أحسّ أن حلمي صعب المنال… فأنا رجل يعشق الجمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي، بعد أن يئستُ وتعبتُ، قررت أن أراسلك علّني أجد الراحة لديك، فأنا رجل معقد، وعقدتي ستقضي على حياتي.تتساءلين لماذا سيدتي، فأخبرك أنني رجل أعشق الجمال لدرجة الهوس، كما أن المعايير التي أبني عليها علاقاتي بالجنس اللطيف لا تعدو أن تكون إلا على أساس المظهر وبهاء الطلة، فتجدني ألهث وراء كل من أجدها أجمل من سابقتها، لدرجة أن أصبح لا يعجبني العجب. وبعد أن بلغ العمر بي سن الزواج، وجدت نفسي عاجزا عن اختيار شريكة الحياة، فلا الشقراء تعجبني، ولا السمراء تروق لي، و هذا ما جعلني في حيرة من أمري.سيدتي لامني الأصدقاء وحتى الأهل على ما تبنيته من مبدإ لاختيار شريكة الحياة، حيث نصحني الجميع أن الجمال وحده لا يصنع السعادة، وأن العقل هو الأفضل، وبالرغم من تيقّني بأنهم على صواب، إلا أن هناك رفضا مستميتا منّي فيما يخص هذا الأمر.فهل يجوز سيدتي أن أبقى على هذا المبدإ، وما السبيل للخروج من هذا الحيز الضيق في التفكير الذي مس حياتي وأثر بالسلب على مستقبلي ومسألة ارتباطي؟ أنا في حيرة من أمري سيدتي، فهلا أنرت دربي من فضلك؟
الحائر “ف” من سطيف.
الرد:
أخي المحترم، الله جميل يحب الجمال، ولا يختلف اثنان أن المرأة الجميلة حصن لزوجها ومملكة يحنو إليها كلما ضاقت به الدنيا أو أثقلت قلبه الهموم. إلا أنه وكما تعلم كلما زاد الشيء عن حدّه انقلب إلى ضده، ومتى كان الجمال زيادة أكثر عن اللزوم تحوّل إلى نقمة.من حقك أن تبحث في شريكة عمرك عن الرقة والحنان وحسن التربية والسلوك، ولكم يكون كل هذا رائعا إذا زاد جمال الخلق والمظهر والجوهر في تركيبة من تختارها لتكمل معك مشوار الحياة، ولا تنسَ أنها ستحمل اسمك وستكون مسؤولة عن صيانة شرفك، فلتحذر لئلا تندم إن اخترت ذات الجمال التي قد تجعلك في حيرة دائمة وغيرة لا حدود لها من فرط جمالها، حيث ستكون مجبرا على حراستها ولفها بكثير من الحرص مخافة فقدانها، أو تعرضها لمكروه.ولأن الجمال كغيره من المعايير سلاح ذو حدين، فقد تقع أسيرا لهواجس أخرى كالغيرة والشك والخوف إن أنت أقدمت على مصارحة من سترتبط بها بسرك، والتي لن تتوانى في محاربتك به في أقرب الآجال.. ولتعلم أن الجمال مسألة ضمنية، كما أنه آيل للزوال عاجلا أم آجلا.حكّم عقلك واعلم أن أفضل جمال هو جمال الروح والجوهر، كما أن التكافؤ والإعتدال هو المرغوب عند كل ارتباط، فتغاضى عن هذه الشكليات، لأن أكثر ما أنت في حاجة إليه امرأة صالحة في دينها وأعمالها، وليس دمية تتباهى بجمالها أمام الناس… وفّقك الله إلى كل ما فيه خير لدينك ودنياك.
ردت نور