أشعر بأن أحلامي تحوّلت إلى سراب بعد أن رفض زوجي الإنجاب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي، أنا على حافة الانهيار، فكلّ الأحلام الجميلة التي كنت أنوي تحقيقها تلاشت سيدتي، لا لشيء إلا لأني ارتبطت باسم الحب برجل قضى على حلم الأمومة لدي.فبعد علاقة حب جارفة، تزوّجت ممن كنت أخاله فارس حقيقيا لأحلامي، فكانت أيامي الأولى إلى جانبه تسير بشكل رائع جدّا، إلا أنه وبمرور الأيام اكتشفت الوجه الحقيقي لهذا الرجل الذي لم يكن مثلي متحمّسا لمسألة الإنجاب التي أعدّها تحصيلا حاصل لما بعد الزواج.في البدء اعتقدت أن زوجي لا يريد أن يكون له من المسؤوليات في بداية الزواج ما يعرقله من الاستمتاع بالحياة الحميمية، فتقبّلت الأمر على مضض؛ إلا أني استفقت من كابوس رهيب حين أخبرني زوجي المصون بإلغاء مسألة الإنجاب من قاموس حياتنا المستقبلية.قد لا تصدّقين سيدتي، بأن حبي لزوجي اندثر ولم يعد له في قلبي مكان، فما من رجل في هذه الدنيا لا يحلم بولد من صلبه ليحمل اسمه ويخلّده، كما أنه لا يُعقل أن نستمر معا من دون أن يكون هناك ثمرة للحب الجارف الذي جمعنا طيلة سنوات، والذي كان مضرب المثل بين أصدقائنا وزملائنا، والذي يبدو أنه سيكون مآله التعليقات والتهكّمات من طرف الجميع.أكثر ما يحزّ في نفسي سيدتي، أن زوجي لا يعاني من أي مرض عضوي يمنعه من أن يكون أبا، كما أنه ليس من النوع البخيل الذي قد يخاف المسؤوليات المادية التي قد تُثقل كاهله إن نحن رُزقنا بولد من صلبنا.محتارة أنا سيدتي، فما مصير زواجي من دون زينة الحياة الدنيا وبعد أن أبلغ من العمر عتيّا، ولمن تراني سأهب حبي وحناني وكل عاطفتي الجيّاشة؟، ما رأيك سيدتي فيما أنا أعانيه؟، هل أستمر في هذا الزواج على الرغم من أنه لن يصنع يوما سعادتي؟، أم أنفصل عنه وأبحث عن فرصة أخرى تضمن لي على الأقل أن أمارس حق الأمومة قبل فوات الأوان؟، ما العمل سيدتي؟، فأنا في حيرة من أمري.
ليلى من عنابة
الرد:
لا يختلف اثنان أن المال والبنون زينة الحياة الدنيا، كما أنه ما من زوج إلا ويصرّ ويلحّ على أن يُتوّج رباطه المقدّس بطفل يمنحهما السعادة والهناء.من الطبيعي أن يتخوّف زوجك من المسؤولية، خاصة عند بداية العلاقة الزوجية، لكن الوعي يغلب على الحب بعد الزواج، وتتحوّل المشاعر والتضحيات إلى تآلف واتّحاد كبير لا حدود له، وهذا ما لا يفسّر تصرّف زوجك ورفضه لمسألة الإنجاب التي تدخل في برنامج أي زوج مهما كان سنّهما أو مستواهما الثقافي أو الاجتماعي.أظن أن رفض زوجك مسألة الإنجاب يدخل في باب جحوده بالنعمة التي منّ الله عليه بها، خاصة وأنه لا ينقصه شيء من المال أو الصحة والقدرة في هذه الدنيا، كما أنه قادر على الإنجاب وتحمّل مسؤولية أسرة وأولاد، ومن هذا الباب أنصحك بنيّتي، أن تحاولي معه مرة أخرى وتقنعيه بأن مقدم طفل بينكما سيزيد من تأجّج مشاعر الحب، كما أنه سيجعلكما تحسّان بنفس ما كان ذويكما يُحسّان به عندما استقبلا مقدمكما منذ سنوات.خاطبيه باللّين وأقنعيه بضرورة أن يغيّر من رأيه، فما يفعله، هو حقا جحود، كما أنه ما من إنسان عاقل إلا وسيصف زوجك بالمجنون المتكبّر، فما أجمل أن نرى لأعيننا قرّة نتسلّى بها ونفرح بوجودها بيننا.دعيه في سعة من الأمر ولا تضيّقي عليه الخناق، وأمهليه وقتا حتى يعود إلى جادّة الصواب، فإذا وجدته متمسّكا برأيه، فما عليك إلا أن تطلبي منه الطلاق، لأنه لا يمكنك الاستمرار إلى جانب رجل لا يعي معنى الأبوّة، كما أنك آجلا أم عاجلا ستنفرين منه بسبب الضغط والفتور الذي سينتاب علاقتكما، خاصة وأنه لن يكون بينكما من يستحق تضحياتكما من أبناء، فتعقّلي أختاه واحرصي على أن تنالي حقك وحظك من هذه الدنيا، فلا شيء في الحياة يضاهي حلم الأمومة.
ردت نور