إذا أردت أن تحيا سعيدا …إقرأ الأتي

في عالم الحيوان، لا يمكن للقنافذ أن تقترب من بعضها بعض، فالأشواك التي تحيط بها تكون حصنا منيعا لها، ليس عن أعدائها فقط بل حتى على أبناء جلدتها.فإذا أطل الشتاء برياحه المتواصلة وبرودته القارصة إضطرت القنافذ للإقتراب والإلتصاق ببعضها بعضا.

طلبا للدفء ومتحملة ألام الوخزات وحدة الأشواك، وإذا شعرت بالدفء إبتعدت، حتى إذا شعرت بالبرد مرة أخرى تقترب، وهكذا تقضي ليلها بين إقتراب وإبتعاد، فالإقتراب الدائم قد يكلفها الكثير من الجروح ، أما الإبتعاد الدائم فقد يفقدها حياتها.

كذلك هي حالتنا في الحياة البشرية ، فلا يخلو الواحد منا من أشواك تحيط به وبغيره، ولكن لن يحصل على الدّفء ما لم يتحمل وخزات الشوك والألم. لذا، فمن إبتغى صديقا بلا عيب عاش وحيدا، ومن إبتغى زوجا أو زوجة بلا نقص عاش أعزبا،

إذا أردت أن تعيش سعيدا ، فلا تفسّر كل شيء، ولا تحلّل كل شيء، فإنّ اللذين حلّلوا الألماس وجدوه فحما، ولا تحرص على إكتشاف الأخرين أكثر من اللازم، فإنّ الأفضل أن تكتفي بالخير الذي يظهرونه في وجهك دائما، وأترك الخفايا لربّ العباد.