إعــــلانات

أمي تبتغي صهرا غنيا

أمي تبتغي صهرا غنيا

سيدتي، بعد التحية والسلام أتشرف أن تكوني لي نورا على نور من خلال منبر قلوب حائرة، هذا الفضاء الطيب الأرجاء الذي يجد فيه كل حائر ضالته.فأنا والله سيدتي في أمس الحيرة لأعرف ما عليّ سلكه من طريق خاصة وأنني لي من العراقيل أم متزمتة، ترى أنها تحبني ولا تبتغي غير مصلحتي إلا أن مفهومي ومنظوري للحياة مخالف تماما.

سيدتي أنا أعاني في صمت وبت أرى مستقبلي من زاوية سوداوية. فوالله تصرفات أمي تفقدني صوابي، وقراراتها تجعلني على كف عفريت من برها إلى شقّ طريقي بالطريقة التي أريد.

وحتى أضعك في الصورة سيدتي ، أقول :عانت أمي منذ زواجها من أبي الفقر والحرمان. حيث كان دخله محدودا كما أنه لم يتمكن من فرط سوء حالته الصحية من إتخاذ عمل أخرغير عمله ليعيلنا. المهم عشنا وكبرنا مؤمنين بقدرنا راضين بقضاء الله. ولم يكن لي أو لإخوتي أي إمتعاض حيث أننا درسنا ونجحنا ونحن اليوم بعد أن تبوأنا مناصب جيدة نحيا حياة كريمة والحمد لله.

المشكل سيدتي يكمن في والدتي التي أظنها اليوم تحيا عقدا لا تعدّ ولا تحصى. حيث أنها تصرّ على رفض كل من يتقدم لي خاطبا بمدعى أنها تريد لي شخصا غنيا يضمن لي حياة مريحة وبحبوحة بعيدة عما عانته هي. صدقيني سيدتي، فأمّي تستخف بالخاطب الطيب، وتزدري المتحمّس في حبي. وتمقت من له من مسؤوليات إعالة أهله. وأظن نفسي سأبقى على حالي حتى تجد لي هي زوجا على مقاسها ، فما العمل فقد كنت أظن أمي. تبتغي لي الزوج الصالح الذي يأخذ بيدي ويعرف قيمتي ويجعلني في سويداء قلبه بعيدا عن لغة المال فهل هذا هو المعقول؟

أختكم ن.رشا من الغرب الجزائري.

الرد:

صعبة هي تراكمات الماضي حين ترخي بضلالها علينا في الحاضر، فنجدها كمن يعيق المستقبل والمضي قدما نحو تحقيق الأهداف والأحلام. أتفهّم بنيتي ما تحياه أمك من صراع ، لدرجة أنها فقدت السيطرة على حدس الأم التي ترى أن من يصلح لبناتها زوج هو الديّن الطيب الأخلاق المحب، وراحت تريد لك زوجا غنيا يضمن لك الحياة الفخمة عكس ما عانته هي. هو حقا صراع نفسي لا يمكنك إقناعها بغيره، حيث أنّ الأمر يتطلّب بعض الوقت حتى تستكين نفسية أمّك وتهدأ. حاولي بنيتي أن تتفهمي أن والدتك تحلم لك بحياة غير حياتها، والدليل أنها نسيت قوله صلى الله عليه وسلم: “إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه”، كما أنها -تملّصت مما لقنته لكم أنت وإخوتك من مكارم أخلاق وتسلّح بالصبر حيال ما كنتم تحيونه من واقع- وباتت تطالبكم بعكسه.

تقربي من والدتك وأقنعيها من أن الأمور تغيّرت ، حيث أنه بإمكانك اليوم أن تكوني بجانب زوجك إن لم يكن مقتدرا فتتقاسمين معه المسؤولية. وتبنين بيتك على ضوء المحبّة والحنوّ عكسها هي، حيث أنها لم يكن لديها ووالدك يتخبّط في فقره من حيلة تقاوم بها.

حاولي أن تفهميها أن الزوج الغني نعمة حقا، لكن إذا ما كان الغنى قوامه الأخلاق وخوف الله والتقوى. فمعظم من يلعبون بالمال لا يستقرون في زيجاتهم ويتخذون من الخليلات والعشيقات وحتى الزوجات ما يجعل أي زوجة تحسب ألف حساب. قبل أن تقبل بأحدهم. خاطبي العقل في أمّك ولا تتسرّعي النتائج ودعي لها متسّعا من الوقت حتى تعود لصوابها، فلا يوجد ما يفرح الأم. من أن ترى إبنتها بين يدي إنسان أمين يصونها أبد الدهر ولا يريها فيها مكروها، وأبدا لم يكن الفقر معيارا للفشل أو الإخفاق في الحياة، فيكفي أنها ترى فيك وفي إخوتك خير الدليل. حيث أنكم خلقتم من الأزمة همة، وصنعتم من اللاشيء نجاحا وتألّقا.

ردت:”ب.س”

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

رابط دائم : https://nhar.tv/9oFK1