أحس بأنني أدفع الثمن.. وخيانة زوجي أفقدتني الأمل
سيدتي نور، أنا زوجة يائسة جار علي الزمان فبت أعيش الألم بالرغم من أنني في ريعان الشباب، بالمختصر المفيد سيدتي أنا زوجة طعنت بخنجر الخيانة من قبل زوج وهبته زهرة عمري، لأفجع بها تذبل على يده.فقد ارتبطت بزوجي بعد قصة حب جارفة، وبالرغم من فارق السن الذي كان بيني وبينه، إلا أنني تحديت أهلي من أجله، وقبلت بأن أكون زوجة ثانية من دون أن أراعي مشاعر زوجته الأولى التي أوهمني أنه تزوجها زواجا تقليديا، فحسبت نفسي محظوظة.أحسست بأنني بلغت عنان السماء من فرط السعادة بعد زواجي، فقد نلت من الدلال والحب ما لم تنله أية فتاة في سني، وخلت نفسي أسعد زوجة على الإطلاق، زادت فرحتي وسعادتي بعد أن أنجبت طفلي الأول، لتعصف بحياتي بعدها مصيبة قلبتها رأسا على عقب. فقد بلغ مسامعي أن زوجي يلاحق فتيات أصغر مني، وقد بلغت به الجرأة إلى حد اصطحاب سيدة مطلقة إلى عشنا الزوجي دون مراعاة منه لحرمة البيت أو لأصحابه، مغتنما فرصة غيابي أو انشغالي في بيت والدي.لا أستطيع أن أصف لك شعوري سيدتي، فقد انهارت معنوياتي وتحطمت أحلامي في رمشة عين، فالرجل الذي ضحيت بحياتي من أجله رمى بي وبكل ما بيننا وتنصل من وعوده لي بالوفاء والإخلاص، وضربني في الصميم إلى درجة أنني أصبحت أفكر في الهروب أو الانتحار.أكثر ما أستغرب له -سيدتي- هو أن زوجي لم ينكر ما أقدم عليه، حيث أنه فسر لي المسألة بأنها حق من حقوقه فهو رجل لا يكبح جماح عواطفه أحد، كما أمرني بأن لا أتدخل في الموضوع ما دمت معززة مكرمة في كنفه لا ينقصني شيء من المال والدلال، وكم هالتني مساومته لي بالطلاق في حال ما إذا بحت لأهلي بما أعانيه.لم يفدني صبري ولم تنفع توسلاتي لزوجي حتى يعود إلى جادة الصواب، فهو مصرّ على الاستمرار في النهج الذي اختاره، كما أنه أخبرني بأنه قد يقدم على الزواج ممن يجدها مناسبة له لتكون ضرة لي وهذا ما لم أقبله.لم تكن لترد في تفكيري قط، لكنني تذكرتها إنها الزوجة الأولى لزوجي التي اقتحمت حياتها وخربت عشها الزوجي من دون تقدير لمشاعرها أو تفكير في عواقب الأمور، وها هي الحياة تذيقني من نفس الكأس الذي جعلت أخرى تتجرع مرارته، فلم أكن لأحس يوما بما اقترفته في حق ضرتي، إلا بعد أن عرفت طعم الخيانة.صدقيني سيدتي، أحس بأن الله عاقبني على ما اقترفته في حق زوجته الأولى، كما أن كل آمالي في الاستقرار والسعادة تلاشت، وأكثر ما أفكر فيه هو مصير ابنتي المسكينة، ونظرات الناس لي والتي لن تخلو من الاستهجان والنكاية.أكثر ما أحتاج إليه في هذه الفترة كلمات المواساة والتشجيع، فلا تبخلي عني سيدتي فأنا بأمس الحاجة إلى كلام طيب.
حائرة من عنابة
الرد:
أختاه، الحياة لا تمنحنا كل شيء، ومن الخطإ أن نؤمن بأننا نبلغ كل ما نصبو إليه من أمور على أي صعيد كان.أنت لم تفكري أختاه في عواقب الأمور كما ذكرت، وهذا ما جعلك تسقطين في فخ الغرور والأحلام الوردية التي لم تحققي منها إلا القليل، فقد كان حريا بك عزيزتي أن تختاري من يناسبك في السن والمستوى لترتبطي به كزوج، وهذا حتى تتمكني من السيطرة على الوضع والتحكم في الأمور، ولأن الفأس وقعت على الرأس، فأكثر ما أنت مطالبة به هو الصبر والحلم، فلا تنسي أنك أم وأكثر ما يهمك هو عدم تشتيت شمل أسرتك التي لم يعد لديك سواها.من الجميل أنك تذكرت ضرتك وأنك أحسست بما أحسته ذات يوم بسببك وهذا ما سيدفعك إلى التسلح بالشجاعة والإيمان لأنه لا يمكنك التغيير في شيء، فزوجك سيدتي من النوع المزواج الذي لا يستقر على امرأة واحدة، كما أن الشرع والدين حلل له الزواج بأربع نساء، وأظن أن هذا يكفيك حتى تتحلي بالشجاعة لقهر هذه العقبة التي ستهون وتزول بمرور الوقت.لن يفيدك التشجيع ولا المواساة في إيجاد حل لمشكلتك، فأنت محتاجة إلى لعب دور الأب والأم لابنتك حتى لا تحس بالفراغ أو النقص، كما أنه عليك ترك الحرية لزوجك الذي يساومك مساومة دنيئة إن أنت طالبت بأدنى حق من حقوقك. وعوض ذلك، أدعِ الله أن يهديه إلى جادة الصواب وأن يحس بفداحة ما يقترفه في حق نفسه وحق أقرب المقربين إليه زوجته الأولى وأنت وفلذة كبده.أوصيك في الأخير سيدتي بعدم البحث عن نظرات الشفقة ولا حتى عن المواساة حتى تتمكني من الوقوف على رجليك ومواجهة ما أنت فيه من ابتلاء، ووفقك الله إلى كل ماهو خير لك في دينك ودنياك.
ردت:نور.