إعــــلانات

''أنقذت شندرلي بعدما أراد كريم بلقاسم ممارسة الحڤرة عليه بسبب سيارة''

''أنقذت شندرلي بعدما أراد كريم بلقاسم ممارسة الحڤرة عليه بسبب سيارة''

أهدانا نجل الرئيس الراحل علي كافي الطبعة الثانية المنقحّة من مذكرات والده، تحت عنوانمن المناضل السياسي إلى القائد العسكري   1946-1962، وطلب منا قراءتها للتعرّف على شخصية الرئيس كافي، قائلا إن هدفه الأول والأخير هو إطلاع الجيل الصاعد بما قام به أسلافه، وأن ذلك لا يمكن أن يتم إلا من أفواه من شاركوا في صنع الأحداث لإزالة التحريف والتشويه.

هل أنقذت شندرلي من الموت؟..

يقول كافي عن شندرليوفي الليلة التي نزل فيها العقيد عميروش عندنا، وأثناء إقامته بيننا للراحة من عناء الرحلة الطويلة، لاحظت مسحة حزن على وجه شاب وسيم كان يرافق قافلة عميروش، وهو يجلس وحيدا منطويا على نفسه وكأنه يخفي سرا، تقدّمت منه وسألته: لماذا أنت جالس وحدك، وتابعت أسئلتي: ما اسمك، قال: اسمي جمال شندرلي، وأنا من العاصمة، وابن القاضي شندرلي، فسألته عن عبد القادر شندرلي الذي وصلتنا أخبار عن انضمامه إلى البعثة الجزائرية بنيويورك، فقال لي: إنه أخي الأكبر، وهو موجود الآن في نيويورك رفقة أعضاء بعثة الثورة التحريرية.وقصّ علي حكايته وكيف اتّهموه، وجاؤوا به من القاهرة عبر تونس ليحاكم في الولاية الثالثة، زاعما أنه انتقل بسيارتهسيتروانمن الجزائر إلى القاهرة مرورا بالإسكندرية، وأنه تعرّف على أعضاء من الجبهة ومن بينهم كريم بلقاسم الذي أعجب بسيارته، وأراد أخذها منه، وعندما رفض إعطاءه إياها، حوّله إلى تونس عند الرائد قاسي في القاعدة الجزائرية وهو بدوره سلّمه إلى عميروش لنقله إلى ولايته لمحاكمته هنالك.يضيف كافي،سألته عن عمله فقال لي: مصور سينمائي وكاتب سيناريو، وأخبرني أنه كان يعمل في الإذاعة والتلفزة في الجزائر، وأنه صوّر مجزرة عين عبيد أثناء زيارة سوستال، وأنه تأثّر فرفض البقاء في الإذاعة والتلفزيون وفضّل الالتحاق بالثورة”.عندئذ، قرّرت عدم تسليمه لعميروش، وناديت أحد جنودنا وطلبت منه الذهاب به إلى المركز وأمرته بعدم تسليمه لأي شخص مهما كان”.

قضية الطائرة الوهم..

