هل أتزوجها بالرغم من برودة مشاعرها
سيدتي، من عمق القلب أشكرك على هذا الفضاء الرحب الذي منحته لنا والذي يعد متنفسا حقيقيا للشباب الحائر التائه في ملكوت المشاعر. وعلى هذا الأساس قررت أن أراسلك وأطرح عليك مشكلتي التي نغصت علي حياتي، لدرجة فقدت فيها الأمل.سيدتي، أنا شاب في مقتبل العمر لم يكن ينقصني شيء في هذه الدنيا إلا الزوجة الصالحة، وقد ظننت أنني وجدت ضالتي عند فتاة هي في الأصل قريبة لي، فتقدمت لخطبتها تفاديا لأي مشكل قد يمس شرفها أو سمعة عائلتها، فلم يكن بيننا أي تعارف مسبق، اللهم إلا ما كان بعد الخطبة الرسمية.وقد اقتصرت فترة التعارف بيننا في البداية على بعض المكالمات الهاتفية التي لم تبين لي عمق مشاعر الخطيبة التي فاجأتني ذات مرة بحقيقة لم تكن على البال.سيدتي، خطيبتي أخبرتني بأنها لا تكنّ لي من المشاعر أو الحب شيئا، كما أنها أخبرتني بأن قلبها مازال ينبض بالحب لشخص ربطت معه في السابق علاقة عاطفية.لم تؤلمني صراحتها بقدر ما هالني أنها قد قبلت بخطبتي لها بطريقة توحي بأنها كانت تبحث عن فرصة لتنتقم فيها من حبيبها الذي عجز عن التقدم إليها بسبب ظروفه المادية، ومن جهة أخرى فقد حطمتني خطيبتي حين أخبرتني في غمرة التحضير لزفافنا بأن لا أنتظر منها الحب وحرارة المشاعر، فما سيجمعنا لن يكون سوى الاحترام والمودة وصلة القربى التي بيننا والتي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تطعنها أو تمس بها.لم أصدق ما سمعته من المرأة التي خلتها رفيقة دربي، وتأسفت كثيرا لحالي ومستقبلي خاصة وأنني شاب طيب خلوق ولا أستحق أن أحيا حياة الحيرة والعذاب. فماذا أفعل سيدتي في ظل هذه الأوضاع، هل أكمل ما بدأته من الزواج بهذه الفتاة التي لن تضمن لي ولو القليل من السعادة ما بقي لي من حياتي إلى جانبها؟ أم أفسخ ما بيني وبين قريبتي من خطبة لأتحمّل بعدها كل العواقب التي ستنجرّ عن ذلك من لوم وعتاب من طرف أفراد عائلتي وعائلتها؟ أنيري دربي سيدتي، فأنا في حيرة من أمري والقلق استبدّ بي ولم أعد أعرف أي طريق أنهجه؟
الرد:
أخي المحترم، لا تقلق ولا تحمّل نفسك ما لا طاقة لك به ولتدرك أن ما من مشكل إلا وله حلّ.لا أخالفك الرأي في أنّ ما تعاني منه مشكل حقيقي، لكنك تتحمل جانبا من المسؤولية حيال ما يحدث، حيث إنك تسرعت وتقدمت لخطبة فتاة أعجبت بقالبها من دون أن تعرف ما في قلبها. وأكثر ما استغربت له أنك أخي في حرج جراء ما أخبرتك به زوجة المستقبل التي أنصحك بعدم إكمال ما بدأته معها وتحمّل مسؤوليتك كاملة تجاه أسرتك وأسرتها.كما لا يفوتني أن أنوّه بمسؤولية هذه الفتاة أيضا فيما أنت فيه، فقد كان عليها أن لا تقبل بك خاطبا لمجرد أن تنتقم من حبها القديم، كما أنه لا يجوز لها أن تجرح مشاعرك بهذه الطريقة، خاصة بعد أن أخبرتك بأنها لن تكون لك قلبا ولا قالبا مهما طال مشوار العمر بينكما.لا تجعل الحيرة تستبد بك أكثر مما أنت فيه، ولتحسم الأمر في القريب العاجل لأنّ التأخير لن يزيد الأمور إلا تعقيدا خاصة مع أهل الفتاة الذين عليك تقبل ردة فعلهم مهما كانت.عالج المشكل بدبلوماسية، ولتطلب العون من خطيبتك حتى تضعا عائلتيكما في الواجهة قبل أن تخبراهما بمسألة فسخ خطوبتكما الرسمية حتى يقتنع الجميع بأن ما قررتماه نابع عن قناعة ووعي منكما، وحتى تتفاديا احتدام المشاكل بين العائلتين خاصة وأنكما قريبين. لا تقنط ولا تحسب أنك ستصاب بالحزن والأسى، فخير لك أن تحسم الأمر حاليا قبل أن يفوتك الأوان، ولتدعو الله أن يجمعك بمن تستحقك وتفهمك وتكون سندك في وقت الشدة، كما أنني أنصحك بضرورة التروي والـتأني قبل اتخاذ أي قرار يتعلق بالزواج والارتباط، وكل أملي أن يوفقك الله.
ردت:نور.