المشاكل والانشغالات الاجتماعية تسببت في ''العزوف السياسي'' للجزائريين
أبرزت نتائج
سبر الآراء الذي قام به خبراء لفائدة ”النهار”، أن انشغال المواطن الجزائري بالمشاكل اليومية الاجتماعية منها، والتي برزت بشكل واضح في المطالب المقدمة من طرف المستجوبين تكون وراء عزوف الجزائريين عن العمل السياسي والحزبي، وهو ما أدى إلى ركود سياسي نتج عنه عدم الاهتمام بالانتخابات وطغيان تأثير رموز الماضي على الجزائريين.
أثبتت نتائج سبر الآراء بشكل واضح أن المقاطعة الملحوظة للجزائريين للانتخابات بصفة عامة ليس ناتجا عن تأثير المعارضة بتمثيلها السياسي لأن المعارضة الموجودة ليست معارضة سياسية بالمعنى الكامل، كما أن تطليق الشعب وعزوفه عن الانتخابات ليس مرده الاستجابة لدعاة المقاطعة وإنما هو قناعات شخصية بعيدة عن الاستجابة لأي طرف، والدليل على ذلك أن نسبة 36 بالمائة من المستجوبين اعتبروا المقاطعة وسيلة من وسائل التعبير الديموقراطية، وهي طريقة للتعبير عن رفض الوضع السائد، ما يؤكد أنه لا وجد لتأثير المعارضة التي تمثلها الأحزاب السياسية.
وفي هذا السياق، أبرزت نتائج سبر الآراء أن الجزائريين لا يتعاطفون مع الجمعيات والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني فهم يتجهون نحو الفردية ويغيب في أوساطهم الحس الجماعي، فلا تزال إلى اليوم الماضي والرموز تصنع الرأي العام في الجزائر في وقت أصبحت وسائل الإقناع لا تؤثر على الجزائريين.
ويظهر من خلال نتائج سبر الآراء أن الإهتمام بالمشاكل اليومية وهي الاجتماعية خاصة أثر بشكل كبير على عدم اهتمام الجزائريين بالسياسة، فإذا نظرنا في المطالب، نجد أن الأمن من بين أهم المطالب، فالجزائريون لا يزالون يبحثون عن الأمن والاستقرار .ومن بين أكبر الانشغالات أيضا التي قدمها الجزائريون نجد توفير السكن الذي يبقى من أهم التطلعات التي يأمل المواطن البسيط في تحقيقها، كما كانت المطالبة بتوفير العمل ومناصب الشغل من أكبر الانشغالات أيضا، حيث كان أصحاب الشهادات من أكبر الذين توقعوا مشاركة منخفضة في الإنتخابات.
وأظهرت المطالب التي تم استقاؤها من سبر الآراء، أن الجزائريين كثيرا ما سمعوا وعودا كبيرة، وهو ما أدى بنسبة كبيرة منهم إلى المطالبة بالوفاء بالوعود المقدمة على اعتبار الأولويات، وذلك من خلال رفع الأجور وإلغاء الحواجز البيروقراطية والإدارية لتسهيل عمليات الإدماج المهني والتشغيل والتوظيف، وتقليص مدة الخدمة العسكرية التي أصبحت تشكل عائقا كبيرا لدى العديد من الشباب المتحصل على شهادات باعتبارها أحد الشروط الأساسية في التوظيف والإدماج المهني.