أفراد عائلتي يساومون على جمالي في مزاد شبه علني
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أما بعد: أدرك تمام الإدراك ألا أحد يمكنه مساعدتي، لأن حلّ مشكلتي أعظم من نصيحة تُقدّم أو توجيه يؤخذ بعين الاعتبار لينتهي الأمر ويمضي بسلام، ذلك لأن مصدرها الطمع والجشع الذي أعمى بصر وبصيرة أفراد عائلتي جميعا فأرادوا الاستثمار في جمالي بطريقة خسيسة لا تليق أبدا بقيمة عائلة مسلمة كان الأجدر بها أن تتّبع قول النبي صلى الله عليهم وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه . أنا فتاة في الخامسة والعشرين من العمر، منذ أكثر من سبع سنوات ماضية، يتهافت الخطاب على بيت والدي ولم تنقطع زياراتهم، أبدا لقد بلغ عددهم العشرات، لكني حتى الآن لم أتزوج لأن العريس المثالي في نظرهم لم يظهر بعد، عندما يتعلّق الأمر برجل يرديني زوجة على سنة الله ورسوله، فإن الحلف يشتغل ليؤدي مهمته على أكمل وجه، هذا الأخير يشمل والدتي وشقيقاتي المتزوّجات، ووالدي وأشقائي وزوجاتهم، كلهم يتدخّلون في هذا الشأن ليعرض كلّ منهم لائحة من الشروط، فإذا عجز الخاطب عن ذلك انصرف إلى حال سبيله بعدما يمطرني بوابل من دعوات الشّر ويسأل الله أن يصيبني داء العنوسة، أما إذا كان ميسور الحال وقبل كل الشروط نظير الظفر بي، فإنهم يطلبون منه الانتظار لإبداء رأيهم النهائي بعد التفكير والتشاور.يفعلون ذلك في انتظار عريس آخر قد يدفع أكثر، وعلى رأسهم والدي الذي يردّد دائما هذه العبارة «ابني اللّبة تجيب كثر»، معنى ذلك أنه ينتظر أن يتقاضى مهرا أكثر.لم يعد هذا الأمر حكرا على الخطّاب الذين يتهافتون على البيت، فشقيقتي مثلا إذا حضرت أي تجمع نسوي في أعراس أو ولائم استخرجت صورتي من حقيبتها اليدوية لكي تتباهى بجمالي وكأنها تعرض سلعة للبيع، فإذا سألتها إحداهن عن وضعي الاجتماعي، قالت إن مهري بلغ قيمة معينة لكنها مستعدة للتفاوض إذا كان المهر أكثر، نفس الشيء تفعله والدتي وحتى والدي الذي يتغنّى بجمالي في المقاهي وفي الشارع مع كل الناس.إن هذا التصرّف جعلني حديث العام والخاص ولا أنكر أن الفرص كثيرة لكني أخشى ألا أستغل واحدة منها فيسجل اسمي بالخط العريض في قائمة العوانس على رأي المثل الشعبي القائل: “كثروا خطابهم وبارت”، لقد فكرت كثيرا في التمرّد على الجميع، قد أفعلها لأزوج نفسي بنفسي، ولن أشترط مهري إلا خاتم فضة، سأفعل ذلك نكاية بهم، لأنهم استمروا في هذه اللعبة منذ زمن طويل، وها أنا اليوم امرأة ناضجة أشع أنوثة وجمالا، ألا يحق لي الاستقرار، علما أني أنهيت دراستي الجامعية وأشتغل منصب عمل مستقر.
إبتسام من تلمسان