يقول علي كافي،أذكر أن العربي بن مهيدي أسرّ إلى زيغود يوسف أن طائرة محملة بالأسلحة تريد إنزال حمولتها في المنطقة الثانية، وخرج زيغود ليبلغني بالخبر في اليوم الثالث للمؤتمر المنعقد في منطقة إيفري، فوجئت به يناديني رفقة العربي بن مهيدي، بصفتي القائد العسكري للمنطقة الثانية وأبلغنا بأمر الطائرة، وأطلعني على المكان المقرّر لإنزال الأسلحة، وهو منطقة واد الزهور قرب منطقة القل، ولاحظت أن هذا المكان غير آمن لقربه من البحر، واقترحت استبداله بدوار بني صبيح الذي يبعد عن البحر وتحيط به الجبال، ووافقا على اقتراحي بتحديد المكان الجديد، وطلب مني زيغود الرحيل فورا بأقصى سرعة ممكنة، ووصلت المكان المحدد، حيث كان في استقبالي الرائد صالح بوبنيدر بعد عمليات عسكرية واشتباكات خطيرة ومحاصرة العدو، أعددت العدّة، ورسمت المكان الذي ستنزل به الطائرة وحمولتها وضبطت الإنارة لتدليل الطائرة ولكن الطائرة لم تأت، ولم يعرف السبب إلى غاية الآن، هل فعلا كانت هناك طائرة محملة بالأسلحة، وهل كان من المعقول أن تنزل طائرة حمولتها من الأسلحة في المكان إياه تحت سمع وبصر الرادارات وقوات العدو، وهل أن إيماننا بالثورة جعلنا نصدّق أنه كانت هناك نية مبيتة لعزل زيغود عن قائده العسكري.ليختم قائلا،إننا لا نشك في صدق المناضل البطل العربي بن مهيدي ولكن من خطّط للعملية، ليُطرح سؤال خطير مايزال يطرح إلى غاية اليوم، وهو قصة الطائرة التي كان من المفروض أن تقوم بإنزال الأسلحة في منطقتنا، وبعد ذهابي إلى تونس التقيت ببعض قادة الثورة وتساءلت عن سر تلك الطائرة اللغز، فأكدوا لي بأنه لم يكن هناك أي تخطيط أو إعداد لإنزال حمولة الطائرة من الأسلحة وإنهم لا يعلمون شيئا عن هذا الأمر.

قصة تمرّد جماعة لعموري وشهادة سالم شلبك

ما يربطني بمحمد لعموري هو مجرد زمالة تحوّلت إلى صداقة، كانت نتيجة لقاء في تونس خلال ديسمبر 1957، كان معجبا بالولاية الثانية وقيادتها التي مرّ بها وهو في طريقة إلى تونس، وقد عبّر لي عن ذلك في أكثر من لقاء.. وكان من طلبة معهد بن باديس، كنت أحدّثه كثيرا عن التنظيم داخل الولاية الثانية وبداية النضال، وكيف تفادت الولاية الكثير من المشاكل والقلاقل، واتفقنا على الدخول معا بعد إنهاء أشغالنا، على أن نعود معا إلى ولايتي للتعرّف عن قرب على طرق التنظيم، وأرافقه بعد ذلك إلى الولاية الأولى التي عيّن على رأسها لأبقى معه فترة بهدف إعادة هيكلتها، وذات يوم تواعدنا على اللقاء في مقهى المغرب العربي بحي باب البحر، يقال إنها كانت لمفدي زكريا وعباس التركي، كنت مرفقا بعلاوة بن بعطوش والنقيب عبد القادر العيفة المعروف باسممحجوب، ولما وصلنا إلى المقهى وجدنا لعموري رفقة محمد ملوح وآخر لا أتذكر اسمه وإذا لم تخنِ الذاكرة هو الهامل”. ”ولفت انتباهي أن الشهيد لعموري كان قد وضع قدمه فوق الحذاء مربوطة بالضمادات، قلت له: خيرا إن شاء اللّه، ردّ: الطبيب أمرني بعدم المشي عليها قبل الشفاء والمفاجأة هي أنه لم يسبق له أن أخبرني بأنه سيجري عملية على أحد أصابعه، وأنه كان متفقا على السفر، وقد حضّرت نفسي للعودة، وكان الطبيب المشرف على العمليات آنذاك هو الدكتور تحيني هدام، ولأول مرة يحدّثني بطريقة غريبة، كان ينتقد القيادة ويتّهم البعض منهم بالجهوية، يصفهم بالطماعين في زعامة الثورة، وهنا نبهته لخطورة ما يقول وقلت أنت صغير ولا تعرف المسؤولية وليست لك تجربة تؤهلك لتقييم المسؤولين، لكنه لم يسمع لنصيحتي واتهم كريم بلقاسم وأوعمران بالجهوية، رغم أن نصف أعمارهما قد ذهبت في النضال الوطني، ولشدة حبي للعموري، قلت له إذا ما تماديت في الحديث بهذه الطريقة عن مسؤوليك، فإنك ستدفع الثمن غاليا، وكان هذا اللقاء آخر اتصال لي بلعموري.

             

رابط دائم : https://nhar.tv/ABHHU
إعــــلانات
إعــــلانات