«X» كادت تؤجل حلم آلاف الجزائريين في الحج
السلطات السعودية تدخلت في آخر لحظة وغيّرت أنظمتها استثنائيا - السلطات الجزائرية كانت ستعيد طباعة الجوازات البيومترية للمعنيين حتى لا يحرمون من الحج
اضطرت السلطات السعودية إلى إدخال تعديلات جذرية على نظام التأشيرة الإلكترونية، الذي تعتمده كل سفاراتها على مستوى مختلف دول العالم، وذلك استثناء لحساب الحجاج الجزائريين، بعد الخلل الذي تم اكتشافه وكاد يقصي آلاف الحجاج من أداء المناسك هذا الموسم، نظرا لرمز «X» أو «مميز» الذي تعتمده السلطات بخصوص أصحاب تواريخ الميلاد غير المحددة بشكل دقيق.واعتمدت السلطات في طباعة النسخة البيومترية لجواز السفر على عبارة «مميز» أو رمز «X»، في تحديد تاريخ ميلاد الأشخاص الذين لم يعرف تاريخ ميلادهم بدقة، ويتعلق الأمر على وجه الخصوص بالأشخاص المسنين، والذين بلغ عددهم قرابة 3 آلاف حاج، نظرا لمعدل عمر الحجاج الجزائريين والذي يصل في كثير من الأحيان إلى 70 سنة.ورفضت السفارة السعودية بالجزائر حسب مصادر مطلعة لـ«النهار» في بادئ الأمر، منح التأشيرة لحاملي هذه الجوازات، نظرا لطبيعة الآلة التي يتم اعتمادها، والتي تقوم بقراءة البيانات الموجودة داخل الجواز، وإدخالها في نظام خاص يتم اعتماده من قبل السلطات السعودية على مستوى كافة سفارتها عبر العالم، الأمر الذي جعل قراءة بيانات هذه الجوازات غير ممكن، على اعتبار أنها لا تتضمن على كافة المعلومات الشخصية الخاصة بالحاج. وكان الأمر في البداية حسب مصادر «النهار» يبدو عاديا، على أساس أن القنصلية كانت تتوقع أن يكون الأمر يتعلق ببعض الحجاج فقط، قبل أن يرتفع العدد ليصل إلى حوالي 3 آلاف حاج وحاجة مع مرور أيام إيداع ملفات الحصول على التأشيرات، الأمر الذي استدعى استنفارا وتدخلا عاجلا للسلطات الجزائرية ممثلة في الديوان الوطني للحج والعمرة وكذا وزارة الخارجية، فضلا عن السفير السعودي بالتنسيق مع وزارة الحج والخارجية السعودية حسب مصادر «النهار».وأشارت ذات المصادر، إلى أن إيجاد حل عاجل في البداية كان يبدو مستحيلا، خاصة وأن الآلة لا يمكنها قراءة بيانات الجواز، وإعادة طباعة جوازات الحجاج المعنيين لتفادي هذه العبارة كان أيضا أمرا مستعصيا بالنظر لطبيعة القانون الجزائري الذي يتطلب المرور على العدالة، من أجل تصحيح أمر مادي في سجلات الحالة المدنية أو تغيير أي حرف يتعلق بالحالة المدنية.وبالتنسيق بين السلطات الجزائرية ونظيرتها السعودية، تم التوصل إلى حل للقضية، حسب المصادر التي أوردت الخبر دون المرور على أي حل من الحلول السابقة، وذلك بتغيير النظام الذي تعمل به الآلة، والذي تعتمده السعودية لتمكين 3 آلاف الحجاج من أداء الفريضة وذلك استثناء للحجاج الجزائريين.