إلياذة الجزائر محور المسابقة الدولية للتراث الإسلامي و تحقيق المخطوط
سيشكل “الشرح التاريخي لإلياذة الجزائر” للشاعر مفدي زكريا محور المسابقة الدولية للتراث الإسلامي و تحقيق المخطوط التي ستنظمها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف سنة 2014 حسب ما أعلن عنه اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة بوزيد بومدين. وقال بومدين في كلمته خلال اليوم الدراسي المنظم حول “الأبعاد الدينية في آثارمفدي زكريا” أنه سيتم اختيار أحسن بحث تاريخي يشرح ديوان إلياذة الجزائر وذلك بهدف تسليط الضوء على الخلفية التاريخية لها. وستتولى اللجنة العلمية التي تتكون من 20 خبيرا دراسة البحوث التي سيقدمها المترشحون من عدة الدول لتعرض هذه الأعمال في 150 صفحة إلى 300 صفحة وذلك في ظرف ستة أشهر. وسيتم الإعلان عن الفائزين الثلاث الأوائل خلال الإفتتاح الرسمي لتظاهرة “قسنطينة عاصمة الثقافة العربية” في شهر ديسمبر 2014 ومن المتوقع أن تصل القيمة المالية للجائزة الاولى إلى 400 مليون سنتيم جزائري حسب ما ذكره السيد بومدين. وأجمع المشاركون في هذا اليوم الدراسي على ضرورة جمع التراث الأدبي و الإسلامي للشاعر مفدي زكريا و طبعه وأيضا دراسته وذلك من أجل إبراز المكانة الحقيقية لهذه الشخصية التي وصفوها ب “المدرسة الجزائرية في الشعر”. في هذا الشأن دعا نائب مؤسسة مفدي زكريا السيد شريف خير الدين إلى تركيز البحث على البعد الديني لأعمال الشاعر مفدي زكريا باعتباره “جانب خفي” مشيرا إلى تأثر الشاعر مفدي بالقصص القرآنية و القيم الأخلاقية الإسلامية. من جانبه تحدث الكاتب و الصحفي بلقاسم بن عبد الله عن تجربته الشخصية التي جمعته مع الشاعر مفدي خلال سنوات السبعنيات لاسيما و أنه أول صحفي يجري حوار مع هذه الشخصية مشيرا في نفس الوقت أن ما طبع للشاعر يشكل “خمس” من أعماله. وشهدت أشغال اليوم الدراسي تقديم عدة محاضرات تمحورت حول “تعاليم الإسلام في شعر مفدي زكرياء” و “مقاصدة العقيدة و الإيمان في إلياذة الجزائر”. ولد شاعر الثورة الجزائرية مفدي زكريا مؤلف النشيد الوطني “قسما” يوم 12جوان 1908م ببني يزقن أحد القصور السبع لوادي مزاب (بغرداية) حيث بدأ حياته التعليمية في الكتاب بمسقط رأسه ثم رحل إلى تونس وعاد بعد ذلك إلى الوطن لينضم بفكره وقلمه إلى جبهة التحرير الوطني. توفي الشاعر مفدي زكريا صاحب ديوان “اللهب المقدس” و”من وحي الأطلس” في 17 أوت 1977 بتونس ونقل جثمانه إلى الجزائر ليدفن بمسقط رأسه ببني يزقن ولاية غرداية تاركا ورائه منتوج أدبي.