إلتقت بلخادم وكبار المسؤولين وطلبت الوساطة بعد فشل ليبيا:بلاسنيك في زيارة سرية للجزائر لطلب تحرير رهائن “القاعدة”
قامت الوزيرة النمساوية للشؤون الخارجية، أورسولا بلاسنيك، بزيارة سرية إلى الجزائر بداية الأسبوع الجاري من أجل بحث قضية الرهينتين النمساويتين المحتجزتين من قبل تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي منذ 22 فيفري الفارط بمنطقة “ڤاو” شمال مالي على الحدود مع الجزائر.
وعلمت “النهار” من مصادر مؤكدة أن الوزيرة أورسولا بلاسنيك، زارت الجزائر بداية الأسبوع وأقامت فيها لمدة يومين، في زيارة سرية، وكشف سفير أوروبي بالجزائر لـ”النهار” رفض الكشف عن هويته، أن الوزيرة أورسولا بلاسنيك، التقت أثناء إقامتها بالجزائر عددا من المسؤولين الجزائريين بإقامة جنان الميثاق، على رأسهم السيد عبد العزيز بلخادم رئيس الحكومة، ونظيرها مراد مدلسي وزير الشؤون الخارجية، وبحثت الوزير مع المسؤولين الجزائريين قضية الرهينتين النمساويتين، أندريا كلويبر (44 عاما) وفولفغانغ إيبنر (51 عاما) اللذين اختطفهما تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي” من الجنوب التونسي في 22 فيفري الماضي.
وأكد نفس المتحدث لـ”النهار” أن وزيرة الشؤون الخارجية النمساوية طلبت من المسؤولين الجزائريين عدم الكشف والإعلان عن هذه الزيارة رسميا، لاعتبارات سياسية متعلقة بأمن وسلامة الرهينتين، وهو ما نفذه الطرف الجزائري، حيث برمج لقاء السيدة أورسولا بلاسنيك وزيرة الشؤون الخارجية النمساوية بالمسؤولين الجزائريين يوم الأحد المنصرم بإقامة الميثاق.
وأكد نفس المصدر لـ”النهار” أن فيينا طلبت رسميا من الجزائر من خلال اللقاء الذي جمع وزيرة الشؤون الخارجية مع رئيس الحكومة السيد عبد العزيز بلخادم، أن تتوسط عبر أجهزتها الأمنية لتحرير الرهينتين المحتجزتين لدى تنظيم “القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي”.
وحسب الدبلوماسي الأوروبي فإن لجوء فيينا إلى الجزائر جاء بعد فشل المساعي الليبية في الإفراج عن السائحين النمساويين، مقابل دفع مبالغ مالية من قبل مؤسسة القذافي العالمية للمشاريع الخيرية التي يتزعمها نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، وكذا عدم تمكن المخابرات الفرنسية والأمريكية، على حد سواء، من تحديد مكان الخاطفين والرهينتين، وكذا تعطل قنوات الاتصال التي فتحها تنظيم “القاعدة” بزعامة “أبو زيد” مع المتمردين التوارڤ في شمال كيدال بمالي. وكشفت كبيرة الدبلوماسيين النمساويين للجزائر أن الاتصالات مع المحتجزين لا تزال متواصلة وأن صحة الرهينتين بخير.
وكان تنظيم “القاعدة” اشترط على الجزائر وتونس إطلاق سراح الإرهابيين المعتقلين في سجون البلدين، قبل أن يتراجع عن المطلب ويشترط دفع فدية قدرها 6.5 مليون أورو إلى جانب سحب فيينا لجنودها المشاركين في غزو أفغانستان، مع إطلاق سراح زوج من الإسلاميين المصريين المحتجزين لدى فيينا بتهمة التخطيط لعمليات انتحارية بالنمسا وألمانيا.