أحداث عنابة تضع الجزائر على صفيح ساخن قبل موقعة ليبيا
يبدو أن آلة العنف والشغب التي تجتاح ملاعبنا لن تتوقف في القريب العاجل، طالما أن كل الإجراءات التي اتخذت في سبيل التقليل من هذه الظاهرة ومحاربتها في الموسم الاحترافي الثالث، لم تؤت أكلها بعد، وما حدث مؤخرا في ملعب عنابة إلا دليلا على ذلك، ويثبت للمرة الألف أن التحكّم فيها يبدو صعبا جدا إن لم نقل مستحيلا، بالرغم من أن قيمة هذا الرهان لا تتعدى الثلاث نقاط، إلا أن ما وقفنا عنده من مأساة والدرجة التي وصلت إليها ملاعبنا يجعلنا نتقين من خطورة الوضع أكثر مستقبلا، والأكثر من ذلك فإن كل المعطيات تنذر بازدياد مظاهر العنف ودرجة الاحتقان بين الجماهير الجزائرية ومسؤولي النوادي الذين نعيش معهم في كل مرة تصعيدات التصريحات على كل المستويات، والتي ربما جعلت الوضع يسير نحو هذه المعضلة، والأكيد أن بروز الشغب والعنف مجددا وللأسف الشديد يأتي مع اقتراب موعد ليبيا في منتصف هذا الشهر بملعب البليدة يجعل الجزائر في ورطة حقيقة، حيث إن التخوف بدأ ينتاب المسؤولين عن الكرة من إمكانية تجدد هذا العنف مع الرهان الهام الذي ينتظر التشكيلة الوطنية رغم التحذيرات والاجراءات التي اتخذت لتفادي أية مفاجأة غير سارة، لاسيما مع تواصل التصريحات النارية من الطرف الليبي ومخلفات موقعة الدار البيضاء المغربية، وهي المعطيات التي تجعل الجزائر في منأى عن حدوث مشاكل وتجاوزات محتملة خلال موعد 14 أكتوبر المقبل الذي قد يأخذ أبعادا خطيرة.