منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية والخبير في شؤونها ، لـ”النهار”
أكد، منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية والخبير في شؤونها، في حوار خص به “النهار”، أن العمليات الانتحارية الأخيرة التي استهدفت مقر ممثلية الأمم المتحدة بحيدرة، والمجلس الدستوري ببن عكنون، هي عمليات فردية معزولة
لأن المستفيدين من قانون السلم اللذين نفذا العمليتين لم يكونا تنظيما عادوا من خلاله إلى دوامة العنف، ولكنها أعمال ذات طابع فردي،لذلك وجب وضع الأمور في نصابها الطبيعي، وأوضح أنها جاءت ردا على عدم متابعة السلطات للعائدين وإدماجهم في المجتمع، وغياب المعالجة الفكرية، الدينية والمدنية للازمة الجزائرية، مشيرا إلى أن الارتباط بالقاعدة بعد 11 سبتمبر أصبح روحيا وفكريا، أكثر منه تنظيميا، ليؤكد أن اختيار رمزية يوم 11 له مغزى، وهو من قبيل التأكيد على ارتباط الجماعة السلفية للدعوة والقتال بالقاعدة.
النهار: ما هي قراءتكم للعمليات الانتحارية الأخيرة بالجزائر وانتقاء التوقيت والمكان ؟
الزيات : نرى أن ما حدث رد فعل لعدم التفاعل الاجتماعي والرسمي لمتابعة الأشخاص العائدين - يقصد المستفيدين من ميثاق السلم والمصالحة الوطنية- ، والعمل على انخراطهم في المجتمع بصورة طبيعية، مجتمعيا وسياسيا، والاهتمام بحالاتهم المعيشية، وكذلك غياب المعالجة الفكرية في المسألة الجزائرية، والاكتفاء بغض الطرف عن جرائم منسوبة للعائدين، ثم تركهم نهبا للضياع والفراغ والهواجس والجموح الفكري والخواء العلمي في الناحية الشرعية، ولايخفى كذلك الضغط النفسي والعصبي الذي يسببه لهؤلاء أصحاب النظرية الاستئصالية، والذين تشير إليهم أصابع الاتهام أنهم المحرك الاساسى لنكوص هؤلاء العائدين، ودفعهم دفعا للتخلص من حياتهم تخلصا من هواجس الخوف والترقب من تأثير هؤلاء الاستئصالين واستدارة الدولة عليهم .
النهار : أغلب العمليات الانتحارية تم تنفيذها في اليوم 11، هل هي إشارة من الجماعة السلفية لتأكيد صلتها بقاعدة بن لادن، في ظل عدم مباركة و تزكية القاعدة لنشاطات السلفية، في وقت مازالت بعض القيادات الإسلامية تتردد في التنديد بالجرائم المرتكبة؟
الزيات : إن الارتباط بالقاعدة بعد 11 سبتمبر أصبح روحيا وفكريا، أكثر منه تنظيميا ،وغالبا ما يكون هؤلاء من الذين بلغ منهم اليأس مبلغه، سواء عل المستوى الاجتماعي أو السياسي، وفقدان الأمل في حياة كريمة نتيجة لفقدان مصدر الرزق واستمرار حالة الاحتقان السياسي والتضييق على الحركة السياسية وعزل قادتها عزلا سياسيا .
النهار: الانتحاريون هم ممن استفاد من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، ألا يدفع سلوكهم إلى تشديد المتابعات القضائية ضدهم ؟
الزيات : الواضح أن المستفيدين من قانون السلم لم يكونوا يشكلون أو ينتمون إلى تنظيم معين، ولذلك تبقى أعمالهم أعمالا فردية لا يجوز نسبتها إلا إلى فاعليها دون محاولة إضفاء أي نسبة أو تسمية عليهم، الواضح والمؤكد أن المستفيدين من قانون السلم لم يكونوا تنظيما عادوا من خلاله إلى دوامة العنف، ولكنها أعمال ذات طابع فردى، فلا يجوز هدم المعبد على من فيه من اجلها، ويجب وضع الأمور في نصابها الطبيعي.
النهار: ما المغزى من استهداف المدنيين رغم بشاعة المجازر المرتكبة وإدانتها من قبل العباد والأديان، ورغم محاولات السلفيين التبرؤ من ذلك ؟
الزيات : المدنيون دائما يدفعون الثمن،ولكن بحث أغوار أولئك الذين استهدفوهم لمعرفة الأسباب التي جعلتهم يستهدفونهم رغم وجود من هم أسهل منهم سبيلا،ولا أرى أن ذلك نتيجة خلل فكرى، إذ يجب أن تتكاتف كافة المؤسسات الجزائرية الدينية والفكرية والمدنية والاستعانة بالقائمين على التجارب الناجحة لمعالجة الأمر.
النهار: ما هي آثار انضمام الجماعة السلفية للدعوة والقتال للقاعدة من حيث الوسائل والإبعاد؟ وهل لجوؤها للعمليات الانتحارية نتيجة تلقائية لذلك؟
الزيات : بكل تأكيد فإن اختيار يوم 11 له مغزى وهو من قبيل التأكيد على ارتباطهم بالقاعدة.