الأمن يسيّطر على الوضع في الڤرارة بغرداية
مصالح الأمن تمكنت من توقيف 162 ملثم في حالات تلبس
تمكنت مصالح الأمن، من فرض سيطرتها على الوضع في كامل أرجاء مدينة الڤرارة في غرداية، التي شهدت أحداث عنف إثنية وطائفية عنيفة، تسببت في خسائر كبيرة في الممتلكات العامة والخاصة مازالت تتواصل عملية إحصائها إلى حد الساعة، مما أعاد بصيص الأمل للمواطنين الذين كشفوا لـ«النهار» أن تدخلات مصالح الأمن المتواصلة جعلت منهم يحسون بتواجد الأمان، بعدما عاشوا في بداية الأحداث حالة رعب كبيرة نتيجة تحول المنطقة إلى ما يشبه ساحة حرب جماعية، فيما كثّفت مصالح الأمن من وجودها بعد وصول تعزيزات كبيرة من قوات مكافحة الشغب من ولايتي الجلفة والأغواط، بعد تمكنت قوات الأمن التي تدخلت من ولاية غرداية من امتصاص الصدمة الأولى التي كانت الأعنف، أين كافحت قوات الأمن ليل نهار من أجل إخماد نار الفتنة بالمنطقة، في حين تحوّلت مدينة الڤرارة إلى ما يشبه المدينة التي خرجت من حرب لتوها، أين تتوالى للعيان مظاهر الخراب، خاصة في محلات وإدارات وسط المدينة، فيما تشهد تجمعات متفرقة لعشرات الشباب في عدد من الزوايا، في مشاهد تعكس السيطرة التامة لعناصر الأمن التي تواجدت في كل مداخل ومخارج الأحياء .من جهة أخرى، تمكنت مصالح الأمن التي تدخلت بقوة في بلدية الڤرارة، من توقيف 162 من الملثمين، وهم متلبسين في عمليات الحرق والتخريب لممتلكات عامة وخاصة، أين تم تحويلهم إلى مقر الأمن الولائي لأجل التحقيق المعمّق معهم ثم تحويلهم إلى العدالة من أجل إتمام التحقيقات والمتابعة القضائية ضدهم بتهم ثقيلة، نظرا إلى حجم الخراب والخسائر الذي تسببت فيه إحداث العنف، ويثبت عدد الموقوفين الكبير حجم ما كانت تعانيه مصالح الأمن خلال مواجهتها لأحداث العنف الكبيرة التي شهدتها مدينة الڤرارة، والتي تظهرها أيضا حجم الخسائر الكبيرة التي تعدت حدود المعقول.وقد بلغ عدد الجرحى في صفوف قوات الأمن إلى غاية الساعة 24 جريحا، 10 منهم أصيبوا خلال أول يوم من الأحداث، منهم ضابطين وصفت حالتهما بمتوسطة الخطورة، أين تطلب نقل المصابين إلى العيادات من أجل تلقّي الإسعافات الأولية، بعضهم عاد إلى الميدان بعد تلقى الإسعافات من أجل القيام بواجبه، ويكشف عدد الجرحى في صفوف الأمن، ما عانته المصالح في مواجهتها وصدها لأمواج بشرية من الملثمين، كانت ستأتي على الأخضر واليابس.
وصول تعزيزات من قوات التدخل للدرك الوطني إلى الڤرارة
تدعمت مصالح الأمن التي كانت تكافح عمليات التخريب والحرق والفتنة التي أيقظها عدد من الملثمين بالڤرارة، بقوات إضافية من عناصر التدخل بثكنة الدرك الوطني في النوميرات، بعد تلقيها تسخيره من طرف والي ولاية غرداية، أين قامت ذات القوات بمجرد وصولها إلى ما يشبه استعراضا للقوة، تلتها عملية انتشار كامل على المناطق الحساسة بمخارج ومداخل المدينة وبقائها على أهبة الاستعداد، من أجل التدخل الردعي والسريع ضد أية محاولة لإيقاظ الفتنة، وتم تشكيل خلية عمليات مصغرة على مستوى بلدية الڤرارة داخل مقر أمن الدائرة، من أجل تنسيق العمليات المشتركة.
المدارس والإدارات العمومية تفتتح اليوم الثلاثاء
مع سيطرة مصالح الأمن على الوضع بمدينة الڤرارة وعودة الهدوء بفضل مساعي أعيان المنطقة وشيوخها أيضا التي لعبت هي الأخرى دورا فعالا في إخماد نار الفتنة، كشفت مصادر رفيعة المستوى بأن الأمور ستعود إلى حالتها الطبيعية، بدليل أن المؤسسات التعليمية والمرافق العمومية ستفتح أبوابها بداية اليوم الثلاثاء.