الجزائريون يتصدّون للشائعات ويقاطعون الثورة المزعومة
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-fareast-font-family:”Times New Roman”;
mso-fareast-theme-font:minor-fareast;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;
mso-bidi-font-family:Arial;
mso-bidi-theme-font:minor-bidi;}
وجّه الجزائريون نهار أمس، ضربة موجعة لكل من أراد زعزعة أمن واستقرار البلاد، بمقاطعة الحملة المغرضة والإشاعات التي نادت بالخروج إلى الشارع والمطالبة بالتغيير، استجابة لمصالح أسيادهم من الدول الخارجية، حيث تناست كل شرائح المجتمع خلافاتها الراهنة مع مختلف القطاعات الوزارية، ووقفوا يدا واحدة ضد من يريد إعادة الجزائر إلى دوامة الفتن والصراعات الأهلية، بعد خروجها من دائرة الإرهاب وإعادة الأمن والإستقرار الذي افتقده المواطن الجزائري طيلة عشرية كاملة.
وضرب الجزائريون أمس مثالا راقيا عن درجة الوعي الذي بلغته مختلف شرائحه من خلال الأحاديث المتفرقة التي استقتها ”النهار”، خلال زيارتها للساحات العامة على مستوى مدن العاصمة؛ على غرار ساحة الشهداء، أول ماي، باب الوادي وغيرها من المناطق التي كان يعتبرها البعض معقل انطلاق هذه الحملة، خاصة تلك التي شهدت احتجاجات حول قوائم السكن والترحيل وغيرها.
سكان ”الكاريار” يتصدّون للشائعات ويرددون ”نحن لسنا ضد الجزائر”
وكانت البداية من بلدية وادي قريش التي عرفت قبل يومين فوضى عارمة من قبل سكانها الذين طالبوا بسكنات لائقة، أين خرج بعض الشباب والكهول مبكرا إلى الشارع، تعبيرا عن رفضهم لهذه الإشاعات، التي وصفوها بـ”التخلاط” ومحاولة زعزعة اسقرار الجزائر، أين أخذوا يلصقون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الجدران والعمارات، رافضين تحوير مطالبهم واستغلالها لتحقيق أغراض سياسية. وقال في هذا الشأن شاب كان يحمل صور الرئيس، أن سكان وادي قريش ليسوا ضد الجزائر ومصالح الدولة الجزائرية، وأن من يظن أن من خرج بالأمس مطالبا بترحيله إلى سكنات لائقة يمكن أن يستجيب لهذه الدعوات المغرضة فهو مخطئ، لأن العام والخاص صار يعرف من يقف وراء هذه الحملات، مشيرا إلى أنها نفسها تلك التي عصفت بالتونسيين والليبيين وغيرهم من العرب، على غرار مصر واليمن وسوريا.
وأشار آخر إلى أن الجزائر مرت بهذه التجربة من قبل، ولا يمكن أن يقع شعبها في هذه المصيدة من جديد، فقد يصبر الإنسان على أزمة السكن والماء وغلاء المعيشة، على أمل أن تتحسن الظروف ويظفر بكل ذلك، لكن في حال استجاب الشعب لهذه الأصوات، فإنه لن يحقق شيئا سوى إضافة الخوف والرعب والقتل إلى قائمة الأزمات الأخرى التي نعيشها اليوم ونحن ننتظر ظروفا أحسن.
الجزائريون مطالبهم اجتماعية وخروجهم إلى الشارع لا يحدّده غيرهم
ومن جهتهم سكان باب الوادي عبروا عن بعض مطالبهم الإجتماعية التي رفضوا الحديث عنها في إطار يوم 17 سبتمبر، الذي حاول بعض ”الخلاطين” جعله يوما للتغيير احتفالا بمجازر أسيادهم آل صهيون، حيث أكدوا أن الجزائر في حاجة إلى بعض الإصلاحات التي تصب في خدمة المواطن على وجه الخصوص، على غرار تحسين القدرة الشرائية وتحسين ظروف السكن بالقضاء على البيوت القصديرية والسكنات الهشّة. كما ذهب آخر إلى القول أن الجزائر عاشت قبل 20 سنة من اليوم، كل ما تعيشه الدول العربية حاليا، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الدخول في متاهات أخرى هي في غنى عنها، مشيرا إلى أنه هناك بعض المظاهر التي ينبغي القضاء عليها والتي لا تزال الإدارة الجزائرية تعيشها، باعتبارها السبب الرئيسي الذي يقف وراء كل الإحتجاجات التي تعيشها المدن الجزائرية، على غرار البيروقراطية والرشوة، ما يؤدي إلى ضياع حقوق المواطن البسيط.
وأشار أحد المارة إلى أن الجزائريين لم يكونوا ولن يصبحوا أداة في يد عملاء الغرب والإسرائيليين يحركونهم حسب أهوائهم، ذلك أنهم أثبتوا وعيهم بكل ما يحيط بهم ولا يمكن أن يخرجوا في هذا اليوم، حتى لا يحسبوا على من يريد زرع الفتنة في أوساط الشعب الجزائري، وهذا لا يعني أنهم لن يخرجوا للمطالبة بحقوقهم الإجتماعية التي اعتادوا الخروج إلى الشارع من أجلها ومن أجل إيصال رسالتهم للمسؤولين، لكنهم أبدا لن يختاروا هذا اليوم، تماما كما حدث مع مسيرة التغيير ”السبتية”، حيث راحت كل شريحة من شرائح المجتمع تختار لنفسها يوما تحتج فيه غير يوم السبت.
لن نساير الخلاطين لكننا نريد زوال بيروقراطية الإدارات
وعرفت ساحة أول ماي هي الأخرى حركة سير عادية لم تخضع لأي تعزيزات أمنية، تحسبا لأي انفلات، عكس ما كانت تشهده أثناء خروج جماعة علي يحيى عبد النور قبل ثلاثة أشهر، إذ أظهر سكان الحي نوعا من اللامبالاة، بما تم ترويجه عبر موقع التواصل الإجتماعي ”فيسبوك”، كما لم يلق الحدث الصدى الذي كان منتظرا على الأقل تداوله على ألسنة الشباب، حيث كان كل شخص منصرف إلى أموره وشؤونه الخاصة. وقال صاحب سيارة أجرة ”كلونديستان”، اقتربت منه ”النهار” بساحة أول ماي، أنه لا يعلم بأمر هذه الثورة المزعومة، مستطردا في سرد الظروف الإجتماعية المزرية التي يتخبط فيها الجزائريون من أزمة السكن وغلاء المعيشة وغيرها، والتي لا ينبغي أن يرقى التعبير والمطالبة بتحسينها إلى ضرب استقرار البلاد والدخول في متاهات لا يعرف كيف الخروج منها، مشيرا إلى أنه ينبغي على المسؤولين تدارك الوضع والعمل على خدمة المواطن بتحرير الإدارة أولا من رائحة البيروقراطية التي لا تزال تنطلق منها، والتي تقف وراء كل ما تعيشه الجزائر من انزلاقات وشائعات. وأضاف أنّ المواطن الجزائري لا يخرج للشارع فقط، لأنه لم يتحصل على مسكن أو على منصب شغل، ولكنه يخرج بعد أن يدرك أن حقوقه هضمت وأن شخصا أيسر منه حالا، تحصل على سكن وآخر ظفر بمنصب شغل فقط لأنّ عمه فلانا، وإلا فالكل يعلم أنّ 1000 مترشح لا يمكنهم الحصول جميعا ودفعة واحدة على 300 مسكن.