مدمنون يفطرون على المنبهات وآخرون يقضون سهراتهم الرمضانية في المحشاشات
تنتاب بعض الشباب في شهر رمضان الفضيل حالة من القلق والتوتر، وخاصة المدمنين على مختلف أنواع المنبهات البسيطة والخطيرة، خلال الساعات القليلة التي تسبق آذان المغرب، حيث يصبح الكثير منهم يثير العديد من المشاكل والتصرفات الطائشة مختبئين وراء حجة الصيام ومشقته ليوم كامل، إلا أنهم بهذه التصرفات يحاولون إخفاء إدمانهم، ليصبح كل الناس مخطئين في تصرفاتهم حسب تقدير هذه الفئة، لهذا يلجأون إلى النوم طول اليوم لإخفاء تصرفاتهم غير الطبيعية.
يقضي معظم الشباب البطال المدمن على التدخين وباقي أنواع المنبهات، في النوم ليبتعد عن كل المناوشات والمشاكل التي قد تقابله وتواجهه عند خروجه من المنزل، لذلك يلجأ إلى طرق أخرى تدفعه إلى الحفاظ على صومه وصيام الآخرين، وحتى لا يتسبب في المناوشات والشجارات التي قد تضطره إلى فعل أو قول ما يفسد صيامه، تراه دقائق قبل آذان المغرب وكأنه ينتظر تسجيل هدف من فريقه المفضل أو الإعلان عن نجاحه في أية مسابقة، وبمجرد سماع الآذان يقبلون على الإفطار وبسرعة البرق تراهم يحملون السجائر وينتشرون في الخارج من أجل التدخين باعتبارهم قضوا يوما كاملا بدون حمل سيجارة واحدة، حيث يكون النيكوتين قد فعل فعلته فيهم، وبذلك لا يولون أهمية للأكل بقدر التدخين، إذ يخرجون من المنازل يمسكون سيجارة وفناجين القهوة، ومنهم من يعاود الجلوس إلى طاولة الإفطار ليكمل إفطاره والتمتع بأشهى المأكولات، ومنهم من يفقد الشهية فيكمل سهرته بالتدخين وارتشاف الشاي ومختلف المنبهات، وتبادل الأحاديث مع أصحابه.
إلا أن الوضع لم يتوقف عند هذا الحد والمتعارف عليه لدى مختلف شرائح المجتمع، ففي لقاء لـ “النهار” مع بعض الشباب للحديث عن بعض التصرفات الطائشة والأماكن التي يقصدها الشباب في شهر رمضان، فأشاروا إلى السلوكات الغريبة التي يقدم عليها الشباب المدمن وكذا الشباب الذين لعبت برؤوسهم الزطلة وأفقدتهم صوابهم، حيث لم يعودوا يفكرون إلا في كيفية الحصول عليها ومراقبة عقارب الساعة ترقبا لآذان المغرب الذي سيحسم نتيجة الانتظار وصوم يوم مليء بالمتاعب، سواء في العمل أو في النوم، على حد تعبيرهم، حيث تظهر على الشباب تصرفات لاعقلانية وغير ملائمة لشهر التوبة، وقد يكثر الشباب من التصرفات الطائشة غير مبالين بآداب الصيام في المجتمع الجزائري.
أما عن الأماكن التي يقصدها الشباب للسمر فهي تختلف باختلاف هوايات الشلة، ومقاصدها وتوجهاتها، فمنهم من يقصد المساجد لصلاة التراويح وإقامة الفرائض وحضور الجلسات الدينية، خاصة بعدما أشبع رغبته المتمثلة في التدخين، ومنهم من يقوم بزيارة الخيام التي نُصبت في هذا الشهر الكريم وراحت تستقطب كمّا هائلا من الشباب، فيما يبقى البعض الآخر في الحي للعب الدومينو في المساحات الخضراء التي تتوسط الحي، أو أمام المحلات التجارية القريبة من مساكنهم، أو المقاهي.
وبما أن هذه الأماكن يكثر فيها الزبائن من جميع المستويات والأعمار، فإن الشباب لا يجدون مبتغاهم في محيطها، حيث يجد البعض فيما أسموه بالمحشاشة ضالتهم المفضلة، والتي تضم الشباب المنحرف الذين يلجأون إلى مثل هذا الأماكن متسترين تحت غطاء السهرة الرمضانية لممارسة أفعالهم المشينة، وللقيام بكل ما هو محرم، وهم بذلك غير واعين بأنهم ينتهكون حرمة رمضان، إذ تحضر في هذه المواقع المعزولة عن عامة الناس كل مظاهر الانحراف الأخلاقي، خاصة التي ينشئها شباب الأحياء الريفية أو الشعبية، حيث يخصصونها أمام العامة لبيع الزلابية ومختلف الحلويات إلا أن الهدف من إقامتها هو الابتعاد عن جو المرافق العامة وعن الرقابة ليتسنى لهم فعل كل الخبائث غير مبالين بهذا الشهر الكريم، خاصة وأن والمعروف عن هذه الأماكن هو المشاكل التي تنتشر بين الشباب المنحرف والمتعاطي للمخدرات، وتكثر فيها الشجارات التي قد تنتهي بإصابات متفاوتة وبالغة الخطورة.
هذه الأماكن المعروفة وسط الشباب بالمحشاشات، أصبحت تستقطب الكثير من الشباب والتي تبقى مفتوحة حتى ساعات قبل آذان الفجر، يقضون جل الوقت في التدخين والشجار والتي تملأ أشواطها لعبة الأوراق والقمار، حيث يتخلل تلك المنافسة السب والشتم ومختلف عبارات الكلام الفاحش وبأصوات عالية، حيث تفسد مثل هذه السهرات الجو الرمضاني الذي ألفته الأسرة الجزائرية بالشجار والهتافات والقهقهات المتعالية التي تملأ المكان مزعجة كل سكان الحي.