هجرني أبنائي وأسكنوني قبرا وأنا على قيد الحياة
/* Style Definitions */
table.MsoNormalTable
{mso-style-name:”Tableau Normal”;
mso-tstyle-rowband-size:0;
mso-tstyle-colband-size:0;
mso-style-noshow:yes;
mso-style-priority:99;
mso-style-qformat:yes;
mso-style-parent:””;
mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt;
mso-para-margin-top:0cm;
mso-para-margin-right:0cm;
mso-para-margin-bottom:10.0pt;
mso-para-margin-left:0cm;
line-height:115%;
mso-pagination:widow-orphan;
font-size:11.0pt;
font-family:”Calibri”,”sans-serif”;
mso-ascii-font-family:Calibri;
mso-ascii-theme-font:minor-latin;
mso-hansi-font-family:Calibri;
mso-hansi-theme-font:minor-latin;}
سيدتي، أعلم أنك ستعاتبينني على طرح مشكلتي هذا في هذا اليوم الذي يصادف احتفالات المرأة بعيدها العالمي، إلا أن جرحي الذي يأبى أن يندمل هو ما دفعني لأن أحملك مسؤولية نشر استغاثتي حتى تكون عبرة لبنات وأبناء اليوم، فأنا أم ثكلى والله على ما أقوله شهيد.سيدتي، أنا أرملة وأم لأربعة شباب كانوا بالأمس أطفالا، فوهبتهم كل عمري وحياتي وتفانيت في تضحياتي لأجلهم إلى أن اشتد عودهم وشقوا طريقهم نحو النجاح.مشكلتي سيدتي، أنه وبعد نجاح أبنائي واستقلالهم بحياتهم الخاصة أصبحوا ينفرون مني، بل وباتت زياراتهم لي تتضاءل إلى أن انقطعت كلية.لست أفهم سبب انصرافهم عني ولا سبب جفائهم، رغم كل ما قمت به من تضحيات من أجلهم، أفنيت زهرة شبابي واحترقت كالشمعة فقط حتى أرشدهم صواب دربهم، وها أنا اليوم أعاني الوحدة والأسى بسبب هجرهم ولا مبالاتهم.لقد صار بيتي بعد أن كان عامرا شبه قبر بسبب هجر أبنائي لي، وقد بت أنبذ كل زاوية فيه لأنها تذكرني بالآلام والمآسي، مأساة أم أنجبت من أحشائها من أصبح اليوم يتنكر لها.أكثر ما يؤلمني أنني لم أجنِ نظير تضحياتي شيئا، كما أن بقائي لوحدي جعل من الوسواس والهواجس مؤنساتي، فهل يجوز أن تجازى من وضعت الجنة تحت أقدامها بهذا الجزاء؟ أفكر مليا في اليوم الذي سأفارق فيه الحياة فلا أجد من يبكيني، كما أن طيف زوجي المرحوم الذي ظن أنه فارق الحياة مرتاحا لأن تركني مع أبنائنا لا يفارقني وهذا ما زاد من حزني…أختي نور، اسمحي لي أن أحمّلك مسؤولية نشر رسالتي عبر صفحات جريدتنا الغراء، كما أحمّّلك مسؤولية توعية شباب اليوم بأهمية تبجيل الأم وطاعتها وما ينتج عن إذلالها وإهانتها، وأملي في وقع كلماتك الإيجابي على شبابنا لكبير.
الأم الجريحة- العاصمة.
الرد:
استهدِ بالله سيدتي وهوّني عليك، أفهم ما أنت فيه من هم، إلا أنني أنصحك عوض الغضب أن تدعي لأبنائك بالهداية لأنهم في الأول والأخير فلذات كبدك ولن يهونوا عليك مهما حصل.عجبا لأبناء اليوم يتنصلون من أصلهم وهم لا يعلمون أنهم هم أيضا معرضون لنفس المصير، فحسبنا المثل القائل أنه “كما تدين تدان“، فلا يغرن أحداً شبابه وقوته ولا يحسب من له مال وقوة أنه سيعيش أبد الدهر على نفس الحال، فدوام الحال من المحال.الدنيا لا تمنح كل شيء للواحد منا، وخيرنا من أحسن لوالديه في حياتهما حتى يعيش ما بقي له من حياته مرتاحا، وما عقاب العاقين المنصرفين عن ذويهم إلا العذاب والهوان في الدنيا قبل الآخرة.لا زالت الدنيا بخير ومازال من أبناء بلدي من يضعون ذويهم تاجا على الرؤوس، وتيقني سيدتي أننا جميعا أبناؤك وسندك في هذه المحنة التي أتمناها بإذن الله زائلة. أدري أن ما يؤرقك عظيم وكل الكلمات لن تهون عليك إحساسك، لكن في الأول والخير لا تنسي أنهم أبناؤك كل ما يؤذيهم يؤذيك.ومن خلال ركن قلوب حائرة أوجّه ندائي لكل من أغرته الدنيا وأعماه الطيش بأن يعيد حساباته فيما يتعلق بتعامله مع والديه، فيطيعهما وينل رضاهما حتى ينال رضى الله.
ردت نور