إعــــلانات

أصحاب‮ ‬الشكارة‮ ‬يزكون أموالهم بعيدا عن صناديق الزكاة

أصحاب‮ ‬الشكارة‮ ‬يزكون أموالهم بعيدا عن صناديق الزكاة

درج معظم الجزائريين على إخراج زكاة أموالهم بمناسبة يوم عاشوراء، رغم أن التوقيت غير مرتبط بحدث معين أو بمناسبة بعينها، فمتى بلغ المال النصاب ودار عليه الحول وجب إخراج الزكاة منه، ولا تشذ عن هذه القاعدة فئة رجال الأعمال الذين حاولنا من خلال هذا الربورتاج أن نتقصى كيفية جردهم لأموال الزكاة، وإن كان بالإمكان معرفة حجم أموالهم التي يوزعونها على المعوزين، وهل يقومون بصبها في صناديق الزكاة الموزعة على المساجد أم لا، وما إذا كان لعمالهم نصيب منها..

هي أسئلة كثيرة طرحناها على عدد من أصحاب المال والأعمال الذين تنوعت الفئات المستفيدة من زكاة أموالهم من فقراء، طفولة مسعفة، دور عجزة وأيتام وغيرهم، في حين أجمعوا على عدم البوح بجحم هذه الأموال تحت ذريعة أن الأمر لا يستحق التشهير به، فهو عبادة بين الإنسان وخالقه -كما قال بعضهم، والغريب في الأمر كذلك أننا وجدناهم لا يصبون أموالهم في صناديق الزكاة التي أقرتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، فهم يوزعونها حسب طريقتهم الخاصة.        

الزكاة بالنسبة إلى ”ربراب” فرض على كل مسلم ولا يجوز التشهير بها

قال ماليك ربراب نجل رجل الأعمال يسعد ربراب، إن مسألة إخراج الزكاة بالنسبة إلى المجمع هي مسألة واجب على كل شخص بصفته مسلما، مشيرا إلى أن مثل هذه الأعمال الخيرية لا تحتاج إلى الحديث عنها أو التشهير بها كونها أمورا خاصة تربط العبد ببارئه.

وأوضح ماليك في اتصال مع ”النهار”، أنه ككل سنة يحرص والده صاحب مجمع ”سيفيتال” ومالك عدة مشاريع صناعية أخرى، على إخراج نصيب الزكاة  للفقراء والمحرومين، متحفظا في ذات السياق عن تحديد مقدارها أو قيمتها من باب أن هذا الفعل هو فرض على كل مسلم تجاه بارئه ولا يجوز التشهير به. من جهة أخرى، أكد أحد عمال شركات رجل الأعمال، أن ربراب سباق دائما إلى فعل الخير ليس فقط خلال المناسبات وإنما في كل مرة استدعت الضرورة ذلك، فعلى غرار المساعدات التي يوجهها باستمرار إلى عائلات وسكان القرية التي ينحدر منها، فإنه لا يتردد في مد يد العون وتقديم إعانات مالية عند مرور موظفيه بفترات عصيبة، كما هو الحال بالنسبة إلى أحد العمال الذي استدعت حالة ابنه الصحية إجراء عملية طبية، حيث لم يكن عليه سوى رفع طلب بسيط إلى الرئيس المدير العام الذي سارع إلى الموافقة عليه والتكفل بحالة ابنه. 

مجمع قميدي بالبليدة يصرف زكاته للفقراء مباشرة

كشفت مسؤولة الاتصال والعلاقات العامة بمجمع قميدي للحليب ومشتقاته الكائن مقره بالبليدة، عن أن المؤسسة تقوم بتخصيص أموال الزكاة كل سنة لفائدة المعوزين والفقراء، بالإضافة إلى الطفولة المسعفة، ناهيك عن دور العجزة والأيتام. وعن رقم أعمال المجمع قالت ذات المسؤولة إن رقم أعمال المؤسسة يزيد عن 600 مليون دينار جزائري، مشيرة إلى أن الشركة تقوم كل سنة بإخراج الزكاة بعد تحديدها من طرف المدير العام والهيئة المعنية، ليتم توزيعها فيما بعد على المعوزين والفقراء. وعن سبب عدم توجيه هذه الزكاة إلى صندوق الزكاة قالت ذات المتحدثة أمس في اتصال بـ”النهار” إن هذه السياسة يتبناها المجمع منذ سنوات، وهو ما يجعل المساكين والفقراء يستفيدون من مبالغ مالية بصفة مباشرة. 

