أخطأت في حقها وأكبر همي أن  تغفر لي 

سيدتي بعد التحية والسلام أتمنى أن تجد رسالتي صدى لديك فأنعم برد يثلج صدري ويرد إلي الروح كيف لا وقد تطاولت على من وهبتني الحياة في لحظة غضب وطيش فنعتها بعديمة الضمير والناكرة للعشرة كونها في وقت مضى طلبت الطلاق من والدي وأصرت عليه وتسببت في يتمي أنا وأختاي.

لا أنكر أن والدتي. أغدقت علي بالحب والحنان لكنها من جهة أخرى جعلتني أحرم. وأنا الذكر بين أختاي من وجود الأب في حياتي، الأمر الذي عشت حياتي كله محروما منه لدرجة تشكلت لديّ عقدة كبيرة.

أخطأت في حقها وأكبر همي أن  تغفر لي 

والدتي لم تحرمني شيئا سيدتي حيث أنها وبعد الطلاق عاشت عفيفة شريفة لم تترك للألسن مجالا لتطعن فيها، كما أنها لفتنا بالأمان الذي لم نكن يوما لنحس به حتى في وجود والدنا الذي كان يضربها ويعنفها.

لست أفهم سبب تهوري وقنوطي فأنا لست بالطائش ولا بالمعتوه حتى أعامل أمي بما جعلها اليوم تغضب مني وترفض الحديث إليّ بعد أن مسستها في الصميم، فكيف لي أن أراضيها وأفتك العفو منها؟

ب.إلياس من الغرب الجزائري.

الـــــــــــــــــــــرد

هي لحظة طيش أخي كلفتك الكثير، كيف لا والأمر متعلق بأمك التي وهبتك الحياة والتي لم ينضب حبها وولها بكم أنتم ابناؤها بالرغم من كل الأذى والألم الذي كانت تتعرض إليه، كيف لا وقد ذكرت في رسالتك أن العنف الذي طالها من والدك لم يكن ليحتمل.

لقد أبعدتكم والدتكم أنت وأخواتك عن بطش أب لم يكن سامحه الله مسؤولا وليس في وسعك وأنت اليوم في سنك هذا أن تحاسبها على شيء إقترفته في وقت لم يكن لديها قوة أو حيلة.

أخطأت في حقها وأكبر همي أن  تغفر لي 

وما دمت ترغب في إعادة مدّ جسور الود والحب مع أمك، فما عليك إلا أن تستسمحها وتطلب منها الغفران وتحبّ على يديها بالقدر الذي يجعل السكينة تدبّ في قلبها من جديد. فتفتح أحضانها لك ككل مرة مثلما كنت صغيرا وكما عهدتها عليه.

ليس هناك من هو أحن من قلب الأم ولإدراكها ببرك وحبك لها من المؤكد أنها لن تتوانى عن إحتضانك ولفك بحبها مثلما كنت صغيرا. ولتحاول أن تكون أخي اليوم سند أمك التي ضحت بالغالي والنفيس حتى تحفظكم وحتى لا تتدهور نفسيتكم وما الظروف التي عاشتها إلا أكبر دليل لأن تحظى اليوم بعظيم التبجيل والتقدير.