آلات طبــاعة رمز للسيــادة الــوطنية مهملـة في مستــودعــات دار النقــود!
جنبت مصالح الحماية المدنية الجزائر الوقوع في كارثة اقتصادية بكل المقاييس، بعد أن أنقذت آلات حساسة جدا تستعمل في صناعة العملة الوطنية، كانت موضوعة في مستودعات تشبه الأحواش الاستعمارية في حالة من الإهمال وبعيدا عن كل المقاييس المعتمدة في حفظ مثل هذه الأخيرة، في هذه الأماكن التي تقوم بطباعة رمز السيادة الوطنية المتمثلة في العملة الوطنية.وفي هذا الشأن، كشفت مصادر موثوقة لـ”النهار”، أن الآلات الحساسة التي تستعمل في صناعة العملة الوطنية وضعت في مستودعات تشبه الأحواش الإستعمارية، بعيدا عن المقاييس العالمية التي تقوم بحفظ أحد رموز السيادة الوطنية، إذ يصعب تجديدها في حالة تعرضها للتلف، كما تكلف الدولة خسائر كبير جدا، لكون إعادة تجديدها يستمر لعدة سنوات. وتمكنت مصالح الحماية المدنية التي جندت 004 عون بقيادة المدير العام مصطفى لهبيري شخصيا، حيث استعملت فيها كل الوسائل لإطفاء الحرائق وإنقاذ الآلات التي تحتوي على بصمات خصوصية للعملة الجزائرية يصعب تجديدها في وقت قصير ويستمر لسنوات طويلة، تتحمل الخزينة العمومية تبعاته.وفي السياق ذاته، أوضحت مصادرنا، أنه لوحظ الكثير من الحاويات التي كانت مرمية خارج المستودع، والتي تحتوي على مواد مستعملة في صناعة الأوراق النقدية، مما يكشف أيضا حجم الإهمال الذي طال المؤسسة الكبيرة التي تختص في صناعة أحد رموز السيادة الوطنية، كما تشير كافة المعطيات والظروف التي تم الوقوف عليها، إلى أنه كان يمكن توقّع حدوث أزمة بسبب الآلات الحساسة التي تمثل رمز السيادة الوطنية، ويتطلب تجديدها سنوات عديدة، مما يترتب عنه خسائر كبيرة. وتسبب الحريق المهول في ضياع كميات كبيرة من الورق المستعمل، والتي تكلف هي الأخرى خسائر أخرى للاقتصاد الوطني، إضافة إلى تضرر المكاتب الإدارية بكاملها، حيث احترقت عن آخرها، وكذا المخازن التي مستها الحرائق. وعثر خلال إطفاء الحريق على الكثير من القطع النقدية غير المؤشر عليها تعرضت للتلف، قد تكلف الجزائر خسائر أخرى من نوع خاص، نتيجة الإهمال الذي يطال أكبر مؤسسة مالية في الجزائر.وحسب ذات المصادر، فإن هناك أياد خفية تريد استهداف أموال الشعب، في وقت كانت الدولة ستصب مخلفات أجور بعض الموظفين، كما تكشف العملية محاولات لزعزعة استقرار النظام المالي الوطني الذي يعيش استقرارا مريحا.وقامت الجهات المتخصصة بفتح تحقيق قضائي لمعرفة أسباب الحادثة، سيكشف عن نتائجه قريبا.