أسلوب حياة.. كيف تكون مربيا ناحجا..؟
للمربي الناجح صفات كلما ازداد منها زاد نجاحه في تربية ولده بعد توفيق الله، وقد يكون المربي أباً أو أماً أو أحد من الأقارب، قد يكون جارا، وصديق في الشارع، معلما في مدرسة، فالتربية لا تقع على عاتق واحد، بل كل من حولنا، وصفات المربي كثيرة أهمها:
1- العلم: وهو عُدَّةُ المربي في عملية التربية، فلابد أن يكون لديه قدر من العلم الشرعي، فذا كان المربي جاهلاً بالشرع والدين فإن أولاده ينشؤون على البدع والخرافات، وقد يصل الأمر إلى الشرك الأكبر والعياذ بالله، إضافة إلى فقه الواقع المعاصر، ومهارات نفسية واجتماعية.
2- الأمانة: وتشمل كل الأوامر والنواهي التي تضمنها الشرع في العبادات والمعاملات ومن مظاهر الأمانة أن يكون المربي حريصاً على أداء العبادات، آمراً بها أولاده، ملتزماً بالشرع في شكله الظاهر وفي الباطن، فيكون قدوة في بيته ومجتمعه، متحلياً بالأمانة، يسلكُ في حياته سلوكاً حسناً وخُلُقاً فاضلاً مع القريب والبعيد في كل حال وفي كل مكان؛ لأن هذا الخُلُق منبعه الحرص على حمل الأمانة بمعناها الشامل.
3- العدل: وقد كان السلف خير أسوة في العدل بين أولادهم، حتى كانوا يستحبون التسوية بينهم في القُبَل، وعاتب النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم – رجلاً أخذ الصبي وقبَّله ووضعه على حجره ولما جاءت بنته أجلسها إلى جانبه، فقال له: “ألا سوَّيت بينهما”، فالعدل مطلوبٌ في المعاملة والعقوبة والنفقة والهِبَة والملاعبة وحتى القُبَل، فكم عقد و؟أخلاق فاسدة كان سببها التمييز في الصغر، لكن نستثنى هنا بعض الحالات التي تستدعي أساليب معاملة خاصة بين الصغير والكبير، والعاجز والمريض إلى غير ذلك.
4- الحرص: وهو مفهوم تربوي غائبٌ في حياة كثير من الأسر، فيظنون أن الحرص هو الدلال أو الخوف الزائد عن حده والملاحقة الدائمة، ومباشرة جميع حاجات الطفل دون الاعتماد عليه، وتلبية جميع رغائبه، لا فالحرص الحقيقي المثمر إحساسٌ متوقدٌ يحمل المربي على تربية ولده وإن تكبَّد المشاق أو تألم لذلك الطفل.
5- الحزم: وبه قوام التربية، والحازم هو الذي يضع الأمور في مواضعها، فلا يتساهل في حال تستوجب الشدة ولا يتشدد في حال تستوجب اللين والرفق، أما إذا كان المربي غير حازم فإنه يقع أسير حبه للولد، فيدلّله، والله يعلم كيف ستكون عاقبته.
6- الصلاح: فإن لصلاح الآباء والأمهات، والمربي عامة، أثر بالغ في التنشئة الحسنة على الخير والهداية، وقد قال سبحانه: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا}.
7- الصدق: وهو التزام الحقيقة قولاً وعملاً، فقد حذر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المرأة المسلمة التي نادت ولدها لتعطيه، فسألها: “ماذا أردت أن تعطيه؟” قالت: “أردت أن أعطيه تمراً”، فقال: “لو لم تعطيه شيئاً كُتبت عليكِ كذبة”.