تنكر أهل زوجي لي جعلني أعيش بينهم غريبة

تحية طيبة وسلام حار أبعث به إلى جريدة النهار، وأخص بالذكر السيدة نور أما بعد:

أنا سعاد من المدية، أرجو أن أجد لديك حلاً  لمشكلتي، تزوجت منذ أربع سنوات، أنجبت خلالها طفلا،  المهم في الأمر، أنني ارتبطت  به من غير رضا أهله، لأنهم كانوا يريدون تزويجه من إحدى قريباته، فصار الذنب ذنبي في كل ذلك. كنت أظن أنهم سوف يتغيرون من جهتي، عندما أنجب طفلا، لكن ذلك لم يحدث، وظل الكل ينظر إلي نظرة الحقد والكره واللوم، الكل يهملني وكأنني غير موجودة بينهم.

المؤلم حقا، أن زوجي صار مثلهم، على الرغم من أنني زوجة مثالية، حاولت أن أفعل كل شيء لأرضيهم، لكن بلا فائدة،  تفاقمت المشاكل  وتعمقت الخلافات، بيني وبين زوجي، لدرجة أننا وصلنا إلى طريق مسدود،  تحملت وصبرت، ورضيت بالعيش في بيت أهله، لعدم إمكانية توفير مسكن مستقل،  فكرت في الطلاق، بعد أن ساءت حالتي النفسية، أنا لم أطلب غير زوج يحبني ويحترمني، ويقدم لي كل حقوقي الزوجية، ويجعل أسرته تعترف بي، فأنا لم أحصد من هذا الزواج سوى المرارة والتعاسة والهم. أنا في   حيرة من أمري و لا أعرف كيف أتصرف.

سعاد/ المدية

الـــــــرد:

واضح يا عزيزتي أن علاقتك بزوجك تفتقر إلى الكثير من عناصر النجاح والاستمرار، التي يجب ان تسود العلاقة الزوجية، كالاحترام والمودة والرحمة، وحتى تعيشي حياة زوجية هانئة ومستقرة، يجب أن يكون هناك رضا وتفاهم وتقارب بين الطرفين، اللذين يقيمان هذه العلاقة الزوجية.

كما فهمت من رسالتك انك تشعرين، بأن زوجك لا يحبك،  وإنما يعتبرك عبئا عليه،  كما أن أهله لا يتقبلونك ولا يرغبون في التواصل معك، أو دمجك في عائلتهم، على الرغم من كل هذا، أنت تبذلين كل ما في وسعك لغرض وجودك كزوجة وكأم،  لكنك لا تجدين أي تجاوب لا من زوجك ولا من عائلته،  ثم تجلسين عاجزة وتحلمين وتتمنين أن يحبك زوجك، ويفرض على أهله احترامك.

ليس هكذا تحل الأمور،  بل حاولي أن تصلي معه إلى اتفاق يرضيكما، أنتما الاثنان، ولا يبخس أي أحد منكما حقوقه، راعي أن يكون الحوار بينكما يتسم بالهدوء والمنطق، وتجنبي أسلوب اللوم والتجريح، من حقك أن تدافعي عن حقوقك بكل حزم وبكل منطق، فإن وجدت جهودك صدى لدى زوجك وتجاوب معك، وتفاهمتما على إيجاد حل وسط بينكما، كان ذلك خيرا لكما،أما أن رفض الاستماع لك وتجاهلك، ولم يبد أي رغبة، في إيجاد حل لمشكلتكما معا، فاستعيني بأحد العقلاء من عائلتك أو من عائلته، ليتحدث معه من أجل الإصلاح بينكما، وإن فشلت كل المحاولات، فاسألي نفسك، ما جدوى بقاءك مع رجل لايكن لك أي حب وأي احترام؟

وإلى متى أنت مستعدة للتحمل والصبر، فكري جيدا وادرسي الأمر، ثم خذي القرار الذي هو في مصلحتك، فأنت أدرى بظروفك وبأحوالك، المهم أن يكون قرارك بعد دراسة وتأن، فيه ما يريحك ولا يجعلك تعانين أو تندمين.

ردت نـــــور