أبي الميسور يرفض مد يد العون لي ويحرجني أمام زوجي

سيدتي، بعد التحية والسلام أخبرك أنني أم في غاية اللوعة والأسى. فقد رزقني الله بعد زواجي بإبن مريض يتطلب علاجا مكثفا وعناية خاصة. وزوجي معسور الحال لا يمكنه ضمان كل هذا العلاج لفلذة كبدنا. في حين أهلي ميسورين ولديهم من المال ما يمكنهم أن يساهموا في علاج إبني الذي أرى أن حالته تسوء يوما بعد يوم وأنا أقف ساكنة لا خيار لي.

 أبي الميسور يرفض مد يد العون لي ويحرجني أمام زوجي

في إحدى المرات أشار إليّ زوجي بأن أطلب مساعدة أهلي لي ، ولما تكلمت مع والدتي نصحتني بعد التفكير في الموضوع مرة أخرى. ومن أنه عليّ أن أخطر زوجي بأن هذا طمع ومن أنه عليه أن يكون مسؤولا أمام ما إبتلاه الله به.

من جهته، ولما أخبرت زوجي، عايرني ونعت أهلي بالبخلاء، وقد نصحني ذات مرة أن أقاطعهم، لا أخفيك سيدتي أنني ترددت في البدء، لكنني أخمن في أن زوجي على حق ومن أن أهلي قادرون على مد يد العون لنا.

 أبي الميسور يرفض مد يد العون لي

لم نجد أنا وزوجي من بد سوى الإستدانة من الناس، حيث أنني وفي كل مرة ألتقي معارفي  أطلب منهم المال بغرض تسديده لاحقا، وأنا أدرك أنني وضعت نفسي في هالة من الضيق لن أنجو منها، بالله عليك سيدتي، أنا محرجة فما السبيل لكي أخرج من هذا الغلب الذي أنا فيه؟

 أبي الميسور يرفض مد يد العون لي

أختكم ص.فوزية من الشرق الجزائري.

  الرد:

أهلا بك أختاه، لا أجد ما أقوله لك سوى أنني أدعو الله أن يمنح الشفاء لإبنك وجميع مرضى المسلمين، وأن لا يريك فيه بأسا يبكيك.

عليك أن تعلمي سيدتي  ان الأمر كله مبني على أساس خطأ وعدم فهم للمسؤوليات، فأنت متزوجة وزوجك هو القوام في بيته والمسؤول عن إحتياجاتك، وهذا الابن  ابنه وليس ابن أهلك وهو المطالب   بعلاجه هو واهله وليس اهلك،

لا تحاولي أن تلقي باللوم على نفسك، أنت لا علاقة لك بما عند اهلك من مال وموارد مادية، وتأكدي من أنهم وعندما زوجوك لهذا الرجل أصبح هو ولي أمرك والمسؤول عنك وله الطاعة والولاء المقدمة على طاعة والديك، ولهذا يجب أن تعرفي انه لا إلزام لأهلك بالإنفاق عليك ولا على ابنك طالما أنت على ذمته.

 أبي الميسور يحرجني أمام زوجي

إذا مد لك أهلك يد العون فتأكدي أختاه أنه  من طيب خاطر منهم، وبما انهم لا يهتمون ولا يريدون ذلك، فلا تلزميهم بالأمر كما ولا يحق لزوجك معايرتك بالأمر ولا مجال للتشبيه ولا  مقارنة بين موقف اهلك وموقف أهله.

وعوض ان تقفي أنت ورفيق دربك موقف المتجهمين، المطلوب منك ان تسارعي انت وزوجك وتشمروا عن ذراعيكم لتضمنوا لهذا الطفل المسكين علاجه الخاص. الذي لن يحرمه من حقه في الحياة الكريمة والطيبة كبقية أترابه.

 أبي الميسور يحرجني أمام زوجي

لما لا تلجآن  للعمل سوية أنت وهو وتنظيم مصروفكم وحل مشاكلكم بأنفسكم، وابق على بر والديك وطلب رضاهما وابعدي عينك عن مالهما وعن ما لديهم فهو أمرهم الخاص. فكري بتحسين وضعك ووضع زوجك والاهم تحسين علاقتك به وحاولي ان تشرحي له انه شرعا. اهلك لا الزام لهم بالإنفاق عليكم وعليه وعلى إبنكما المريض شافاه الله. وفي المقابل احذري من قطيعة اهلك واعتذري منهم وبيني لهم انك فهمت الآن الحقيقة والأسس الشرعية.

 أبي الميسور يرفض مد يد العون لي

ولن تخسري برهم ورضاهم لأجل أمور مادية والأمر متروك لهم ان رغبوا بمساعدتك ام لا. وانك ستفصلين بين هذه وتلك. وكوني قوية وايجابية وتوقفي أنت وزوجك عن الاستدانة من الناس حولكم، إتخذوا الأسباب وكونوا إيجابيين وإهتموا أكثر  بابنكما. وإمنحوه من الرعاية النفسية ما يستحقه، وأكثري من الدعاء بالشفاء له ولجميع مرضى المسلمين.