أنصار الدّين تحارب فرنسا بسلاحها!
قيادات في الإليزيه تكذّب تصريحات وزير الدّفاع الفرنسي
كشف مسؤولون رفيعو المستوى بقصر الإليزيه، أن القوات المسلحة الفرنسية تفاجأت بقوة وتنظيم جيش أنصار الدين، الذي يقاوم الطائرات العسكرية الفرنسية بطريقة محترفة وبأسلحة متطورة، تم جلبها من الأراضي اللّيبية، حيث قالت مصادر مقرّبة من الرئيس الفرنسي ”فرانسوا هولاند”، إن القوات الفرنسية المسلحة تفجأت بالقوة والتنظيم المحكم، الذي يتم به تسيير المعارك من قبل جماعة أنصار الدين، التي دخلت في حرب مع الجيشين الفرنسي والمالي نهاية الأسبوع الماضي. وأضاف المتحدّث، أن الطاقم الذي خطط لشنّ الحرب على مالي، كان ينتظر أن يجد أشخاصا يحملون أسلحة وبنادق تقليدية، إلا أنّهم اصطدموا بواقع آخر تمثل في أسلحة متطوّرة وبعتاد وأجهزة دقيقة، بالإضافة إلى الطرق الدفاعية والهجومية المنظمة والمحكمة، مؤكدا أنه يعتقد أن جماعة أنصار الدين والجماعات الأخرى قامت بجلب هذه الأسلحة والعتاد من ليبيا، والذي فاجأ قيادي القوات الفرنسية التي تحارب في مالي، مؤكدا أن التقنيات المُستعملة والخطط المُنتهجة في إدارة المعركة من قبل الجماعات المسلحة، لا تختلف عن تلك التي كانت تنتهجها الجماعات المناوئة للعقيد الراحل ”معمر القذافي”، خلال الحرب التي قادتها فرنسا بمعية قوات الناتو عليه العام الماضي، حيث قال ”الشيء الذي استطاع به الإسلاميون دحرنا، هو تلك التقنية والأسلحةّ المتطوّرة جدّا التي يستعملونها ضدنا، على غرار الأسلحة التي تُسقط المروحيات”، مفنّدا التصريح الذي أدلى به وزير الدفاع الفرنسي، والذي قال إن السلاح الذي أُسقطت من خلاله المروحية هو سلاح خفيف قام بإطلاقه أحد العناصر المسلحة، إلا أن الواقع يتمثل في أن هذه الأسلحة تعتبر من التقنيات الحديثة التي تُستعمل في الحروب.وحسب المتتبعين للشأن الأمني في الأراضي المالية، فإن القوات الفرنسية اكتشفت أن الأسلحة التي كانت تدعم بها ثوّار ليبيا، قد تم تحويلها إلى شمال مالي ومنطقة الساحل،الشيء الذي أدّى إلى وجود مقاومة شديدة من طرف جماعات أنصار الدين، التي تقوم باستعمال هذه الأسلحة الفرنسية ضد القوات الفرنسية.وفي سياق آخر، قالت الحكومة البريطانية إنها قرّرت إرسال مساعدات عسكرية للقوات الفرنسية التي تشارك في العمليات العسكرية في مالي. ووفقا لبيان صادر عن مكتب رئاسة وزراء المملكة المتحدة، فإن رئيس الوزراء قرّر أن تقدم المملكة المتحدّة مساعدة عسكرية لوجيستية، للمساهمة في نقل المعدّات والوحدات الأجنبية إلى مالي، وأضاف البيان أن بريطانيا لن ترسل أيّ جندي للقتال في مالي، مشيرا إلى أن طائرتي نقل عسكريتين بريطانيتين، ستُغادران باتجاه مالي.وحسب البيان الصادر عن ”داونينغ ستريت”، فإن محادثات هاتفية جرت بين الرئيس الفرنسي ”فرانسوا هولاند” ورئيس الوزراء ”ديفيد كاميرون”، أكدا خلالها على ضرورة أن يتم دعم مهمة إعادة السلام في مالي من قبل كافة بلدان المنطقة، مشدّدين في الوقت ذاته على ضرورة العمل مع الحكومة المالية ودول الجوار والشركاء الدوليين لمنع ”تطوّر بؤرة جديدة للإرهاب على أبواب أوروبا”.