إعــــلانات

زوجي‮ ‬دائم الانشغال وغيابه أوقعني‮ ‬في‮ ‬وحل الحرام

زوجي‮ ‬دائم الانشغال وغيابه أوقعني‮ ‬في‮ ‬وحل الحرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدتي‮ ‬الكريمة نور‮.. ‬أرجو أن لا تعتبي‮ ‬عليّ‮ ‬فيما سأقول،‮ ‬كما أتمنى ان تتفهّمي‮ ‬حالة أنثى ضعيفة،‮ ‬حالها لا‮ ‬يسرّ‮ ‬العدو قبل الحبيب،‮ ‬فعذاب الضمير صار رفيقي،‮ ‬وقهر التفكير‮ ‬يُلازمني‮ ‬وقد حرمني‮ ‬راحة البال‮…‬سيدتي‮ ‬نور‮.. ‬لم أكن أتصوّر أبدا في‮ ‬حياتي،‮ ‬أني‮ ‬قد أقع في‮ ‬خطإ كالذي‮ ‬اقترفته في‮ ‬حقّ‮ ‬نفسي‮ ‬وفي‮ ‬حقّ‮ ‬أقرب الناس إلي،‮ ‬فأنا التي‮ ‬طالما عشت راضية بما قسم لي‮ ‬ربي‮ ‬في‮ ‬هذه الحياة،‮ ‬غير مبالية بما‮ ‬يتميّز به‮ ‬غيري‮ ‬من الفتيات،‮ ‬إلى أن منّ‮ ‬عليّ‮ ‬الله برجل تتمنّاه كل بنت،‮ ‬كامل الأوصاف‮  ‬يحبّني‮ ‬كثيرا،‮ ‬لا أنكر أني‮ ‬بادلته نفس الأحاسيس ونفس المشاعر،‮ ‬لكن مع مرور الوقت ومع كبر المسؤولية على عاتقه أصبح زوجي‮ ‬دائم الانشغال،‮ ‬أكاد لا أراه ليل نهار،‮ ‬وأحيانا‮ ‬يضطرّ‮ ‬إلى السفر أياما عديدة،‮ ‬تاركا إياي‮ ‬أعيش فراغا رهيبا،‮ ‬حاولت المقاومة وإقناع نفسي‮ ‬أنها قد تكون فترة وكل الأمور ستكون على ما‮ ‬يرام،‮ ‬لكن الحال طال،‮ ‬والصبر نفذ لدي،‮ ‬أمر جعلني‮ ‬أبحث عن البديل،‮ ‬فوجدته في‮ ‬البداية مع الأهل والأقارب،‮ ‬لأجد نفسي‮ ‬في‮ ‬آخر المطاف مع رفيقات السوء،‮ ‬والخرجات‮ ‬غير اللائقة،‮ ‬فقد بلغ‮ ‬بي‮ ‬الأمر إلى حدّ‮ ‬تناول السجائر وكل هذا في‮ ‬غياب زوجي‮ ‬الذي‮ ‬لم‮ ‬يكن حتى ليُلاحظ عليّ‮ ‬ذلك الاختلاف‮.‬لكنني‮ ‬كلما نظرت إلى طفلتي،‮ ‬وكلما قابلت زوجي،‮ ‬ينتابني‮ ‬شعور رهيب‮ ‬يُعذّبني‮ ‬ويكاد‮ ‬يُفقدني‮ ‬صوابي،‮ ‬إذ على الرغم من كلّ‮ ‬ما أصنع‮.. ‬إلا أنه‮ ‬يعاملني‮ ‬بكلّ‮ ‬طيبة واحترام،‮ ‬الأمر الذي‮ ‬جعلني‮ ‬أحتقر نفسي،‮ ‬وأشعر أني‮ ‬لا أصلح أن أكون زوجة له وأمّا لطفلته،‮ ‬إنه حقّا إحساس سيُدخلني‮ ‬في‮ ‬حلقة الجنون،‮ ‬فأحيانا كثيرة أُفكّر في‮ ‬الانفصال لكن‮..‬؟،‮ ‬فلا حياتي‮ ‬الجديدة تُرضيني‮ ‬ولا بعده كذلك‮.. ‬أرجوك أنيري‮ ‬دربي‮ ‬بردّ‮ ‬يُرجع لي‮ ‬استقراري‮ ‬ويُرشدني‮.‬
تائهة من الغرب‮ 
الرّد‮:‬
