أيها المهموم

أيها المهموم

اصبر وما صبرك إلا بالله، استقبل المكارة برحابة صدر، استقبل الهموم والغموم بقوة وشجاعة تناطح السحاب، فهل أوجد العلماء وهل أوجد الحكماء والأطباء حلاً للأزمات والمصائب غير الصبر؟!

أيها المهموم

اصبر، فالله يقول “اصبروا وصابرو”

ويقول “اصبر وما صبرك إلا بالله”

اصبر، فمحمد صلى الله عليه وسلّم يقول: “إن الله إذا أحبَّ قوماً ابتلاهم”

اصبر مهما داهمتك الخطوب، اصبر مهما أظلمت أمامك الدروب، فإن مع العسر يسر، وإن مع الكرب فرج.

من الذي يفزع إليه المكروب، من الذي يستغيث به المنكوب، كما من الذي تصمد إليه الكائنات، إنه الله لا إلــــــــــه إلا هو، حق علي حيث عليك أن ندعوه في الشِّدة والرخاء، حق علي وعليك أن ننطرح على عتبات بابه سائلين، باكين.. ضارعين.. منيبين: “أمن يجيب المضطر إذا دعاه” الله قريب الله سميع الله مجيب يجيب المضطر إذا دعاه.

أيها مهموم

مد يديك، ارفع كفيك، اطلق لسانك، أكثر من طلبه، بالغ في سؤاله، ألِحّ عليه، ألزم بابه،

انتظر لطفه، فإذا أصابك مايُهِمُّك، ونزلت عليك النوازل، وأصابتك الملمات، كما قهرك الرجال، وفشلت في الأعمال، لكن لا تغضب، ولا تجزع، ولا تنهر أهلك، ولا تشتكي على أحد، ولا تجعل شدّة المصيبة على أبيك أو على ولدك أو على أخيك أو على سيارتك، ولكن قل: الحمد له الشكر لله قل قدر الله وما شاء فعل.

فما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم ، إلا في كتاب من قبل أن نبرأها

يقول محمد صلى الله عليه وسلم: “عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابتها سرا شكر فكان خيرا له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له”

أيها مهموم

إذن:

استسلم للقدر، لا تتسخط كما لا تتذمر اعترف بالقضاء والقدر، وليهدأ بالك، مثلما لا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذاو كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل.

أيها المهموم :

قد يكون همك بسب فراغك القاتل أو العطالة عن العمل، ولكن:

حيث تذكر نعمة الله عليك، يكفيك أنك مسلم،و انك مؤمن، كذلك يكفيك أنك تصلي،كما أن حواسك غير معطّلة، و الأمن والأمان، و أنك قادر على العمل وإن لم تتيسر لك ظروف العمل، كذلك انك في صحة وعافية دائمة.

فانظر لمن ملك الدنيا بأجمــعها  *** هل راح منها بغير القطن والكفن.