلى نوادٍ أخرى بمقابل مادي، مثلهم مثل اللاعبين. وأول هؤلاء الرؤساء كان الرئيس التاريخي لاتحاد العاصمة سعيد عليق الذي حصد أغلب الألقاب مع تشكيلة سوسطارة، والذي اقترن اسمه باتحاد العاصمة حتى بعد مغادرته رئاسة شركة الفريق، حيث أعلن صراحة في حوار لتلفزيون “النهار” عن تواجده في مفاوضات متقدمة مع أحدى نواد الرابطة المحترفة الأولى لتولي رئاستها، وأشارت مصادر مقربة إلى أن الأمر يتعلق بفريق اتحاد الحراش، مع الإشارة إلى أن اتحاد البليدة وعن طريق رئيسها محمد زعيم قد طلب هو الآخر خدماته، ولم يقتصر الأمر على سعيد عليق فحسب، بل امتد إلى رئيس مجلس إدارة وفاق سطيف عبد الحكيم سرار الذي أعلن نظيره من اتحاد العاصمة رجل الأعمال علي حداد أن سرار قد طلب العمل في فريقه، وهو الأمر الذي اعتبر إهانة من قبل العديد من الفاعلين في محيط الوفاق لرئيسهم الذي صنع أمجاد الوفاق، قبل أن يقرر التحول إلى “شهّار” عند حداد كمستشار مثلما سبق وأن أعلن عنه في تصريحات لـ”النهار”، وحتى وإن ربط سرار قراره بالصدمة التي تعرض لها بعد فشله في الانتخابات التشريعية وعدم رد الجميل له كما قال- من قبل سكان سطيف، إلا أن الشيء الأكيد أن عدم قدرة سرار على لعب دور الرئيس الذي يجلب الأموال في عهد الاحتراف من دون مساعدات السلطات العمومية، ساهم في الأمر، ونفس الشيء بالنسبة لعمر غريب الذي عرض عليه حداد المنصب رغم تأكيد الأخير على العكس، إلا أن هذه الظاهرة تبقى دخيلة وجديدة ومفاجئة للجمهور الرياضي الجزائري.
الرؤساء يختفون وراء المبررات.. والإفلاس المالي نقطة الالتقاء
ومثلما سبق وأن أوردناه فيما يتعلق بسرار، فإن السبب الرئيسي لقرار بعض الرؤساء بالتحول إلى نوادٍ أخرى مرتاحة ماليا، مراده بالأساس الاحتراف الذي خنق هؤلاء وأضحوا غير قادرين على تسيير نواديهم بعيدا عن “حضن” إعانة الدولة، وهو ما أثبتوا فيه فشلهم الذريع هذا الموسم وإفلاسهم المالي وحتى التسييري.
الظاهرة ستعرف تطورات جديدة والرؤساء سيزاحمون اللاعبين في الميركاتو
ليبقى الشيء الأكيد أن سيناريو انتقالات الرؤساء لن تتوقف عند هذه الأسماء، بل ستعرف الأيام القليلة المقبلة تطورات أخرى في ظل الإعلان جهرا عن العجز الذي يعاني منه معظم الرؤساء خاصة في الأندية التي لا تتوفر على الدعم المالي خارج “قفازة” هؤلاء الرؤساء إن صح القول - ما يجعل استمرارهم في مناصبهم انتحارا لهم ولفرقهم، ليكونوا أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الانسحاب نهائيا أو العمل لدى رجال أعمال بدأوا يلجون تدريجيا الكرة الجزائرية حتى وإن كان الأمر يقتصر على حداد بصفة رسمية فقط إلى حد الآن.