إعــــلانات

إنك لاتعرضين نفسك للزواج بل تعرضين أملاكك للنهب

بقلم النهار
إنك لاتعرضين نفسك للزواج بل تعرضين أملاكك للنهب

السلام عليكم

ورحمة الله وبركاته

أما بعد؛ أشكر كل من السيدة نور وكذا جريدة ؛النهار” وكل الطاقم العامل فيها على ما تبذلونه في سبيل تنوير القراء الذين نحن منهم، جعل الله كل ذلك في ميزان حسناتكم.

وأنا أتصفح جريدتكم الموقرة، لفت نظري مقال الفتاة الجزائرية، ناريمان وكم كانت دهشتي كبيرة، ليس لأني أطمع في ما تملك، ولكن إشفاقا مني وحسرة في ما وصل به تفكير المرأة، وليس كلهن، مع أنها من الطبقة المثقفة، والتي هي نخبة المجتمع، ويا أسفي، اعذروني على هذه اللهجة فإني والله لغيور على حرمات المسلمين، وقد كانت إحدى خطبي التي ألقيتها في الحرم الجامعي، في إحدى المدن تصب في هذا المضمون.

أختي الفاضلة أقصد ناريمان، اعلمي أن الله كرم بني آدم  بما فيهم المرأة، فأنت تعرضين نفسك للزواج، أنا لا أقول بأن هذا من المحظور بل بالعكس، فسيدة أهل الجنة خديجة رضي الله عنها، وهبت نفسها وما تملكه لسيد الخلق و تزوجته، ولكن ليس بأسلوبك هذا، أنت لا تعرضين نفسك للزواج، بل تعرضين ممتلكاتك للنهب والامتلاك، وتسيل لعاب الطامعين،  وما أكثرهم في زماننا، ألا تعلمين بأن الفتاة التي تقف للدعاية بجانب السيارة المعروضة للبيع، مع جمالها، إلا أن الزبون يقتني السيارة ويتركها، دون أي اهتمام، لماذا تريدين أن تكوني مثل  أولئك النسوة، وأنت -ولله الحمد- تتمتعين بثقافة ودين، فالزواج يا أختاه ليس لقب سيدة تتحصل عليه المرأة وفقط، فإن كان كذلك فهناك مقابل لقب ذميم  وهو لقب مطلقة، أتمنى أن لا تتحصلي عليه، ولا لأخواتي المسلمات، الزواج يا أختي مشروع حياة بين الزوجين يكلل بجيل يحمل مشعل الأخلاق والتربية  ورابط رباني وميثاق غليظ، كما قال رب العالمين:  “وأخذنا منكم ميثاق غليظا”،  ولا تنسجي شباك الخديعة لنفسك مرة أخرى، واعلمي أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وأنت كما تقولين متدينة وللله الحمد والمنة، أنا أعلم أن إحباطك وعدم ثقتك بنفسك، هما العاملان اللذان أجبرانك على هذا الطريق، ولكن بهذه الطريقة أنت تنتقمين من نفسك وليس من ذلك الشاب، فكري أختاه أنت تشترطين صدق خاطبك المستقبلي وكذلك تشترطين تعجيل زواجك به، فبالله عليك كيف ستتأكدين من صدقه في شهرين أو ثلاثة، ونحن نعلم خيانة أزواج دامت علاقتهم سنوات، وقبل أن أغادر لي طلب من السيدة نور، أن لا تعطي رقمك ولا عنوانك لأي كان، فإني أعرف هذا ليس من شيم الفضيلات مثلك،  وأنبه أختنا ألا تجعل نكستها الأولى مع ذلك الشاب حلقة أولى لنكسات وطامات أعظم وأكبر، واعلمي أن ما بني على باطل فهو باطل،  وكما قال الشاعر:

 أوردها سعد وسعد مشتمل       ما هكذا يا سعد تورد الابل.

أتمنى لك أختي نريمان السعادة والتوفيق، وأرجو من مدام نور أن تنشر هذه الرسالة، لتكون عبرة للأخوات لعل الله يصلح بها حالهن.

القارئ م شمس الدين مهندس دولة وطالب للعلم الشرعي الطارف       

رابط دائم : https://nhar.tv/HWQZo