أسعارها تصل إلى 70 ألف دينار لليوم الواحد … العائلات الجزائرية والمغتربون يكترون السيارات الفخمة للأعراس والنفعية للتباهي
اقترنت الإجازة لدى العديد من الجزائريين بالسفر، حيث اعتاد الكثير منهم على ترتيب الحقائب فور بداية فترة العطلة، ويتطلب التنقل من مكان إلى آخر سيارة من أجل الاستمتاع بالعطلة، غير أن معظم من تحدثت إليهم “النهار” لا يملكون سيارات، فهل تبخر حلم العطلة؟ أكيد لا، إذ وجدوا الحل في كرائها لفترة معينة، حيث تعرف وكالات كراء السيارات إقبالا محسوسا في فصل الصيف.
يفضل الكثير من الجزائريين كراء سيارات نفعية من أجل التنقل، حيث أكدت صاحبة إحدى وكالات كراء السيارات بحيدرة أن الإقبال على كراء السيارات يزداد في فصل الصيف بحكم أن العطلة تكون في هذا الموسم المتزامن مع الاصطياف والتنزه. وأضافت أن هناك الكثير من الشباب الذين يشتركون في كراء سيارة واحدة من أجل قضاء بعض الوقت الممتع، ويكثر كذلك الطلب على كراء سيارة ليوم واحد من قبل بعض العائلات التي لا تملك سيارة، والمعروف أن فصل الصيف تكثر فيه الأعراس فهناك من يفضل كراء سيارة للذهاب إلى عرس.
تنقلنا الى إحدى الوكالات بالعاصمة وهناك تحدث إلينا جمال الدين الذي قصد الوكالة بغية كراء سيارة لمدة 10 أيام من أجل التنقل إلى مدينة وهران، وقد أكد لنا أنه لا يملك سيارة خاصة، ومع ذلك فإنه لا يمكنه أن يحرم عائلته من التمتع بعطلة الصيف عن طريق وكالات كراء السيارات التي أوجدت الحلول لأمثاله. فيما التقينا سليمة أم لأربعة أطفال قالت لم أتمكن من شراء سيارة ففضلت كرائها كل نهاية أسبوع للتنزه مع أولادي، وراحت سمية بنفس الوكالة تصف كيفية استمتاعها بوقتها وصديقاتها، فقالت أنا وصديقاتي متفقات على أن يكون كراء السيارة كل أسبوع أين تقوم الواحدة منا في كل مرة بدفع التكاليف، ونذهب لنستمتع بوقتنا ونقضي ساعات مرحة دون التفكير في وسيلة النقل”، وأضافت لينا سكرتيرة بإحدى الوكالات بحيدرة أن الأسعار ترتفع حسب نوع وفخامة السيارات، فالطلبات تختلف من سيارة نفعية عادية التي يتراوح سعر كرائها من 3 آلاف إلى 6 آلاف دج لمدة 24 ساعة إلى سيارات فخمة التي تصل إلى 20 ألف دج. وأكد كريم صاحب وكالة بباب الزوار أن أسعار كراء السيارات لا تقل عن 4 آلاف دج وقد يصل إلى 25 ألف دج لمدة 24 ساعة.
كراء السيارات يعفي المغتربين من إحضار سياراتهم
وفي جولة استطلاعية إلى بعض وكالات كراء السيارات بالعاصمة لاحظنا الكثير من المغتربين بالوكالات قصد كراء سيارات، تحدثنا إلى بعضهم فأكد محمد المقيم بفرنسا أنه كل سنة يأتي إلى الجزائر ولا يحضر سيارته، بل يسافر وعائلته جوا، ليقوم بكراء سيارة لمدة شهر. وقال في هذا الشأن “بمجرد عملية حسابية أقضي عطلتي في الجزائر من أروع ما يكون، فتكاليف السيارة التي أحضرها من فرنسا توازي تكاليف كرائها فمن 10 إلى 15 مليون سنتيم أدفعها فقط مصاريف الكراء”. وقد شاطره الرأي كمال، المقيم بإنجلترا، حيث قال “لتفادي كثرة التنقل من بلد إلى آخر للوصول من إنجلترا إلى الجزائر أفضل القدوم مباشرة من لندن جوا، وأكتري سيارة فاخرة هنا في الجزائر، ذلك أن تكاليف كراء مثل هذه السيارات بالجزائر أقل من تكاليف نقل سيارة عادية من إنجلترا” ويضيف “20 مليون سنتيم تخفف علي الكثير من الأتعاب”.
