فوضى نفسي أباحت لنزواتي التطاول على حرمات الله
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin:0cm;
mso-para-margin-bottom:.0001pt;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:10.0pt;
font-family:”Times New Roman”;
mso-ansi-language:#0400;
mso-fareast-language:#0400;
mso-bidi-language:#0400;}
سيدتي نور، بأي لغة سأخاطبك وهل يا ترى سأستطيع أن أقف أمام كل القرّاء لأعترف بذنب عظيم لم أقترفه لكن مجرد التفكير فيه يعتبر في حد ذاته همزة من همزات الشيطان، كيف لا وقد استسلمت لفوضى نفسي التي حادت عن جادة الصواب.لقد كنت أرتاد على بيت شقيقي الذي سافر في مهمة عمل، وذلك بطلب منه لكي أرعى شؤون زوجته وأبنائه، لقد اختارني دون إخوتي لأنني الأكثر استقامة ورزانة والكل يضرب المثل بشرفي وأخلاقي، لقد صنت الأمانة وأديت ما عليّ على أكمل وجه، غير أنني لم أستطع الاستمرار على هذا النحو، بعدما بدأت ابنة شقيقي تظهر أمامي بملابس مثيرة تُظهر المفاتن، علما أنها في السادسة عشر من العمر، لقد كانت تفعل ذلك بكل عفوية على أساس أنني عمّها، لكن هذا العم لم يكن بوسعه أن يقر هذا الاعتبار، لقد كنت أتمزق من شدة رغبتي في البقاء هناك لأطول مدة ممكنة، لا لسبب سوى لأملأ عيني الفارغة التي لم أفكر أبدا أنها في يوم من الأيام ستمتلئ بالتراب وستكون شاهدا عليّ، لقد كانت تغدو بحركات متناسقة تجعل أي رجل مهما كان صلابته يشتهى ذلك المنظر، لا أخفي عنك سيدتي أنني أكثر من مرة قهرت نفسي حتى لا أنال منها.كانت زوجة أخي تطالبني بالمبيت، فكنت أتحجّج بكذا حجة حتى لا أترك الفرصة لنفسي، فلو حدث وقضيت ليلة هناك لا محالة ستحدث كارثة أخلاقية لا مفر منها.سيدتي نور، أعلمك أنني مواظب على صلاتي ولم تضعف نفسي أبدا أمام بهارج الدنيا ومتاعها، إلا هذه المرة، فكيف أتصرّف وهل سيغفر الله ذنبي وأنا الذي كدت أنتهك حرماته.
فوزي/ الشرق
الرد :
يؤسفني كثيرا أن أتلقى مشكلة من هذا النوع، مشكلة تتقزز منها الأنفس، وتحترق لها القلوب، يؤلمني كثيرا أن نصطدم في مجتمع إسلامي يقوم بالشعائر الدينية بمشكلة خطيرة كهذه . يجب أن تختلي بنفسك وتحاسبها حسابا عسيرا، عساك تعود إلى رشدك وتخلص نفسك من هذه الأفكار الشيطانية، التي ستقودك نحو الضلال والرذيلة، وفي هذا المقام لا أريد أن أذكرك بالعقاب الإلهي الخاص بهذا الفعل، ولا أحب أن أذكرك بالرفض الاجتماعي الموجّه للقائمين بهذه الأفعال الشاذة، لأني أعلم علم اليقين أنك تعرف كل هذا، ولكني تعمدت أن أفتح أمامك هذا الباب حتى تتمكن من مراجعة نفسك بمراعاة هذه الحقائق .
إن مجرد تفكيرك في القيام بهذا الأمر الحرام ، دليل على أنك ضعيف الإيمان، لذا لابد أن تعيد تنظيم علاقتك مع الله، وتحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تجدد إيمانك عن طريق اتباع هذه الخطوات : أن تتوب توبة نصوحا على ذرة تفكير دفعتك إلى القيام بفعل بهذا الحجم من الحرام، خاصة مع ابنة شقيقك وتندم وتبكي على ما بدر منك ، ثم الدعاء المتواصل لله عز وجل أن يغفر لك أخطاءك، ويقبل توبتك خاصة في أوقات الاستجابة . الإكثار من الصلاة التي تقوم على فعل الروح قبل الجسد، وعن هذه النقطة لا تقل لي إنك تصلي، أنا لا أنكر عليك ذلك ولكن صلاتك ينقصها الخشوع والخشية من الله. والصلاة الحقة هي تلك التي تنهى عن الفحشاء والمنكر، فالمصلي هو في واقع الأمر، ذاك الإنسان الذي لا يقوى على ارتكاب المعاصي والكبائر، لأنه يعلم أن صلاته التي تتجدّد في كل يوم خمس مرات، تمنعه من ذلك . إذا حاول أن تصلي بروحك وعقلك وجسدك، وسترى بأن الله سيرفع عنك هذا البلاء . عليك أن تتجنب فكرة الذهاب إلى بيت شقيقك حتى تحصن نفسك إيمانيا وتصبح واثقا من نفسك، بأنك قادر على مواجهة أي كانت دون الشعور بذرة ضعف . من جهة أخرى، أدعوك إلى التفكير بجدّية في إيجاد شريكة لحياتك، فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي تساعدك على تنظيم فوضى نزواتك وشهواتك.وأتمنى في الأخير أن تكون مشكلتك عبرة للفتيات اللواتي تجرّدن نهائيا من الحياء والحشمة والسترة، وتمادين في ارتداء ملابس غير لائقة أمام الرجال مهما كانت صلة القرابة التي تربطهم .
ردت نور