سيفوتني النصيب لأنني كثيرا ما أدقق في أخلاق كل خطيب

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته، أما بعد:
سيدتي نور، أنا من القراء الأوفياء لهذه الصفحة في الأربعين من العمر. تقدم لي كثيرون لكني كنت أدقق في أخلاق الخاطب وطباعه وماضيه وظروفه، وكنت إذا وجدت ما يثير مخاوفي رفضت الخطوبة، هذا ما جعلني أبلغ هذا السن دون زواج.
ما يجعلني أفعل ذلك أن بعض صديقاتي تزوجن وفشلن.
الجديد في حياتي أن زميلا لي في العمل أُعجب بي، كان يعلم عني الكثير، ثم صارحني أنه يفكر فيّ كزوجة، طلبت منه أن نمنح لأنفسنا فرصة لاكتشاف بعضنا، خاصة أنني اعترفت له وصارحته بأنني لم أفكر به إلا كزميل، ولم أكن أفكر به كزوج، والأمر إذن يتطلب التفكير والتريث ما إذا كانت الزمالة يمكن أن تتحول إلى شراكة زوجية.
لا أنكر أنني أحترمه كثيرا، لأنه مهذب في التعامل مع الجميع، المشكلة حينما صارحني بأن والدته مريضة في هذه الآونة وعلينا الانتظار بعض الوقت حتى تتحسن أحوالها الصحية. شعرت أنها مقدمة لرغبته في الانسحاب، فما رأيك سيدتي الفاضلة وأنت صاحبة الخبرة؟
الـرد :
المشكلة الأساسية يا عزيزتي بداخلك، حيث أصبحت شديدة الحساسية في مسألة الارتباط بالآخر، نتيجة ترسبات وتراكمات سلبية في أعماقك مع مخاوف تجاه هذه المسألة.
غيّري أولا نظرتك، بمعنى أن تتحول نظرتك السلبية إلى نظرة إيجابية، حتى تتغير فكرتك المتشددة عن الرجل، ولكن هذا لا يمنع أبدا من دراسة أخلاق من يتقدم لخطبتك، ومحاولة معرفة طباعه وظروفه، وهذا أمر مطلوب وحق .
ما تحتاجينه حاليا هو الحوار الصريح حول توقعات كل منكما من الآخر بعد الزواج. احترمي صدقه بخصوص مرض والدته، ولا تعتبري هذه الصارحة مشكلة بل اعتبريها دعوة لكي تشاركيه في تبديد تلك المخاوف. واعلمي أن الرجل الذي يراعي ظروف أمه يراعي مشاعر زوجته بعد الزواج. اعلمي أن مخاوفك توازي مخاوفه، اعترفي له بذلك حتى يفصح كل منكما للآخر بالتعبير عما بداخله، وبالتالي تزول المخاوف وتتضح الصورة أكثر، لكن المهم أن كلا منكما توسم في الآخر صفات الشريك الذي يريد، وعليكما معاً أن تجعلا من هذا الاختيار مشروعاً ناجحا، لأن الحياة الزوجية الناجحة أساسها الاختيار السليم أولا.
ردت نـور