أختاه‮.. ‬هوّني‮ ‬عليك؛ فما أنت فيه حقّا أمر لا تحسدين عليه،‮ ‬لكنه في‮ ‬نفس الوقت أمر‮ ‬يحتاج منك كثيرا من التروّي‮ ‬والتفكير بطريقة إيجابية،‮ ‬من أجل إيجاد حلّ‮ ‬بإمكانه أن‮ ‬يرسى بك على برّ‮ ‬التقوى والأمان والاستقرار‮.‬أختي‮.. ‬إن العتاب واللّوم في‮ ‬حالتك لن‮ ‬يجدي‮ ‬نفعا،‮ ‬فالعذاب الذي‮ ‬تحيينه‮ ‬يكفيك،‮ ‬والقهر الذي‮ ‬تحسّين به‮  ‬لهو أكبر دليل على أنّك‮ ‬غير راضية بالعالم الجديد الذي‮ ‬أوجدته لنفسك،‮ ‬والذي‮ ‬كنت تظنّين أنه سيملأ عليك الفراغ‮ ‬الذي‮ ‬تركه زوجك،‮ ‬وإذا به فتح عليك أبوابا من العذاب،‮ ‬وما أدراك ما عذاب الضمير،‮ ‬عزيزتي‮.. ‬هل سألت نفسك لما كلّ‮ ‬ذاك الغياب الذي‮ ‬يشغل زوجك؟،‮ ‬ألم تفكّري‮ ‬في‮ ‬حالتك لو اكتشف رفيق دربك أمرك وفضحك أمام أهلك؟،‮ ‬ألم تفكّري‮ ‬في‮ ‬مصير ابنتك ونفسيّتها ومستقبلها،‮ ‬لو كان سبب طلاق والدتها الخيانة؟،‮ ‬أين كانت أخلاقك ومبادؤك وعقلك؛ حين ضربت بكلّ‮ ‬هذا عرض الحائط،‮ ‬متناسية عواقب لامبالاتك،‮ ‬واستهتارك وانسياقك وراء الدنيا الفانية‮.. ‬عزيزتي‮.. ‬إنّ‮ ‬النعم التي‮ ‬يمنّ‮ ‬بها الله على عباده مثلما هي‮ ‬مكافأة على الصبر وعلى حسن الطاعة،‮ ‬هي‮ ‬في‮ ‬نفس الوقت ابتلاء‮ ‬يختبر به‮ ‬غروره ومدى فرحته بها،‮ ‬فقد اعترفت أختاه؛ أن اللّه قد منّ‮ ‬عليك بزوج كامل الأوصاف،‮ ‬لكنك لم تحسني‮ ‬صيانة تلك الأمانة التي‮ ‬وهبك إياها سبحانه وتعالى،‮ ‬فرحت تطلبين المزيد والمزيد،‮ ‬لا وبل سوّلت لك نفسك بأن تتخطّي‮ ‬حدود ما حرّم الله،‮ ‬ورحت تعبثين هنا وهناك،‮ ‬مستغلّة ثقة زوجك،‮ ‬وغيابه الذي‮ ‬هو في‮ ‬الأصل تضحية من أجلك‮.   ‬عليك أولا‮.. ‬أن تتوبي‮ ‬إلى الله توبة نصوحا،‮ ‬وأن تطوي‮ ‬صفحة تلك الأيام إلى الأبد،‮ ‬وأن لا تسترجعيها ولو لمجرد التفكير،‮ ‬فزوجك لا‮ ‬يستحق ولا ابنتك كذلك،‮ ‬وتأكدي‮ ‬أن الله‮ ‬يغفر لمن‮ ‬يشاء،‮ ‬ويهدي‮ ‬من‮ ‬يشاء،‮ ‬وما دمت راغبة في‮ ‬التغيير فلتحاولي‮ ‬البدء من جديد،‮ ‬وحاولي‮ ‬أن تقتنعي‮ ‬بأن‮ ‬غياب زوجك مسؤولية ملقاة على عاتقك،‮ ‬عليك أن تتحمّليها على أكمل وجه وأن لا تتملّصي‮ ‬منها،‮ ‬وحاولي‮ ‬من جهة أخرى،‮ ‬أن تبذلي‮ ‬قصارى جهدك لتعويض زوجك ما اقترفته في‮ ‬حقّه من ذنب بالاجتهاد في‮ ‬طاعته وتوفير أجواء الراحة في‮ ‬حضوره،‮ ‬وأن تُنسيه أيضا لحظات‮ ‬غيابه عن ابنته وعنك،‮ ‬فهذه فرصة لا تفوّتيها واستغلّيها الآن،‮ ‬إذ إن التمسّك بذاك العالم لن‮ ‬يفيد ولا الطلاق‮ ‬يفيد،‮ ‬بل الأصحّ‮ ‬هو أن تصحّحي‮ ‬الخطأ،‮ ‬فخير الخطّائين التوّابون‮.‬
ردّت نور‮   

رابط دائم : https://nhar.tv/L9XfG