بلقاسم بزالة رجل أعمال من باتنة: ”لم أضع يوما زكاة أموالي في صندوق الزكاة”  

”بلقاسم بزّالة” هو واحد من رجال الأعمال في ولاية باتنة يمتلك محطة أذرار الهارة لنقل المسافرين والحي السكني المقابل لمستشفى باتنة الجامعي، وأيضا الحي المحاذي لشركة أذرار الهارة، بالإضافة إلى حيازته عقارات ضخمة أخرى في ولايات عديدة، كما أنه مقاول كبير في مجال البناء، حيث أخبرنا ردا على سؤالنا له عن وجهة أموال الزكاة ما إن كان يدفعها لصندوق الزكاة أم لا، قائلا إنه لم يضع زكاة أمواله يوما في صندوق الزكاة، ليس لأنه لا يثق فيه كما قال، وإنما لأنه يعرف لمن يخرج زكاته، موضحا أن الفقراء كثيرون ومعروفون لديه، وكثيرا ما يتقربون منه ومن منزله للحصول على هذه الزكاة، لذلك يرى ”بلقاسم” أنه من غير المنطقي أن يحرم من مدّ إليه يده ويصب أمواله في الصندوق، مضيفا أنّ المستفيدين من زكاته يتلقون ما بين مليون و2 مليون سنتيم للمستفيد الواحد، أمّا أعدادهم فهم كثر، مبديا تحفظا في ذكر المبلغ الإجمالي الذي يخرجه كل سنة.

رجل أعمال يكلف ابنه بتقديم الزكاة للفقراء في معسكر

أوضح رجل أعمال من ضواحي مدينة معسكر رفض ذكر اسمه أن يوم عاشوراء هو فرصة لتطهير الأموال ومساعدة الفقراء والمساكين وإغنائهم عن الحاجة، كما أفاد أنه يحضر كل سنة قائمة تضم أسماء بعض الفقراء والمعوزين الذين يعرفهم شخصيا لمنحهم نصيبهم من الزكاة تصلهم إلى مساكنهم، ناهيك عمن يقصدونه من أبناء السبيل مكلفا ابنه الأوسط لهذه الإجراءات، إذ يقوم هذا الأخير كلما حال الحول على ما يملك من أموال وعقارات باقتطاع ما يناسب قيمة الزكاة المفروضة.

مقاول ببلعباس ينفق زكاته على الأرامل ومسجد الكوثر

 كشف المدعو ”م. ص” صاحب مقاولة البناء بسيدي بلعباس عن أنه اعتاد كل سنة إنفاق نصيب من القيمة المالية التي يخصصها للزكاة لفائدة 20 محتاجا غالبيتهم من النساء الأرامل في محاولة -حسبه -للتخفيف من معاناتهن اليومية نتيجة الفقر والحرمان الذي يعيشونه، كما أوضح ذات المقاول أن القيمة المالية المتبقية يتم توجيهها للصندوق الولائي للزكاة المفتوح على مستوى مختلف المساجد بالولاية، مشيرا إلى أنه عادة ما يتم إنفاق مبلغ الزكاة بمسجد الكوثر المتواجد بحي الساقية الحمراء ووادي الذهب، وعن سؤال عن القيمة المالية التي ينفقها تقريبا كل موسم زكاة رفض المقاول التطرق إلى هذا الموضوع مكتفيا بالقول إن هذه الأموال التي يتم تقديمها للفقراء هي في حد ذاتها حقوقهم المالية لدى الأغنياء.    