وفي هذا الشأن أكد صاحب وكالة كراء السيارات بباب الزوار أنه يعتمد تخفيضات للزبائن الذين يريدون كراء سيارات أكثر من 10 أيام. وعن الطريقة المتبعة في الاستفادة من كراء سيارة، أوضحت لينا، صاحب وكالة هي الأخرى تقدم هذا النوع من الخدمات، أنه لابد من جواز السفر وشيك بقيمة 50 ألف دج، يتركها الشخص الراغب في الكراء بالوكالة إلى غاية إعادة السيارة، مؤكدة أن الوكالات تتطلب الدفع المسبق، فيما أضاف كريم أن لكل وكالة طريقتها في العمل، فهو يقوم بكراء سيارات لمدة تفوق 24 ساعة، لأن أغلب الطلبات تكون أكثر من 3 أيام، مضيفا أن كل 8 أيام يتحصل الزبون على يوم واحد مدفوع من الوكالة مع اشتراط صاحب الوكالة الاحتفاظ بجواز سفر المكتري، شيك مشطوب بالإضافة إلى ضمانات تقدر بـ 4 ملايين سنتيم.
عمل الوكالات يقتصر على فصل الصيف وعطلة إجبارية في الشتاء
أكد معظم أصحاب الوكالات التي تحدثت إليهم “النهار”، أن فصل الصيف يمثل بالنسبة إليهم فترة النشاط الحقيقي لعملهم، لأن الإقبال على كراء السيارات يكون في هذا الفصل خاصة من شهر جوان إلى نهاية شهر أوت وهو موسم الاصطياف والأعراس لدى العائلات الجزائرية. كما أضاف محمد، صاحب وكالة بالعاصمة، أنه يدخل شبه عطلة إجبارية في فصل الشتاء لأنه لا يعمل بتاتا في هذه الفترة، لانعدام الطلب على السيارات. وأشارت لينا أن فصل الشتاء يخصص لتصليح السيارات، فكثير من حالات كراء السيارات تعرضت لحوادث المرور وكل السيارات مؤمنة على كل الأخطار الشيء الذي لا يكلف الزبون غرامات.
“الكات كات”، “اللوزة” و”بي أم” أكثر السيارات طلبا في الأعراس
من البديهي أن الأعراس تتطلب تحضيرات كبيرة، ومن بين أهم التحضيرات هو السيارة التي تقل العروس من بيت والدها إلى منزل زوجها، وقد عرف الجزائريون منذ فترة ليست بالبسيطة بانتقاء أحسن السيارات وأجملها لإقالة العروس، وقد اتفق الكثيرون ممن تقربت إليهم “النهار” على أن سيارة العروس غالبا ما تكون هدية من أحد الأقارب أو الأصدقاء، فمالكو السيارات الفخمة يتسارعون لإقالة العرائس وتعتبر هدية كغيرها من الهدايا، فيما يلجأ البعض إلى كراء سيارة العروس على مزاجه ومزاج العروس، حيث أكد كريم صاحب وكالة كراء السيارات بباب الزوار أنه يوفر سيارات فخمة للأعراس وثمن كرائها يصل إلى 25 ألف دج بسائقها الخاص حذرا من حوادث المرور، مشيرا إلى أن التزيين من اختصاص الوكالة لمدة 24 ساعة إلى غاية نهاية العرس. وأكد كريم أن الإقبال كبير على سيارات الأعراس خلال 4 أشهر من السنة من شهر ماي إلى نهاية شهر أوت، موضحا أن حتى في شهر رمضان نتلقى بعض الطلبات الخاصة بمواكب “الطهارة”.
و”ليموزين” عروس الأفراح لكنها ليست متاحة للجميع
من خلال حديثنا إلى أصحاب وكالات كراء السيارات أكد جلهم ازدياد الطلب مؤخرا على سيارة “ليموزين” لإقالة العروس كونها أفخم سيارة، لكن هذا لا يعني أن تكاليفها تقل على فخامتها، فأكدت لينا أن كراء سيارة ليموزين من أجل موكب عرس على مستوى العاصمة فقط يقدر بـ 25 ألف دج بسائقها الخاص، ويرتفع ثمن الكراء حسب المسافة، فمثلا موكب إلى ولاية تيزي وزو بـ 50 ألف دج وإلى بجاية بـ 80 ألف دج، مركزة على أن النقل إلى الفندق يكون بـ 10 آلاف دج. وأضاف كريم أن الأفراح الجزائرية لا تكمن في الزواج فقط، فقد وجدت طلبات على سيارة ليموزين في أعياد الميلاد، كما أشار إلى أن هناك فئة معينة تريد الاستمتاع بساعات من الرفاهية فتلجأ إلى كراء “ليموزين” لقضاء يوم كامل مقابل 70 ألف دج، فيما يفضل البعض قضاء نصف يوم لتقليل تكاليف الكراء.