إعــــلانات

أغني أكثر في الخارج لأننا مهمشين في الداخل

أغني أكثر في الخارج لأننا مهمشين في الداخل

تعد المطربة وهيبة مهدي واحدة من المطربات النادرات، اللواتي حافظن على نوع الغناء الذي بدأن به، و لم تتأثر بالانقلابات الكثيرة جدا التي عرفها عالم الأغنية في الجزائر

 

زارت العراق عدة مرات قبل الحرب وتعتبر في الوقت الراهن واحدة من أهم الأصوات التي كثيرا ما تمثل الجزائر في الخارج. التقت”النهار” المطربة وهيبة مهدي قبل سفرها إلى المغرب الشقيق للمشاركة في إحياء عدة حفلات، وكانت لنا معها هذه الدردشة.

“النهار”: الملاحظ أن المطربة وهيبة مهدي تحي حفلات خارج الوطن أكثر من الداخل. إلى ماذا يرجع هذا؟

وهيبة: ربما هذه صدفة حظ، أو ربما اختيار، نظرا لما نعانيه من تهميش هنا في أغلب الأحيان. أقوال أن المطربة وهيبة شاركت في 82  في حصة “إلحان و شباب” مع عبد الرحمان جلطي والشابة يمينة  وأسماء كثيرة تصنع أفراح الأغنية الجزائرية اليوم، لكن الفرص لم تعطى لنا، للتعبير عن قدراتنا وأصواتنا، لهذا تجدنا نشارك في العديد من الأعمال في الخارج أكثر من الداخل، لأن الفرص متوفرة  أكثر، والأجانب اكتشفوا قدراتنا ويريدون استغلالها والاستثمار فيها، على العموم  ما يهمنا هو خدمة الأغنية الجزائرية سواء من الداخل أو الخارج.

“النهار”: والملاحظ كذلك أنك حافظت على طابعك الهادئ والأغنية الملتزمة، و لم تتأثري بموجه أغاني الساندوتش وموجة الراي خاصة والأغاني التجارية؟

تربيت على أغاني فايزة أحمد وأم كلثوم وعفاف راضي وخليفي أحمد وأحمد وهبي وكل هؤلاء العمالقة، لهذا أجد أذني متعودة على هذا الغناء النقي الرزين والكلمات  الموزونة الهادفة. الحياة ليست مادة فقط، هناك شيء اسمه الأخلاق والعائلة، لأنه لا يخفى عليكم أن أغانينا تسمع وسط عائلاتنا قبل المستمعين والجمهور، لهذا أحرص دلئما على تقديم أحسن ما أستطيع تقديمه، لأن بناتي هما أول جمهوري، وإذا أفسدتهما لا ألوم إلا نفسي بعد ذلك، كما أن الجمهور أمانة في أعناقنا، كيف لنا أن نقدم له أشياء تضر به وبمستقبله، خاصة وأن معظم جمهورنا من الشباب.

“النهار”: الكثير من المطربين يفضلون العمل في الخارج ربما للعائدات المادية، ماذا عن المطربة وهيبة مهدي؟

لا ينكر أي أحد منا أننا نعمل من أجل المادة، لأننا كما يعلم الجميع نحن ناس معروفين نشارك في سهرات وحفلات وكل الأعين موجهة نحونا، لهذا لازم أن نكون دائما في القمة، وعند حسن ظن الناس الذين يعتبرون الفنان مثلهم الأعلى ويتبعونه في كل شيء لكن هذا لا يعني أننا نجري وراء المادة فقط، لأن الأغنية تربية وأخلاق ومدرسة قبل كل شيء. وفي الكثير من الأحيان نأخذ الكثير من العبر والدروس من أغنية بسيطة، لهذا أقول لا تلومو الفنان الجزائري، ولا تتهموه بالجري وراء المال فقط، على حساب الأغنية الجزائرية.

“النهار”: إذا بماذا تفسرين توجه معظم الفنانين إلى الأعراس على حساب الحفلات والمهرجانات خاصة في فصل الصيف، وإذا سألتهم يقولون أنهم مسؤولون على عائلاتهم و يريدون تأمين مستقبلهم…؟

ما لا يعرفه الكثير أن الفنان إذا لم يعمل، ليس له أي مدخول من أي جهة. أي أحد يضع  نفسه مكانه. من أين يأتي بالأموال من أجل عائلته ونفسه؟ كيف يصرف على أولاده          ونفسه؟ لا أوافقكم عندما تقولون أن الفنانين تركوا الحفلات و المهرجانات، من أجل الأعراس، لأنني وسطهم وأعرف الكثير منهم يفضلون المشاركة في الحفلات، حتى و إن كان مداخلها أقل وبكثير من الأعراس، لكن هذا لا يمنعهم من إدخال الفرحة وإسعاد العرسان الذين يقصدونهم من أجل أفراحهم، كما لا يخفى عليكم، الأعراس تكون في فصل الصيف فقط، وبعد ذلك المطربين كلهم في عطلة مفتوحة، إلا  في بعض المناسبات النادرة.

“النهار”: ونحن على أبواب الانتخابات وعيد المرأة. هل حضرت المطربة وهيبة شيء للمناسبتان مثلما فعل الكثير من المطربين؟

عندي أغنية جديدة عن غزة و الاعتداءات التي تمارس في حق الشعب الفلسطيني الشقيق.الأغنية من كلمات الشاعر المغربي محمود الإدريسي، وأستغل الفرصة لأوجه نداء لكل المطربين الذين يريدون المشاركة في هذه الأغنية التي أفضل أن تكون جماعية، كما عندي مجموعة من الأغاني الجديدة من كلمات سلمى عنڤر وأخرى مغربية، أنا في صدد البحث على منتج. أما فيما يخص الانتخابات لا ننكر أن الرئيس بوتفليقة أرجع للجزائر الأمان والعزة والكرامة والسلم خاصة، والفنان طبعا مع كل ما هو في صالح البلاد والعباد. وطبعا عندي عدة حفلات هنا بالعاصمة، يوم 8 مارس بالإضافة إلى حفلات في المغرب الشقيق.

“النهار”: بالمناسبة لماذا المطربة وهيبة كانت دائما تركز نشاطاتها في العراق، ومنذ سنوات هي كثيرة التردد على الغرب؟

لا توجد هناك أسباب معينة، لكن عندي عدة أصدقاء في هذه البلدان، و بلدان عربية أخرى، خاصة مصر التي عملت بها في الثمانينات مباشرة بعد نهاية دراستي  تخصص فندقة، حيث التقيت مع كل الفنانين هناك، وعملت مع الكثير منهم حتى في باريس، لكن ربما القرب والعادات والتقاليد المتشابهة هي التي تجعلني أركز على المغرب، لكن هذا لا يعني أنني أرفض الدعوات من البلدان الشقيقة الأخرى.

 

رابط دائم : https://nhar.tv/3pz8T