أمّ تتخلَّى عن طفليها أحدهما كفيف وتتركهما من دون أكل داخل غرفة فندق في البليدة !
عمال الفندق اكتشفوا وجودهما بعد بكائهما
الشرطة تمكنت من توقيف الوالدة والتحقيقات كشفت أنها رفضت العيش مع زوجها في أدرار
علمت «النهار» من مصادر مطلعة، أن وكيل الجمهورية بمحكمة البليدة أودع فتاة تبلغ من العمر 20 سنة المؤسسة العقابية بالبليدة عن تهمة الإهمال وتعريض أطفال للخطر من طرف الأصول، وهذا بعد تخلِّيها عمدًا عن طفليها البالغين على التوالي عاما ونصف و3 سنوات وتركهما في فندق بعدها هربت إلى وجهة مجهولة من دون حماية، على الرغم من أن ابنها الصغير كَفِيف.
تفاصيل القضية التي عالجها عناصر فرقة حماية الأحداث بالمصلحة الولائية للشرطة القضائية بالبليدة، بدأت عندما جرى تلقي اتصال هاتفي في حدود السابعة مساء من صاحب فندق يقع بقلب مدينة البليدة، يفيد فيه بوجود طفلين قاصرين داخل إحدى الغرف لوحدهما واختفاء والدتهما طيلة اليوم في ظروف غامضة.
وعلى الفور تنقل عناصر الفرقة إلى الفندق، ليقوموا بفتح باب الغرفة، أين تم العثور على بنت تبلغ من العمر 3 سنوات برفقة شقيقها البالغ من العمر سنة ونصف، تبين فيما بعد أنه كَفِيف ويعاني من مرض.
وقد جرى تحويل الطفلين مباشرة إلى مستشفى «بن بوالعيد»، أين كشف الطبيب عن حالة الطفل الصغير وتوصل إلى أنه كفيف، وهذا نتيجة مرض أصابه على مستوى العينين بسبب الإهمال الذي عانى منه منذ عدة شهور.
ليتم الإبقاء على الطفلين بالمستشفى والتكفل بهما من قبل الطاقم الطبي، فيما فتح عناصر فرقة حماية الأحداث تحقيقا بعد إبلاغ وكيل الجمهورية بالقضية.
وبالرجوع إلى سجل القيد على مستوى الفندق، تبين أن والدة الطفلين تقدمت رفقة زوجها البالغ من العمر 45 سنة والمقيم بولاية أدرار لحجز غرفة بالفندق بعدما رفضت العيش معه بمحل إقامته وعمله بأدرار، ريثما يجد حلا للمشكل.
إلا أن الزوجة وبعد مرور أيام من إقامتها غادرت الفندق إلى وجهة مجهولة تاركة ولديها داخل الغرفة من دون أدنى حماية أو أكل وحتى شرب، بالرغم من أن طفلها الصغير كفيف، وهذا طيلة اليوم إلى غاية أن تفطن صاحب الفندق لبكاء الطفلين.
ومن خلال التحقيق المكثّف، توصل المحققون إلى هوية والد الطفلين، أين تم استدعاؤه والتحقيق معه، ليكشف أن زوجته رفضت العيش معه بولاية أدرار، مما دفعه إلى حجز غرفة لها بالفندق للعيش برفقة ابنيها بشكل مؤقت، مضيفا أنه لا يدري مكان تواجدها حاليا.
وبتوسيع التحقيقات وبعد مرور ثلاثة أيام، تم توقيف والدة الطفلين التي تخلت عنهما وجرى تحويلها مباشرة على وكيل الجمهورية الذي بدوره أحال ملفها على قاضي التحقيق في انتظار تحويلها على المحاكمة.
