فضلت وزيرة الطاقة الإسبانية سياسة التهدئة مع الجزائر، بعد قرار الأخيرة فسخ العقد الذي يربطها بمدريد، إذا قامت إسبانيا بتحويل الغاز الجزائري المصدّر إلى “شبه الجزيرة الإيبيرية”، نحو المغرب، عبر خط الغاز المغاربي الأوروبي، والذي قامت الجزائر بتوقيف العمل به، شهر نوفمبر الماضي، ردّا على الاستفزازات المغربية للجزائر ومساسها بالأمن القومي للبلد.

وفي تصريح نقلته صحيفة “إلموندو” الإسبانية، أكدت وزيرة الطاقة الإسبانية، عمق العلاقات الجزائرية الإسبانية، خاصة في مجال الغاز الطبيعي، واصفة الجزائر التي تزودها بنسبة 40 من المئة من احتياجاتها الغازية سنويا، بـ “البلد الموثوق”، كون الجزائر لم تتخلَّ عن التزاماتها القائمة في العقد المبرم بينها وبين مدريد، بالرغم من وقف العمل بالأنبوب المغاربي الأوروبي والتحوّل حصرا إلى أنبوب “ميدغاز” الذي يربط الجزائر بإسبانيا عبر البحر المتوسط مباشرة.

وجدّدت الوزيرة الإسبانية في كلمة لها أمام أعضاء الحكومة خلال جلسة عمل في “إشبيليا”، رغبة إسبانيا في الحفاظ على علاقاتها المتميزة مع الجزائر، باعتبارها “علاقة تكاملية طويلة جدا”، حيث تستمر لعشرات السنين، محاولة بعد هذا التقديم، إلى التقليل من وطأة القرار الذي تسعى مدريد إلى تجسيده، والمتمثل في تسويق الغاز الذي تستورده من الجزائر ودول أخرى، نحو المغرب، محاولة إيهام الجانب الجزائري بأن الغاز الذي تريد تصديره إلى الرباط، من شحنات الغاز المسال المستورد من أمريكا وقطر.

طالع أيضا:

وتعمدت تيريزا، خلال كلمتها، أول أمس الخميس، التغافل عن الترابط الشبكي في خطوط الغاز بإسبانيا، بين الغاز الطبيعي المستورد عبر الأنابيب من الجزائر والغاز المسال GNL، والذي تزعم تيريزا، أنه المعني بإعادة التصدير نحو “المغرب”، بعد إعادة تحويله عبر أنبوب الخط المغاربي الأوروبي، الرابط بين البلدين، والذي كان الخط الرئيس في تصدير الغاز الجزائري نحو إسبانيا.

وفي ظل الاضطرابات الكبيرة التي يعيشها سوق الغاز العالمي، بعد اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية، وارتفاع الأسعار إلى مستويات قياسية وترشحا للارتفاع أكثر مستقبلا، بعد تهديد روسيا بوقف الصادرات نحو أوروبا، إذا لم تسدد الثمن بـ “الرويب” الروسي، تسعى إسبانيا إلى أن تصبح مفترق طرق رئيس لنقل الغاز إلى أوروبا وإفريقيا، معتمدة في ذلك على امتلاكها لأكبر سعة لمعالجة الغاز في أوروبا، حيث تمتلك ست محطات، في حين أن ألمانيا لا تمتلك أي سعة، كما أن معدل استخدام المحطات الإسبانية كان 45 من المائة، فقط في جانفي الماضي، وفق تقرير نشره شركة كيبلير لتحليل البيانات.

عبر رابط “البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور