“أم عزباء” تنتحل صفة شرطية لسرقة منزل محامية في برج البحري!
الضحية أحسنت إلى الجانية وقامت بإيوائها لديها والأخيرة ردّت على المعروف بالإساءة
المعتدية وشريكاها قاموا بالاعتداء على المحامية وأجبروها على الاعتراف بالمتاجرة في المخدرات ثم صوّروها عارية بعد توثيق يديها
من المقرر أن تفتح محكمة الجنايات الابتدائية في الدار البيضاء بتاريخ 18 أكتوبر المقبل، الملف الجنائي الذي راحت ضحيته محامية، بعدما تعرضت لاعتداء خطير داخل منزلها ببرج البحري بالعاصمة من قبل امرأتين مسبوقتين قضائيا وشريكهما، بعدما أحسنت الضحية لإحداهما وأوتها ببيتها لتعتدي عليها بعدما قاموا بتكبيل المحامية بالقوة داخل غرفة وتكميم فمها.
لتنتحل برفقة شريكيها صفة محققي شرطة لدى التنقل لداخل “فيلا” والدتها، وإيهامها بأن ابنتها المحامية تتاجر في المخدرات، وأن التحقيق جارٍ معها لتسهيل تفتيش منزلها، ومن ثم السطو على مجوهرات بقيمة نصف مليار سنتيم، والاستيلاء على مجوهراتها ومصوغات والدتها التي تجاوزت قيمتها المالية نصف مليار سنتيم.
وسيواجه المتهمون الثلاثة جناية تكوين جماعة أشرار قصد ارتكاب جناية، وجناية السرقة المقترنة بظروف التعدد واستعمال العنف، وجناية حجز أشخاص من دون أمر من السلطات المختصة.
ملابسات القضية تعود لتاريخ 5 سبتمبر 2020، حين تقدمت الضحية المدعوة “ب.فريدة”، محامية، لدى مصالح الأمن الحضري السابع ببرج البحري، من أجل تقديم شكوى بخصوص تعرض منزل والدتها للسرقة من قبل صديقتها المسماة “غ.رشيدة” برفقة المسماة “مفيدة” والمسمى “رياض”، أين استولى الفاعلون على مجوهرات من المعدن الأصفر بما يعادل 300 مليون سنتيم تقريبا، ومبلغ مالي بالعملة الصعبة يقدر بـ 7 آلاف دولار أمريكي، كانت مخبأة في علبة المجوهرات داخل غرفتها، وكذا هاتفين نقالين، كما قام الفاعلون بالاعتداء على المحامية الضحية بعد تقييد يديها ووضعها على السرير لكي لا تستطيع الفرار.
وعن تفاصيل القضية، فقد أكدت الضحية بأنها قامت بإيواء المسماة “غ.رشيدة” داخل شقة خلفية بداخل مكتبها مكون من غرفتين، هذه الأخيرة قامت بجلب المسماة “مفيدة” للإقامة عندها، وأنه بتاريخ الوقائع، اتصلت بها المدعوة “مفيدة” تطلب منها نقلها للمستشفى، ولدى توجهها إليها بعد الزوال للاستفسار عن صحتها، سألت عن المدعوة “رشيدة”، فأخبرتها أنها موجودة في الغرفة، ولدى توجهها إليها، وجدتها مكبلة ومكممة الفم بشريط لاصق، وفي لحظتها تفاجأت بشخص هناك قام بالاعتداء عليها بواسطة سكين من نوع “كرونداري”، وضعه على رقبتها وطلب منها عدم الصراخ، وقام بفك رباط المدعوة “رشيدة” وقام بتقييدها بواسطة تلك الحبال من اليدين والقدمين، وقام بتكميم فمها بشريط لاصق، فيما قامت المدعوة “مفيدة” بأخذ مفاتيح سيارتها، وأحضرت حقيبتها اليدوية وأخذت هاتفيها النقالين، وقام شريكها بنزع سلسة من الذهب من رقبتها وأقراط من أذنيها، فيما قامت “مفيدة” بسحب السكين من “رياض” وأخبرتها بالتصريح بأنها تقوم بالمتاجرة في المخدرات أو سيقومون بقتل والدتها، مضيفة بأنها بقيت في الغرفة برفقة المدعو “رياض”، الذي قام بنزع ملابسها وتصويرها عارية وتسجيلها صوتيا أنها اعترفت له أنها تقوم بالمتاجرة في المخدرات، وقام بتسجيل “فيديو” تبدو فيه عارية تماما، وبعدما عادت “شريكتاه”، وقام المدعو “رياض” بربطها جيدا ومغادرة المكان.
وأضافت الضحية أنه حوالي الساعة الثالثة مساء، تمكنت بعد جهد من فك رباطها وتوجهت إلى سيارتها واتصلت بوالدتها التي أخبرتها بأن كل من المسماة “رشيدة” و”مفيدة” قاما بسرقة المجوهرات، والتي تعادل قيمتها 450 مليون سنتيم، ومبلغ مالي يقدر بـ 7 دولار أمريكي، وكذا مبلغ من العملة الوطنية يقدر بـ 10 آلاف دج، كما قاموا بسرقة سبع ساعات يدوية ملك لوالدها وإخوتها المغتربين بأمريكا، وعليه توجهت مباشرة إلى مركز الشرطة لتقديم شكواها والتبليغ عما جرى.
وبسماع أقوال والدة المحامية المدعوة “د.مليكة”، أكدت بأنها بين الساعة الواحدة والثانية والنصف بعد الزوال، سمعت دقا على الباب، فتفاجأت بسيدتين إحداهما تسمى “رشيدة” والأخرى “مفيدة” ، أخبراها بأنهما من عناصر الشرطة، وأنهما في مهمة لتفتيش المنزل لاسترجاع المخدرات من غرفة ابنتها “فريدة”، وأخبروها بأنهما ألقيا القبض عليها وأنها اعترفت بالمتاجرة في المخدرات، ثم قاما بتفتيش جميع الغرف، ومغادرة المكان من دون أن تشاهد ما قاما بسرقته، لتتصل بابنتها “فريدة” التي وجدتها في حالة ذعر، وطلبت منها عدم لمس أي شيء، وأنها ستتوجه إلى مركز الشرطة لتبلغ عما جرى.
وعليه باشرت ذات المصالح تحرياتها وتمكنت من التعرف على المشتبه فيهم، ويتعلق الأمر بالمدعوة “ب.مفيدة” البالغة من العمر 36 سنة، مسبوقة قضائيا، و”غ.رشيدة” البالغة من العمر 32 سنة، المنحدرة من نفس منطقة المتهمة الأولى بولاية البويرة، والمتهم الثالث “م.عبد الرزاق”، البالغ من العمر 27 سنة، حيث تم توقيف المتهمتين بالقرب من محطة القطار “آغا” في “تافورة”، أين ضبط لدى المدعوة “مفيدة” ساعتي يد نسائية وخاتم من الذهب، ومبلغ مالي يقدر بـ 56 ألف دج، والمدعوة “غ.رشيدة” التي ضبط بحوزتها 80 ألف دج، كما تم توقيف المشتبه فيه الثالث “م.عبد الرزاق” على مستوى حي “بلوزداد” في العاصمة، الذي ضبطت لديه ساعة يد رمادية.
وبتفتيش منزل “مفيدة”، ضبطت كمية معتبرة من المجوهرات كانت مخبأة فوق نافذة المطبخ، وبتفيش مسكن “م.عبدالرزاق”، عثر على ثلاثة هواتف نقالة ومبلغ مالي يقدر بـ 30 ألف دج.
المتهمون خلال التحقيق اعترفوا بالوقائع المنسوبة إليهم، لتوجه لهم التهم الجنائية سالف ذكرها مع إيداعهم الحبس المؤقت، في انتظار ما ستكشف عنه المحاكمة من معطيات أخرى.