شراء سيارات للعمل بها ومساكن لمحرومين في بشار

في منطقة الجنوب الغربي التي ظل الأغنياء بها من ميسوري الحال يولون اهتماما كبيرا لفريضة الزكاة، وبالخصوص منطقة بشار باعتبارها عاصمة الولاية الاقتصادية التي تحتضن أكبر رؤوس الأموال، ترسخت خلال السنين الأخيرة سنن حميدة بات يلجأ إليها من يكتمل عندهم النصاب بقيمة كبيرة من الأموال، حيث اعتمد بعض من هؤلاء لم يرغبوا في ذكر أسمائهم، طريقة التحري السري على الأشخاص المعوزين وبالخصوص من هم في حالة فقر مدقع، ذلك أنهم يشترون سيارة باسم هؤلاء المعوزين ويمنحونها لهم لاستخدامها كسيارة أجرة للخروج من أزمتهم، في حين لجأ آخرون إلى إعانة الكثير على شراء سكن عائلي بعد منحهم مقدارا كبيرا من المال، بينما لجأ آخرون إلى تجهيز الكثير من الشابات والشباب المقبلين على الزواج، أو شراء مكيفات هوائية وثلاجات ومنحها لعائلات ليس في مقدورها تحمل أسعارها، وهي الطريقة التي أكد أصحاب الأموال ممن يؤدون فريضة الزكاة على أنها باتت الأنجع في حل الكثير من المشاكل عوض منح ألف أو ألفين دج داخل أظرفة لم تعد تفي بالغرض، وإن كانت كذلك فلأيام قليلة ليبقى بعدها المعوزون يتخبطون في ذات المعضلة.  

رجال أعمال يفضلون التصدق على عمالهم  في مستغانم

 كشف لنا أحد أهم رجال الأعمال في مستغانم عن أن سياسته في تأدية فريضة الزكاة السنوية لا تقتصر فقط على عائلة واحدة أو شخص واحد، وإنما كل سنة يختار الطبقة التي هي بحاجة إلى أموال الزكاة والتي يعرضها عليه أحد من الأقارب أو المحسنين قصد تأدية فريضة الزكاة، كما كشف لنا أحد مقربي رجل أعمال آخر عن أنه خلال كل سنة يقوم بتقديم أظرفة مالية لعماله الذين يشتغلون بمختلف الشركات التي يمتلكها، في حين يكلف أحدا من رجاله للقيام بدورية على بعض العائلات المحتاجة وإعطائهم نصيبهم من الزكاة.

رجل أعمال يودع ثلث الزكاة بالصندوق والباقي يوزعه على المعوزين بالوادي

قال رجل المال والأعمال لخضر رزاق بعرة إنه يقدم ما نسبته 30 من المائة فقط من الأموال المخصصة للزكاة لصندوق الزكاة المعتمد من طرف الشؤون الدينية وهو ما يعادل تقريبا بين 70 إلى 80 مليون سنتيم، أما الـ70 من المائة فيقوم بتوزيعها بمعرفته الخاصة وفقا للتعاليم الدينية ومعرفته بأمور وأحوال الناس من عمال وأقارب لا يمكنه أن يتركهم ينتظرون صندوق الزكاة، وأضاف أنه يقوم بدعم أكثر لصندوق الزكاة أن توفرت شفافية أكثر في تسيير الصندوق، أما رجل الأعمال معمر قدوري فقال إن كل أمواله في الزكاة يدفعها بطريقته الخاصة ولا يضع في الصندوق المعتمد لأنه يعرف جيدا من يستحق أموال الزكاة من الأقارب والفقراء في منطقته.

فارس مسدور خبير في الإقتصاد الإسلامي وصاحب مشروع صندوق الزكاة: أغنياء الجزائر يخرجون فتات أموالهم وليس زكاتها

قال فارس مسدور أستاذ الإقتصاد بجامعة سعد دحلب بالبليدة وباحث في الإقتصاد الإسلامي، إن أغنياء الجزائر لا يهتمون بالزكاة كركن من أركان الإسلام وكثير منهم لا يعرف القيمة الحقيقية لأمواله، ولا القدر الذي ينبغي عليه إخراجه كزكاة لها، مؤكدا أن أغنياء الجزائر يخرجون فتات أموالهم لا زكاتها، ذلك أنه مع اقتراب عاشوراء يتصدق بعضهم بقدر من المال على بعض الفقراء ويعتقد أنه أخرج الزكاة.

وأضاف صاحب فكرة صندوق الزكاة في الجزائر أن الزكاة الحقيقية لأموال الجزائريين تفوق بكثير 3 ملايير دولار، وهي القيمة التي ستقضي نهائيا على الفقر والبطالة في حال تحصيلها سنويا، مشيرا إلى أن الفتات الذي يجمعه الصندوق حاليا قد تمكن من فتح آلاف الورشات، وخلق العديد من مناصب الشغل، متسائلا عن النتيجة في حال استقطب صندوق الزكاة مليار دولار أو ثلاثة ملايير دولار، لحلت أزمة البطالة وأزمة المعيشة وكل ما يتعلق بالآفات الإجتماعية كالسرقة والبيروقراطية.

