هكذا قالها الجزائريون ميسي والبارصا بالكلاش وما تحبّسهومش
توقفت الحركة ليلة أول أمس ابتداء من الساعة العاشرة في مختلف شوارع الجزائر، معيدةً إلى الأذهان أجواء مباريات “الخضر” في ملحمة أم درمان وموقعة القاهرة ونهائيات كأسي أمم إفريقيا والعالم، لكن هذه المرة كانت بألوان البارصا والريال أين انقسم الشارع الرياضي الجزائري بين مناصر للفريق الكاتالوني وآخر لفريق العاصمة مدريد، خاصة وأن أنصار هذا الأخير كانت أمالهم جد كبيرة هذا الموسم لوضع حد لسيطرة البارصا في السنوات الأخيرة، خاصة مع النتائج المميزة التي سجلها الريال وتربّعه على عرش الريادة إلى حد الآن، وجسّت “النهار” نبض محبي الفريقين خلال المباراة في مختلف ربوع الوطن، وإن اختلفت الأمكان والولايات فإن الأجواء كانت شبيهةً، طبعت عليها الحسرة من جانب المعسكر الملكي، والفرح والإحساس بالتفوق لدى محبي الكتالان، إلى جانب المشاجرات وحتى الرهانات، دون أن نغفل تحول الجزائريين إلى مورينيو وغوارديولا.. كلها أجواء سادت مباراة الكلاسيكو التي حبست الأنفاس طيلة تسعين دقيقة.
ففي العاصمة كانت الأجواء في الكاليتوس، بئر توتة، شوفالي والدار البيضاء مشابهة، فكانت المقاهي مكتظة عن آخرها بمن لا يملكون بطاقات الإشتراك أو “الديكودور” الذي اشتغل بصفة عادية هذه المرة ولم ينقطع، حيث لم تخل الأجواء من المشاحنات بين الأصدقاء الأعداء، وإن تطورت فإنها لم تتجاوز شجار الأحباء المنقسمين بين البارصا والريال، إلى جانب المراهنة و”القمار” بين متكهّن بفوز البارصا وخسارتها حتى على الشواء، لكن الطرفين التقيا في نقطة واحد واتفقا على شيء واحد، وهو أن ميسي “بالكلاش ما تحبسوش” كما قال أحد محبي الريال.
وبعد البداية السريعة التي كانت للريال وتمكنه من افتتاح مجال التهديف بعد ثوان قليلة من صافرة الحكم، عن طريق المهاجم كريم بن زيمة، راح أنصار “الميرينغي” يستفزون نظراءهم من أنصار البارصا ويطلقون العنان لأفراحهم، متنبئين بنتيجة ثقيلة ستصل إلى خمسة أهداف كاملة، إلا أن دوام الحال من المحال، بعد انتفاض رفقاء ميسي وتحويل تأخرهم إلى تعادل ومن بعد ذلك إلى تفوق بالأداء والنتيجة، جعلت الأجواء تنقلب بين المعسكرين وأصبحت الإنتقادات توجه إلى مدرب الريال مورينيو بسبب إصراره على بقاء كريستيانو رونالدو على الرغم من أنه كان ظلا لنفسه في هذا الكلاسيكو، مع الإشارة إلى أن المقاهي لم تغلق أبوابها إلى غاية منتصف الليل.
في المقابل من ذلك، كان لأنصار المولودية الذين كانوا متواجدين أول أمس بملعب عمر حمادي ببولوغين رأي آخر، بتأليفهم أغنية خاصة تؤكد على أن تعلقهم الوحيد هو بالعميد وأنهم لا يعترفون إلا بفريقهم ولا وجود في قاموسهم لمصطلح البارصا أو الريال، وأن ولاءهم الوحيد هو للمولودية على الرغم من أن هذا الرأي لا يخص جميع الجماهير الجزائرية.
عجوز تنقل إلى المستشفى بحي بوذراع في قسنطينة بسبب “الكلاسيكو”!
