إقبال كبير عليه وجهل تام لأضراره : البرونزاج من متعة الاسمرار.. إلى داء السرطان
ما إن يحل فصل الصيف حتى يتهافت الشباب من كلا الجنسين على كل ما يمكن أن يكسب الجسد اللون الأسمر، سواء بالمواد المساعدة على ذلك أو بالتعرض لأشعة الشمس، الرجال للتباهي باللون الأسمر الذي يكسبه للجسد على شواطئ البحر. أما النساء فطلبا لجسد مسمر كأجساد النجمات العالميات، تظهره عند لبس فساتين السهرات في أعراس العائلة، وفي كل هذا يجهل هؤلاء مخاطر هذه المادة التي تؤدي في أسوأ الحالات إلى الإصابة بسرطان الجلد.
ويحذر الأخصائيون في الأمراض الجلدية من الأضرار التي قد يحدثها استعمال البرونزاج، ويعلق أخصائي أمراض جلدية أن أماكن الاصطياف قد تكون سببا في الإصابة بالعديد من الأمراض الجلدية المختلفة، وعلى رأسها المشاكل التي تسببها أحواض السباحة والشواطئ والتي عدّدها محدثنا في التهابات الكلور، العدوى الفطرية بأنواعها وخاصة التينيا، التهابات الثنايا، إضافة إلى الحروق التي يحدثها التعرض لأشعة الشمس على الشواطئ، ناهيك عن حساسيات العين التي يتقدمها الإصابة بداء الرمد.
وأشار ذات المتحدث إلى أن التعرض المباشر لأشعة الشمس في أوقات معينة، له مخاطر صحية جمة، حيث قد يساعد على ظهور بعض الأمراض الجلدية، فيمكن لأشعة الشمس فوق البنفسجية أن تكون ذات تأثير مباشر بمفردها، كما يمكن أن تتفاعل مع بقايا مواد كيماوية على سطح الجلد مثل العطور والصابون وبقايا المنظفات في الملابس وعندئذ تتكون مواد نشطة تسبب التهاب الجلد. كما أن التعرض إلى أشعة الشمس في أوقات الذروة، أي من العاشرة صباحا إلى الرابعة عصرا، يؤدي إلى حدوث الحساسية الضوئية والطفح الحراري.
الدخول في الماء… لا يقي من الإصابة بالسرطان
في الوقت الذي يعتقد البعض أن وجود الجسد بالماء قد يحول دون تأثير أشعة الشمس عليه، فقد أشار محدثنا أنه على الآباء إدراك أن أشعة الشمس فوق البنفسجية تستطيع اختراق سطح الماء لعمق 60 سم، بمعنى أنه لا أمان للأطفال الذين يقضون ساعات طويلة بالماء حتى ولو كانت أجسامهم مغمورة داخل الماء. لأن ذلك لا يحميهم من آثار التعرض لأشعة الشمس كما لو كانوا فوق سطح الماء، مؤكدا على ضرورة الالتزام بتجنب التعرض لأشعة الشمس على الشواطئ أوقات الذروة، بل أكثر من ذلك أكد الدكتور قضاء الطفل يوما كاملا في حمام السباحة أو على شاطئ البحر أو داخل الماء هو أخطر ما يمكن أن يسبب أمراض جلدية خطيرة لأطفالهم، لأنهم يتلقون جرعة مضاعفة من الإشعاع من الشمس مباشرة.
“البرونزاج” كما يدعى بلغة الشارع أو الدهون المستعملة في الوقاية من أشعة الشمس على الشواطئ ليست دائما صحية، فاغلب الناس يعمدون إلى اقتنائها من الأسواق الفوضوية، وقد تكون أغلبها منتهية الصلاحية وتحمل تواريخ مزيفة.