إرهابيون.. يتنصلون من قناعاتهم ويدّعون تسليم أنفسهم للإستفادة من ظروف التخفيف
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
جندوا العشرات، شاركوا في عدة عمليات وتبرؤوا من كل شيء
تختفي كل مظاهر القناعة الجهادية التي يتغنى بها عناصر الجماعات الإرهابية المسلحة في مواقعهم على شبكة الأنترنيت، بعد إلقاء القبض عليهم ومحاكمتهم على الأفعال التي كانوا يعتبرونها عملا جهاديا، أين يسخّرون كل إمكاناتهم لإبعاد التهم، خاصة إذا تعلق الأمر بجرائم القتل، التي تم استثناؤها من قانون المصالحة الوطنية، فيتنصلون من التصريحات التي كانوا قد أدلوا بها خلال مراحل التحقيق والجرائم التي ارتكبوها في حق الجزائريين.
وتختلف مواقف العناصر المسلحة من فئة لأخرى، أثناء مثولهم أمام العدالة، إذ يتمسك أولائك الذين سلموا أنفسهم بمحض إرادتهم بكل التصريحات التي أدلوا بها أمام مصالح الأمن، ويقومون بسرد تفاصيل التحاقهم بمعاقل القاعدة، ذلك أنهم على ثقة من تخفيف عقوباتهم، نظير تعاملهم مع المصالح الأمنية للكشف عن مخابئ الإرهابيين وبعض عناصر الدعم التي تنشط لصالح الجماعات المسلحة.
جندوا الكثيرين وشاركوا في عملية تفجير قصر الحكومة..وتبرأوا من كل شيء
واعترفت بعض العناصر الإرهابية أثناء مثولها أمام المحاكمة بأدق التفاصيل منذ التحاقها وإلى غاية تطليقها العمل المسلح، أين أكدّ الإرهابي التائب المكنى “م.فصيلة“؛ أنه ساهم في التحاق العديد من العناصر الإرهابية، بعدما التحق بالجماعات المسلحة سنة 2006، أين التقى بالإرهابي عبد القهار بن حاج بمعاقل كتيبة الأرقم، مشيرا إلى أنه كان حاملا لبندقية صيد ومكث أزيد من 10 أشهر بجبال تيزي وزو وبومرداس.
وقد استفاد هذا الأخير من انقضاء الدعوى العمومية، بعدما سبق الحكم عليه أمام محكمة الجنح ببومرداس، بعقوبة ثلاث سنوات موقوفة النفاذ، كما روى الإرهابي التائب “م.خ” أنه مقتني سيارات “جاك“، التي استعملت في تفجير قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، إلى جانب سيارة المرسيدس التي وضعت أمام منزل المرحوم مدير الأمن الوطني السابق علي تونسي.
وكذا “م.ح” الذي التحق هو الآخر بمعاقل الإرهابيين سنة 2006 ومكث بها أزيد من 10 أشهر، ساهم في التحاق عدد من العناصر الجديدة، مستغلين مرحلة عدم الإستقرار الأمني التي شهدتها العاصمة خلال سنة 2007، أين عبثوا بعقول بعض الشباب خاصة التائبين منهم أو الذين تمت إفادتهم في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وذلك حين أوهمتهم العناصر المسلحة بأنهم يكونون أول المشكك فيهم والمستهدفين من قبل مصالح الأمن.
وأفادت محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة هاذين التائبين بالبراءة التامة، رغم اعترافهما بوقائع خطيرة هددت الأمن الوطني، خاصة القول بالمساهمة في التفجيرات التي هزت قصر الحكومة، إذ أنهما سردا هذه الوقائع بابتسامة عريضة كان الحضور يستبعد حكم البراءة، رغم تعاملهما مع أجهزة الأمن، إلا أن ذلك شفع لهما وتم الإفراج عنهما، حيث تجدر الإشارة إلى أنهما التحقا بمعاقل الجماعات المسلحة عن قناعة تامة، كما سلما نفسيهما عن قناعة أيضا.