وصل تعلق الجزائريين بالناديين الإسبانيين الريال والبارصا حدا جنونيا فاق التعصب، وجاءت مباراة سهرة أول أمس لتكون مناسبة من ذهب لتأكيد كل طرف أنه الأقوى، فقبل اللقاء اشتعلت الرهانات وسط الجميع، وفي الوقت الذي غادر لاعبو الفريقين في إسبانيا بشكل عادي نحو بيوتهم وكذلك المناصرون في أجواء حضارية، كانت الأمور مختلفة في الجزائر، ففي قسنطينة حصلت استفزازات في إحدى مقاهي المدينة الجديدة علي منجلي وكادت الأمور تتطور إلى ما لا يحمد عقباه، ومن حسن الحظ أن صاحب المقهى أسدل الستار وأطفأ التلفاز وإلا لكانت الأمور قد أخذت منحا آخر، كما سجلنا في حي بوذراع صالح “لاسيتي” إصابة سيدة تجاوزت العقد السابع في الشوط الأول من المباراة تم نقلها إلى المستشفى بعد أن ارتفع ضغط دمها، وسارع أبناؤها إلى أقرب مستشفى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، رغم أنهم كانوا السبب في ذلك، فهم 9 أشقاء كلهم ذكور، أغلبهم يناصرون البارصا، وبعد أن افتتح بن زيمة باب التهديف بدأ الصراخ حسب شهادة الجيران أين عبر مناصرو “المرينغي” عن سعادتهم بالهدف ليرد عليهم البقية طالبين منهم الهدوء، وهنا زاد التوتر وبعد هدف التعادل الكتلاني انفجر بقية الأخوة وكأنهم يردون عليهم، في وقت كانت والدتهم نائمة في غرفة مجاورة فاسيقظت على وقع رعب حقيقي وهي التي تعاني من ارتفاع في ضغط الدم وكذلك مرض السكري، ليركض بها أولادها نحو المستشفى ومن حسن الحظ أنها نجت وعادت إلى البيت سليمة، علما أن أبناءها لم يكملوا متابعة اللقاء بما أنه كاد أن يقتل والدتهم التي غادرت المستشفى في ساعة متأخرة وهي تقسم بأن لن يشاهدوا مباراة في بيتها بعد اليوم.
كورتاج من 20 سيارة يدوي أجواء سطيف منتصف الليل
عرفت طرق مدينة سطيف بعد نهاية مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة أجواء خاصة صنعها أنصار الفريق الكاتالوني الذين شكلوا كورتاج طويل من السيارات معلقة عليها ألوان برشلونة ويطلقون أهازيج تتغني بالبارشا والتي امتزجت بأصوات منبهات السيارات لتخرق صمت المدينة في ساعات متأخرة من الليل وعكس كلاسيكو السنة الفارطة حيث اعترضت مجموعة من أنصار الريال كورتاج أنصار البارشا وحدثت مناوشات بالخناجر عرفت احتفالات أنصار برشلونة أمس غيابا كليا لأنصار الريال الذين التزموا بيوتهم مباشرة بعد صافرة نهاية الحكم .
أنصار البارصا”حاصروا أنصار الريال في حي البيرقاي
ويبقي الحي الشعبي “بيرقاي” من أكثر الأحياء في سطيف مشاحنة بين مناصري الفريقين حيث اكتظت المقاهي بمناصري الفريقين الذين تابعوا المباراة علي الأعصاب وسط نقاشات مشحونة في كل فرصة من جانب او جانب آخر وقد جاء الهدف الثالث الذي انهي المباراة ليكون سببا في بداية مغادرة أنصار المرينغي المقاهي ليجد هؤلاء صعوبة في الخروج بعد أن حوصروا من قبل أنصار البارشا لتعرف نهاية المباراة مناوشات واشتباكات في خضم الليل تعالت فيها الأصوات إلي درجة خروج أعداد من الآباء وكبار السن لفك هذه النقاشات.
مناصر مغترب خسر 500 يورو و”المناصر المتعصب للبارصا ربح 5 ملايين
وقد جاء فوز برشلونة بردا وسلاما علي الأنصار السطايفية لبرشلونة فيما جاء بمثابة النكسة والكارثة علي نظراءهم من الريال حتي من الجانب المادي بعد أن جاء الهدف الثالث ليجعل مناصر سطايفي من حي البيرقاي حضر إلي سطيف قادما من سانت ايتيان الفرنسية من اجل حضور الكلاسيكو والدخول في مراهنة مع احد أنصار البارشا حيث تم تحديد مبلغ 500 يورو ما يعادل أكثر من 5 ملايين سنتم ذهبت أدراج الرياح مباشرة بعد الهدف الثالث ليعود خائبا بعد نهاية المباراة ، في نفس السياق التقينا بمناصر متعصب معروف في نفس الحي المدعو “زموري ” من شدة الفرحة ليس بسبب فوز فريقه المفضل بل لأنه كسب 5 ملايين في مراهنة جمعته مع احد مناصري الريال .
حالة إغماءات في طانجة والبعض قاطع الخروج من البيت
كما كشف لنا شهود عيان في الحي الشعبي طانجة انه وقف علي حالت إغماءات ل3 مناصرين لريال مدريد مباشرة بعد نهاية المباراة بعد أن لم يتحملوا الخسارة أمام استفزازات أنصار البارشا واضطر الي تدخل الحاضرين من أصحاب الاختصاص ، فيما عرفت بعض شوارعومقاهي المدينة غيابا كليا لأنصار الريال الذين التزموا بيوتهم وتجنب الإحراج واستفزازات الكاتالونيين .