أدخلوا مصر غير أمنين
فيما كان ينتظر
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
من المسؤولين المصريين بعد الذي جرى من اعتداء وحشي، خلال الأيام الماضية، استهدفت في البداية حافلةالمنتخب الوطني، لدى وصوله إلى مطار القاهرة، وصولا إلى افتراس كل من يحمل الجنسية الجزائرية أمس وأول أمس، تقديمتوضيحات وتفسيرات لما جرى، باستثناء ما قاله وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، على لسان المتحدث باسم وزارةالخارجية في مصر، يوم الخميس الماضي عقب الاعتداء على لاعبي ”الخضر” من أن ”العلاقات المصرية الجزائرية أكبروأعمق بكثير من أن تهزها أو تنال منها منافسة رياضية من أي نوع”.
وجاءت هذه العبارات المقتبسة من قاموس لغة الخشب، في وقت كانت دماء حليش ولموشية ما تزال تسيل بغزارة في بلد يُقالعنه أنه مضياف، ويُدعى زائروه إلى ”دخوله آمنين”، وكأن أبو الغيط الذي أراد التمظهر في صورة العاقل الحكيم، رغب في أنيلقن المسؤولين الجزائريين فنون الدبلوماسية وأصولها.
الجزائر سلطة وشعبا، تعلم علم اليقين أن العلاقات مع مصر مثل أي دولة عربية وإسلامية أخرى من الدول الشقيقة، لا يمكن أنتهزها أحداث متعلقة بكرة القدم، لكن ما جرى لم يكن أبدا متعلقا بكرة القدم، ولا بأي لعبة رياضية أخرى، وإنما بسياسة انتهجهاالمسؤولون المصريون، وها قد بدأت نتائجها تظهر للعيان.
وإذا كان أبو الغيط يقول هذا الكلام بعد إصابة لموشية بجروح بليغة لا تقل خطورة عن إصابة زملائه حليش، صايفي وبلحاج،وبعد انتهاك حرمة وشرف جزائريات من طرف مصريين أقرب للكلاب أكثر مما هم بشر، فمتى ننتظر منه أو من غيره منالمسؤولين المصريين توضيحا لما جرى، على الأقل من باب تبرئة الذمة، أم أن ذلك لن يكون إلا إذا تمت إبادة كافة الجزائريينفي مصر؟!
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، الذي أراح وزيره عناء الخروج إلى كاميرات الصحافة وإلى الرأي العام، قاليوم الخميس الماضي أيضا أن أبو الغيط أكد لوزير خارجيتنا مراد مدلسي خلال لقائهما أمس على هامش اجتماعات لجنة متابعةالمبادرة العربية أن مصر ترحب بضيوفها من الأشقاء الجزائريين وأن الجانب المصري سيسهر على ”رعايتهم” خلال تواجدهمفي مصر… وكنا نكاد نصدق هذه التصريحات التي تذكر بزمن الستينات والسبعينات، عندما كان في مصر رجل اسمه جمال عبدالناصر يعرف ما معنى الجزائر وما قيمة كلمتها ومساندتها لمصر في أحلك الظروف، لولا ما جرى وحدث من كشف للمستوروتعرية لحقيقة النظام المصري.
وإن كان وزير الخارجية المصري أو سلطات بلده قد أبدت نوعا من عدم التهوين والاكتراث بما جرى من اعتداءات بالجملة علىالجزائريين وكرامتهم، فإن السؤال الذي نريد أن نطرحه في هذا السياق، هو هل كانت القاهرة ستسلك نفس السلوك لو أن الأمرتعلق برعايا أمريكيين، أو حتى إسرائيليين؟. الأكيد هو أن أعلى مسؤول في مصر كان سيخرج للكاميرات ويعلن عن اجراءاتاستثنائية تشمل معاقبة مسؤولين أمنيين ويكشف عن اعتقال المئات أو ربما الآلاف من المشتبه بهم، وربما حتى يعلن حالةالطوارئ!
وإن كان أبو الغيط قد كلّف نفسه عناء تخويل المتحدث باسمه قول بضع كلمات في ما جرى يوم الخميس، فإنه يكاد يكون قد قامبعمل ”جبار” قياسا بزملائه من المسؤولين المصريين، الذين التزموا الصمت منذ أشهر عندما كانت طبول الحرب تُقرع في كلشبر من مصر تحضيرا لاستقبال الجزائريين ”أحسن استقبال”، تحت شعار ”ادخلوا مصر مُروّعين”. وفي هذا السياق، ينبغي أننشير أنه ما كانت الأمور ستصل إلى ما هي عليه اليوم من تدخلات ومحاولات تهدئة على المستوى الدبلوماسي لو أن المسؤولونالسياسيون والأمنيون في مصر قاموا بعلهم كاملا، مثلما يقومون به عادة عندما يتعلق الأمر بضيوف قادمين من دول خليجية أوأوروبية وأمريكية.
وللتدليل على أن ما جرى من اعتداء على حافلة ولاعبي ”الخضر” كان بسبب تسيب وتماطل مقصود من جانب المسؤولينالمصريين، نُذكّر الأشقاء المصريين بما جرى خلال المباراة الأخيرة التي جمعت ”الخضر” بالمنتخب الرواندي، والتي أشرفعليها حكم من غينيا، وكيف أن هذا الأخير لم يُصب رفقة اللاعبين الروانديين بأي أذى، رغم ما أحدثوه في ملعب البليدة منفوضى على خلفية المسرحية المفضوحة التي قام بها الحكم ولاعبي المنتخب الخصم، وهي المسرحية التي أفاضت كأس غضبالجماهير الجزائرية…هنا نظن أن الرسالة قد وصلت.