إصابة 71 شخصا بالحمى المالطية بعد تناول حليب البقر
استقبلت مصلحة
الاستعجالات الطبية ببني صاف -مؤخرا- 71 شخصا من حي شاطئ البئر ببني صاف، التي تبعد بحوالي 28 كلم عن عاصمة الولاية عين تموشنت، حيث تشكل على الفور فريق طبي مختص من المستشفى للإشراف عليهم وإخراجهم من دوامة الخطر، حيث كان يعاني هؤلاء من آلام حادة في المعدة، وعلى مستوى العظام والظهر، وقد اعتقد الجميع أنها حالة تسمم جماعي في البداية، لكن تبين عكس ذلك، وبعد التحقيق الجواري تبين أن هؤلاء الأشخاص المصابين، قد تناولوا حليب البقر الذي إشتروه من إحدى المحلات الكائنة بالحي.
وقام الفريق الطبي بإجراء التحاليل المخبرية لقياس نسبة الأجسام المضادة في الدم ومزرعة البكتيريا في الدم بذات المستشفى حيث تبين إصابتهم بعصبة بروس وبميكروب الحمى المتمّوجة، التي تعتبر من مقدمات الحمى المالطية، لذلك سعى الفريق الطبي لإستنفار قواته من أجل العناية التامة بهؤلاء المرضى، وإخضاعهم لتحاليل معمقة، كما تشكلت على الفور لجنة للإشراف على التحقيق في القضية.
وتحديد أصل هذه المشكلة الناتجة عن تناول حليب البقر المنتزع بطريقة تقليدية، والذي يباع في بعض المحلات بحي شاطئ البئر ببني صاف، وتبين أن الممول بهذا الحليب، أحد مربي الأبقار من منطقة ولهاصة، بحيث تنقلت هذه اللجنة إليه، وهي متكونة من ممثلين عن الصحة، النظافة والسلطات المحلية، حيث تبين أنه يملك 5 بقرات حلوب، تم أخذ عينات منهم للفحص الطبي على مستوى المخبر الجهوي المختص بتلمسان، وبعد إجراء التحاليل تأكد أن هناك 4 بقرات مصابة بمكروب الحمى المالطية، والتي تظهر في عدة أنواع منها هذا النوع المعروف بمكروب الحمى المالطية أو ” البروسيلا ” المجهضة، والتي تتنقل عن طريق الأبقار، كما أن هناك البروسيلا الغنمية، و هي مرض معدي وخطير يجب عزل الحيوانات المصابة به، هذا النوع من الأمراض عبارة عن نوع من البكتيريا ” بوسيلا ”، التي تصيب الإنسان بعد تناوله لحليب غير مغلى، وهي تنتقل من الأبقار إلى الإنسان عن طريق تناول الحليب أو عن الطريق رفاث أو بول تلك الحيوانات المصابة، ثم إصابة الإنسان بها.
وحسب المختصين؛ فإنه بعد تناول حليب الحيوانات المصابة بهذا المرض يتعرض جسم الإنسان لهذا النوع من البكتيريا المسماة ” بروسيلا ”، التي تصيب الإنسان ويمكنها العيش داخل وخارج جسم الإنسان، ويمكن لهذا النوع أن يعيش لفترة طويلة من الوقت داخل الأنسجة المصابة والمجمدة، على الرغم من سهولة القضاء عليه بواسطة الغلي أو البسترة أو التعريض لأشعة الشمس وهذا النوع من الإصابة التي يحتمل أن هؤلاء 37 شخصا تعرضوا لها، ناتجة عن شرب الحليب الغير مغلى، مثلما هو حال أولئك المصابين، أو حتى نتيجة دخول البكتيريا المسببة للمرض عن طريق جرح أو تلوث غشاء الملتحمة بالعين، عند التعرض لإفرازات الحيوان المصاب، خصوصا عند ذبحه أو إجهاضه، أو عند استنشاق الرذاذ الملوث بالبكتيريا من أماكن الحيوانات المصابة، وقد تستمر فترة حضانة المرض لأكثر من أسبوع، وقد تؤدي الإصابة الخطير لهذا المرض والتهاون في العلاج لإعاقات حركية بعد إلتهاب المفاصل، العظام، الظهر، إلتهاب الجهاز البولي والتناسلي، مما قد يؤدي إلى العقم، إلتهاب صمامات القلب، ويؤدي لعدة إصابات أخرى خطيرة،
على العموم فقد أشارت مصادر إلى أنه بقي 7 حالة من هؤلاء تحت العناية الطبية الشديدة، بينما خرج الباقون من الخطر، أما المصالح المعنية، فتتخذ الإجراءات اللازمة ضد هاته الحيوانات المصابة، لأن هذا النوع من الإصابات يهدد حياة وصحة الأشخاص المصابين، ويكلف علاجهم الدولة أثمانا باهضة، حيث يتم حقن المصابين بقرابة 40 حقنة من نوع ”جنتال” بمعدل حقنتين في اليوم.