سرد كل التفاصيل المتعلقة بـ 14 سنة قضاها في معاقل الإرهاب
وفي السياق ذاته؛ اعترف أحد المقربين من أمراء الجماعة السلفية للدعوة والقتال بكل التفاصيل عن رحلته، التي دامت 14 سنة في جبال الجزائر، قال أنه عايش فيها أغلب الأمراء الذين تعاقبوا على التنظيم الإرهابي المسلح، آخرهم حسان حطاب وعبد المالك دروكدال، كما اعترف بتنفيذه لعدة عمليات إلى جانب العناصر الإرهابية، قبل أن ينتهي إلى سرية الحراسة التي استحدثها حسان حطاب منذ سنة 1998.
ويفضل هؤلاء الإرهابيين الإعتراف بكل الوقائع التي قاموا بها خاصة بعد أن أدلوا بها أمام مصالح الضبطية القضائية، حتى لا يكون هناك تناقض في تصريحاتهم أمام هيئة المحكمة، مما سيحسب عليهم، رغم أنه مشهود لهم بتقديم العون للمصالح الأمنية عقب تسليم أنفسهم، حيث استفاد هذا الأخير من عقوبة 7 سنوات نافذة، كان قد قضى منها 5 سنوات بالإقامة الجبرية.
وفي الجهة المقابلة يصر آخرون ممن ألقي عليهم القبض في ساحة المعركة أو عن طريق تصريحات بعض المتهمين، على إنكار كل الوقائع أمام هيئة المحكمة، وذلك رغم المعلومات الدقيقة والمنسجمة التي أدلوا بها أمام مصالح الضبطية القضائية، فضلا عن أولائك الذين يتهربون من فرضية القبض عليهم ويحاولون تسويق فكرة أنهم سلموا أنفسهم أو لم يلتحقوا بمعاقل الإرهاب أصلا.
رافق مفجر مقر الأمن بباب الزوار وسرد كل التفاصيل ثم تراجع عنها
ونفى المتهم “س.ع” في هذا المقام كل الأفعال التي نسبت له في قرار غرفة الإتهام ومحاضر التحقيق، من عمله لصالح الجماعات المسلحة ودوره الفعّال في تفجير قصر الحكومة ومقر الأمن الحضري بباب الزوار، أين تظاهر بعدم معرفته لكل أطوار الحادثة التي سرد رفاقه أنه العنصر الأساسي فيها، من خلال تقديمه للخطة المحكمة وكذا مرافقته للسيارة التي فجرت مقر الأمن بباب الزوار حتى حي 5 جويلية، في وقت أثبتت التحريات تصويره لعملية تفجير قصر الحكومة وتعرضه لحادث مرور خلال العملية أمام مسجد الورتلاني بتيليملي.
ألقي عليه القبض في اشتباك مسلّح ويدعي تسليم نفسه
وفي ذات السياق تمسك الإرهابي أبو خيثامة بفرضية براءته من كل ما نسب إليه، رغم إلقاء القبض عليه حاملا للسلاح بمدينة بوفاريك، ومجابهته لأعوان الأمن الذين حاولوا إيقافه، أين قتل مرافقه برصاص الشرطة واستسلم هو بعد تطويق المكان، ليعود فيما بعد إلى القول بأنه لم يحمل السلاح منذ التحاقه بالجماعات المسلحة، وإنما كان يعمل ممرضا بإحدى العيادات الخاصة بالجماعة الإسلامية المسلحة.
وأنكر هذا الأخير مجابهته لقوات الأمن حين إلقاء القبض عليه، متمسكا بمقولة أنّه سلّم نفسه، كما نفى نفيا قاطعا مشاركته في أي عمل إرهابي، رغم الضحايا الذين حضروا الجلسة واعترفوا بمشاركته في العمليات الإجرامية التي نفذها، خاصة مجزرة حمر العين التي راح ضحيتها مئات الضحايا، وتمت إدانة هذا الأخير بعقوبة الإعدام.