الأمطار تكشف عن مهازل المشاريع و تحول المدن إلى مستنقعات بالطارف
كشفت الأمطار المتساقطة بغزارة الأيام الأخيرة الماضية التي أغرقت اغلب تجمعاتهم و أحيائهم في الأوحال نتيجة البرك المائية عن حجم المأساة التي يعانيها هؤلاء السكان
نتيجة السياسة الفاشلة في تسير القطاعات الولائية المعنية بالتهيئة العمرانية فيما صرفت الملايير من السنتيم في مشاريع الهيئة من بينها 82 مليار سنتيم منها 12 مليار سنتيم برمجت عام 2006 للمشاريع القطاعية الخاصة بالتهيئة العمرانية استهدفت 13 حيا سكنيا في ست بلديات تم انجازها نهائيا و 70 مليار سنتيم خلال عام 2007 لازالت تنفق إلى حد الآن موجهة الى 45 عملية عبر 43 حي سكني تشمل 13 بلدية من مجموع 24 بلدية في الطارف اغلبها تقع في المناطق المحاذية للبحر او ما تعرف بالبلديات الفيضية. هذه المشاريع التي مست عدد من بلديات الطارف و عين العسل و بن مهيدي و البسباس و بحيرة الطيور و بوثلجة و الذرعان بالإضافة الى عمليات أخرى في التخصيصات العقارية .إلا أن تلك الملايير التي أنفقت على هذه العمليات الكبرى زادت من المعاناة بعد ان تحولت تلك المشاريع التي قادها مقاولون في الحفر و تركيب الأنابيب و مد قنوات الصرف إلى مجرد ورشات لشق الخنادق و ردمها سرعان ما فضحتها الأمطار و تحولت إلى قنوات مسدودة عبارة عن ركام من الأتربة طفت عليها المياة المتجمعة أغرقت الأحياء و التجمعات الحضرية و أغلقت المسالك المرورية و قد بلغ النهار العديد من شكاوى جمعيات الأحياء التي تضمنت استياء السكان الذين غمرتهم مياه الأمطار محملين المقاولين مسؤولية الغش في الانجاز و عدم مرد ودية هذه المشاريع التي أنجزت في اقل من سنة و هو نفس الانطباع الذي أبداه لنا بعض رؤساء البلديات المعنية الذين وجدوا أنفسهم في حيرة من أمرهم في مواجهة احتجاجات المواطنين في بداية عهدتهم و قد وجدنا صعوبة كبيرة في التنقل بين أحياء بلديات البسباس و بن مهيدي و شبيطة مختار نظرا للحالة البائسة التي عليها الأحياء السكنية و قد اضطر المئات إلى ارتداء الأحذية الواقية و من المنازل التي تعرضت الى الفيضان و أتلفت أمتعتها أمام انسداد البالوعات العمومية. سياسة البريكولاج التي يمارسها بعض المقاولين في غياب رقابة فعلية على مشاريع تنهل الملايير من الخزينة العامة استغلوها في تحقيق الربح السريع على حساب مصلحة المواطن و حفظ حقه العام دون حسيب و لا رقيب.