إبنتي المراهقة تتمادى في رغبتها في التحرر

سيّدتي، بعد التّحية والسلام أحييك على منبرك الطيب الذّي من خلاله تعرف القلوب الحيارى طريقها للسكينة والحنوّ، وما أنا إلا إنسانة حائرة بشأن إبنتي المراهقة التي أتعبتني بتصرفاتها التي أعتبرها محاولة منها للتحرر وفرض رأيها عليّ.

هي الفتاة الوحيدة بين أخويها، أغدقت عليها بالدلال ومنحتها كل ما تحتاجه من حب وحنان، لكنني بتّ أرى منها بعض التصرفات التي تستفزّني حيث أنها لم تعد كسابق عهدها تستشريني في بعض الأمور، كما أنها باتت تصرف من تلقاء نفسها وتتخذ قرارات تراها هي صائبة، كما أنها لم تعد تخنع لأوامري.

إبنتي المراهقة تتمادى في رغبتها في التحرر

أريد أن أوجه لها بعض الملاحظات، لكننّي سيّدتي أخاف أن أضيّق الخناق عليها فتتمرد أكثر أو تتصرف بتمرد كأن تخرج من البيت إلى وجهة مجهولة أو تجدها تقايضني بإخفاقها في الدراسة.

أريد منك طريقة تجعلني أعيد إبنتي إلى سابق عهدنا في علاقة كان أساها التناغم والطاعة، فما السبيل إلى ذلك سيدتي؟

أم سلسبيل من العاصمة.                                                      

الرد:

من بين الأمور التي تفسد تربية الأبناء، خاصة البنات الدلال المفرط. حيث أن هذا الأخير تعود تبعاته بالسلب على الطّفل وخاصة الأم التي تجد نفسها إستنفذت كل ما لديها من  طاقة وحب تجاه فلذة كبدها، التي تجدها في الأخير كمن يعلن الحرب ضدها إن هي غيّرت من بعض الأساليب أو فرضت بعض الأمور التي يجدها الطفل مثبطة لحريته.

أخطأت كثيرا سيّدتي لما رحت تتركين الحبل على الغالب لإبنتك التي أحسّت بأنك ضعيفة أمامها، فراحت تمارس ضدّك بعض التّصرفات التّي لم ترق لك، والتي جعلتك قاب قوسين أو أدنى من أن تتحكمي فيها. لازلت متمسّكة بزمام الأمور ولازال لديك سلطة على إبنتك، ولا يزال بمقدورك تقويم سلوكها بما يناسب أسرتك وتفاصيل التربية التي ترين أنها مناسبة لك ولأسرتك.

إبنتي المراهقة تتمادى في رغبتها في التحرر

وكنصيحة مني إليك، عليك سيدتي أن تقحمي زوجك في مسألة تصحيح أخطاء إبنتك. حيث أنه عليه التعامل معها بحزم ولو كان الأمر بمعاقبتها وحرمانها من بعض الإمتيازات والأمور التي ألفتها، ولا تخافي مما أخطرتني به أختاه  من تمرّد أكبر من إبنتك التي أشك في أنها ستهرب من البيت. أو تقايضك بفشلها في الدراسة. ولتتمسكي أختاه بسياستك الجديدة تجاه إبنتك، ولتعتبري من الأخطاء. التي إقترفتها في السابق حتى لا تكرريها وحتى تكوني أما صالحة لإبنتك. التي يجب أن تكون على قدر من الأخلاق في زمن لم يعد فيه للأخلاق مكان.