أمال.. ضحية مسؤولين ''حڤارين'' تحت شعار تطبيق القانون
قصة أمال تتحوّل إلى قضية رأي عام.. وتلهب مشاعر مترشحي الباك والجمعيات الخيرية
والدة أمال: ”رهنوا مستقبل ابنتي.. ومنعوها من حلم عُمرها”
”كنت أتمنى أن تكون ابنتي نبراسا ينير حياتي.. كنت أحلم أن تكون الطالبة الجامعية التي تتطلّع بإرادتها إلى أسمى المراتب”.. هي الكلمات الممزوجة بالقهر التي سردتها لنا السيدة زينب براهيمي والدة الطفلة آمال لغريب التي مُنعت من قبل حراس ثانوية الأمير عبد القادر من الولوج إلى قاعة الإمتحان. على عكس ما تم الترويج له، فإن الطالبة الجامعية آمال من مواليد سنة 1984، حضرت لاجتياز امتحان البكالوريا حرة في شعبة الآداب والفلسفة، لم تتأخر عن الموعد المحدد، حيث كانت أمام باب الثانوية على الساعة الثامنة صباحا، إلا أنه وفي وقت غابت الضمائر، حيث امتنع كل الموجودين بمحيط الثانوية على مساعدة الفتاة على الصعود إلى قاعة الإمتحان باعتبار أن مدخل ثانوية الأمير عبد القادر بالجزائر الوسطى تحوي على سلالم عالية نوعا ما، ولأن آمال معوّقة، حاولت مناداة أي شخص من أجل إنجادها وإدخالها إلى القاعة واجتيازها امتحان العمر الذي طالما حلمت به. حالة آمال النفسية لا يرثى لها، حيث إن الحزن لا يكاد يراوح قسمات وجهها البريء، حتى إنها امتنعت عن الكلام والأكل والشرب، وأصيبت بأزمة رهيبة عزلتها عن العالم الخارجي، على الرغم من تعاطف كل من سمع قصتها، معاناة آمال تضاعفت بعد فراق والدها الذي تخلّى عنها ووالدتها لا لسبب سوى أنه رفض إعاقتها، مفضلا هجرانها على العيش معها، وترك الوالدة في معاناة كبيرة استمرت لسنوات. والدة آمال السيدة زينب، أكدت في حديثها إلى ”النهار”، أنها ناقمة جدا عن الحادث الذي حصل لابنتها والذي رهن مستقبلها وأردفت قائلة ”…نهضت باكرا، وعلى الرغم من الزحمة المرورية بين ڤاريدي بالقبة والجزائر الوسطى وصلت في الموعد المحدد، ولم أستطع ركن السيارة لمساعدة ابنتي على الصعود إلى قاعة الإمتحان.. مما اضطرني إلى محاولة ركن السيارة خلف الجامعة المركزية إلا أني منعت من قبل الشرطة، لأحاول بعدها إيجاد مكان للركن طيلة 45 دقيقة..”، وفي هاته الفترة ظنت الوالدة أن ابنتها قد شرعت في اجتياز الامتحان، إلا أنها اصطدمت لما وجدتها على قارعة الطريق والمفاجأة الأكبر كانت عندما منع الحراس دخولها إلى قاعة الإمتحان.
جمعيات المعوّقين تتضامن مع الطالبة وتعلن عن وقفة احتجاجية اليوم
تضامنت العديد من الجمعيات التي تعنى بالمعوّقين مع حالة الطالبة ”أمال”، وأكدت أنها تعرضت للظلم وسوء المعاملة من قبل المسؤولين على ثانوية الأمير عبد القادر، وكذا مديري التربية الجزائر وسط. وحسب أحد ممثلي الجمعيات، فقد تم تقديم طلب إلى مدير التربية من أجل التكفل بالطالبة، وعلى صعيد آخر عرفت الحادثة تضامن العديد من التلاميذ الذين يدرسون على مستوى نفس الثانوية وكذا بعض الجامعيين الذين تضامنوا معها كما انتقدوا المعاملة التي قوبلت بها من قبل مسؤولي التربية.
مديرية التربية للجزائر وسط تؤكد أنها طبّقت القانون بغض النظر عن الأمور الإنسانية
أكدت مديرية التربية للجزائر وسط، أن القانون المعمول به في امتحانات البكالوريا ”واضح جدا ولا يمكن خرقه”، وقالت فيما يخص حالة الطالبة أمال لغريب، إن إدارة الثانوية اضطرت لمنعها من الدخول بسبب تأخرها لمدة وصلت إلى 50 دقيقة، بغض النظر عن الأمور الإنسانية التي أحاطت بالحادثة، والتي يمكن أن يقاس عليها تطبيق القانون من عدمه.وحسب المديرية، فإن الاستدعاء المسلم للتلاميذ يتضمن نقطة تفادي التأخر، ويتضمن الاستدعاء ”أن الوقت المسجل في جدول سير الاختبارات يمثل مدة الاختبار، وأن أي تأخر يتجاوز نصف ساعة من انطلاق الاختبار يحرم صاحبه من المشاركة في الامتحان ويقصى نهائيا، وأن أي تأخر يقل عن نصف ساعة لا يستفيد صاحبه من وقت إضافي، كما لا يسمح له بخروج المترشح من حجرة الإمتحان إلا بعد مرور نصف الوقت الرسمي للاختبار”.