وأكد مسدور أن الذين يتحرون إخراج زكاة أموالهم في الجزائر قليل خاصة من فئة الأغنياء، إذ أنه هناك 6 آلاف ملياردير في الجزائر لو أخرجوا زكاة أموالهم لانعكس ذلك في سنة واحدة على الوضع المعيشي، والقدرة الشرائية، زيادة على زكاة الهيئات الحكومية والمؤسسات الكبرى، خاصة أن الأمر يتعلق بإصلاح المجتمع والقيام على شؤونه وليس تكديس هذه الأموال في البنوك وترك المجتمع يتخبط في مشاكله المادية على وجه الخصوص. وبخصوص مسألة مشروع إنشاء بنك لاحتواء أموال الزكاة حسب ما أشار إليه وزير الشؤون الدينية سابقا، قال مسدور إن اعتماد بنك لتسيير أموال الزكاة فكرة غير صالحة، لأن أموال الزكاة تحتاج إلى هيئة وإدارة لتسييرها وليس إلى بنك لادخارها، ذلك أن أموال الزكاة توزع مباشرة لمستحقيها بعد استلامها، محذرا من تراجع مداخيل الصندوق في حال تم اعتماد بنك لتسييرها ذلك أن المزكين لن يثقوا فيه وسيتراجعون عن دفع زكاتهم إليه.

وفي هذا الإطار، قال إن أحد المزكين من الشرق الجزائري، دفع للصندوق قبل أربع سنوات ملياري سنتيم زكاة أمواله، وبعدها بسنة دفع مليارين ونصف والسنة الماضية بلغت زكاة أمواله 3 ملايير سنتيم، في الوقت الذي دفع رئيس الجمهورية الموسم الماضي 15 مليون سنتيم زكاة أمواله للصندوق، فيما بقي أرباب الأموال في الجزائر يقدمون فتفتة أموالهم دون الزكاة الحقيقية حسب ما أشار إليه خبير الإقتصاد الإسلامي فارس مسدور.           

صائغون يتفقون على منح أموال الزكــــاة لذوي قرباهم

كشفت جولة استطلاعية قامت بها ”النهار” ، امس ، لدى بائعي المجوهرات الممارسين لنشاطهم على مستوى بعض احياء العاصمة ، من اجل معرفة الكيفيات التي يعتمد عليها الصائغون لتحديد زكاة مجوهراتهم التي بلغت النصاب ودار عليها الحول ، حيث كان لنا في البداية حديث مع السيد ”م.ع” وهو صاحب محل لبيع الحلي يوجد بحي بلكور ، هذا الأخير أكد لنا انه استسفر الائمة قصد معرفة مقدار النصاب لهذا العام ، مشيرا الى انه قام باخراج مبلغ قدره 120 مليون سنتيم وهو قيمة الزكاة المستحقة على مجموع ما يحوز من الذهب هذا العام ، والتي قام بتوزيعها على أقربائه المحتاجين ، كما اودع نصيبا منها في صناديق الزكاة ببعض المساجد ، محدثنا هذا لم يجد حرجا كما يفعل الكثيرون في الإعلان عن القيمة المالية التي زكى بها امواله قائلا ” الله هو الرزاق” ، في حين أردف الحاج ‘إ.إ’ وهو صائغ بشارع العربي بن مهيدي بشرح مفصل للعملية الحسابية التي يقوم بها كل عام منذ 1987 سنة امتلاكه للمحل ، ذاكرا انه يقوم بوزن كل ممتلكاته من الذهب مع الأخذ في الحسبان سعر الغرام منه ب5 ألاف دج وهو ثمن الشراء ، ثم يقتطع قيمة 25 من المئة من مجموع الذهب ، مضيفا انه يحرص على توزيعها على الأقربين من المحتاجين ثم على المعوزين و العاطلين عن العمل ، بينما فاجأنا أحد الصائغين بالعاصمة الذي رفض التعاطي معنا في موضوع الزكاة ، معتبرا ذلك إجحافا بحقه وتدخلا في خصوصياته ، وعلى شاكلته قابلنا مجوهراتي اخر في نفس الشارع و الذي بدوره رفض البوح لنا بالقيمة النقدية للزكاة ، مبررا ذلك أنها صدقة و الصدقة لا يجوز البوح بها خوفا من الرياء حسبه .

رابط دائم : https://nhar.tv/evAFN