مواطنو الرايس وبن طلحة… يعيشون في الخمسينات من القرن الماضي
الإرهاب همشنا وذهب والسلطات المحلية ما زالت تمارس الإرهاب علينا
•سكان الرايس وبن طلحة: “التهميش مقصود ومطرقة السلطات المحلية قاسية”
اشتكى سكان الرايس وبن طلحة من التهميش الذي يعيشونه منذ عدة أعوام من طرف السلطات المحلية دون أي التفاتة تذكر من هذه الأخيرة على الرغم من أن سكان هذه الأحياء من ضحايا المأساة الوطنية الأحياء حسب ما وقفت عليه “النهار” فهم دون طرق معبدة أو مرافق عمومية أو حتى إنارة عمومية تخرجهم من الظلام الذي عاشوه طيلة أعوام وسط وحشية الجماعات المسلحة ما جعل بعض السكان يقولون إن الإرهاب ارتكب جرائمه وذهب ولكن السلطات المحلية لا تزال ترتكب الجريمة تلو الأخرى في حقهم.
سكان بن طلحة… الإرهاب همشنا لكنه رحل لكن السلطات المحلية لا زالت تهمشنا
تنقلت “النهار” الى حي بن طلحة للوقوف على الوضعية المأساوية التي يعيشها سكان هذا الحي منذ انقضاء سنوات الدم في الجزائر، الحي يفتقر لأدى شروط العيش الآدمي ما عدا الأسوار التي يعيشون وسطها. سكان بن طلحة اشتكوا من المعاناة التي يتخبطون فيها بسبب لامبالاة السلطات المحلية التي تتجاهل أمر هذا الحي تماما فالطريق الرابط بين حي بن طلحة والطريق الرئيسي معبد لكن شوارع حي بن طلحة تعرف حالة جد متقدمة من الاهتراء فيما اشتكى الناقلون المتواجدون على مستوى حي الجيلالي الذي عانى من المجزرة الشنيعة في سنوات التسعينيات.
في سياق ذي صل أكد شباب الحي أن التهميش الذي يطالهم من قبل السلطات المحلية ليس له مثيل بسبب افتقار الحي لجميع ظروف البقاء فيه سوى بعض المحلات التي تغلق على الساعة 7مساءً أو مقهيين أحدهما في أول الحي والثانية في آخره، فلا ملاعب جوارية أو مرافق شبانية أو دار شباب أو حتى مستوصف يلبي حاجيات السكان الطبية.
الرايس في عطلة سنوية… ومظهر الحي يعود إلى سنوات الاستعمار لمستوصف
الظروف التي يعيشها سكن حي الرايس ليست بالبعيدة أو المغايرة لحي بن طلحة والرابط بينهما هو أن الحيين شهدا أبشع المجازر في الجزائر ويعرفان نفس التهميش من طرف السلطات المحلية، الحي يبدو وكأنه بني من قبل الاستقلال لدرجة أن الوالج إليه تعود به الذاكرة الى سنوات الخمسينات. فحي الرايس يعيش حلة من التهميش والعزلة التي لا يمكن لأي كان في القرن الواحد والعشرين العيش فيه على حد تعبير سكان المنطقة. المستوصف مقفل طوال اليوم وطوال العام ومن “أراد الموت فليمت بعيدا” هي العبارة التي كررها بعض سكان الرايس تعبيرا عن الحالة التي يعيشونها. الأمر لم يتوقف عند هذا الحد على حد تعبير سكان الرايس، فالروائح الكريهة تسببت في العديد من الأمراض المزمنة للكثير من الأطفال. وأضاف سكان الحي أن السلطات المحلية هي الأخرى في حالة عطلة دائمة طالما هي بعيدة عن الرقابة فالحي لايحوز إلا على محل واحد لبيع المواد الغذائية، لا ملعب ولا دار شباب ولا مشاريع استثمارية تخرج الحي من العزلة التي يعيشها في الوقت الذي يشهد فيه مشروع تزفيت الطرق تأخرا بـأربعة أشهر