''بوصوف اغتال عميروش وبومدين أخفى جثّته''
الشاذلي بن جديد أعاد الاعتبار للشهيدين وأفرج عن جثّتيهما
كشف النائب السابق ”نور الدين آيت حمودة” وابن العقيد عميروش في حوار مثير وصريح يُبثّ غدا الأربعاء على قناة ”النهار”، في حصة ”شهادات لا تموت”، للزميل بطاش عبد الرحمان، أن العقيد عبد الحفيظ بوصوف، كان وراء اغتيال العقيدين عميروش آيت حمودة وسي الحواس، في حين كان الرئيس هواري بومدين وراء قصّة إخفاء جثّتي الشهيدين بعد الاستقلال، في قبو القيادة العامة للدرك الوطني بباب جديد. وقدّم نور الدين آيت حمودة، حقائق ومعطيات جديدة تحكي ظروف استشهاد والده والعقيد سي الحواس، مؤكدا تعرّض العقيدين لمؤامرة أُحيكت لهما من طرف عبد الحفيظ بوصوف، الذي قرّر التخلّص من عميروش نهائيا، وذلك بكشف المكان والزمان الذي انتهجه برفقة نحو 90 من المرافقين، وتحدّث آيت حمودة عن الأسباب الحقيقية التي جعلت بعض القيادات الثورية تفصل في قضية التخلّص من العقيد عميروش والتي أرجعها إلى المعارضة القويّة التي كان ينتهجها ضدّهم، كما تحدّت عن الظروف التي أدّت بعميروش إلى اتّخاذ قرار الذهاب إلى تونس، حيث أكّد أنه تقرّر إبلاغ القابعين خارج الجزائر بضرورة الدخول إلى أرض الوطن ومواجهة المشكلات التي كانت تُشوّش مسار الثورة، وتطرّق آيت حمودة إلى قصة نعشي العقيدين عميروش والسي الحواس، اللذين وُجدا تحت رفوف الأرشيف في مقرّ قيادة الدرك، حيث كشف أثناء الحوار، أن قيادات عليا في الجزائر بعد الاستقلال وعلى رأسها الرئيس الراحل هواري بومدين؛ قامت بإخفاء الجثتين وإهانتهما، فيما عاد آيت حمودة إلى المصادفة التي أدّت إلى اكتشاف سرّ إخفاء الجثتين، إذ كشف عن أن أحد المجاهدين الذي كان حاضرا؛ أنهما نُقلا من طرف أشخاص بزيّ عسكري، وأضاف أنه بلّغ الخبر مباشرة إلى السلطات المدنية والعسكرية، أين قام الرئيس الشاذلي بن جديد بفتح تحقيق في القضية التي أبانت الحقد الكبير الذي كان يوليه بعض من يسمّون بالمجاهدين الذين قضوا سنين الثورة داخل الملاهي، تجاه العقيد عميروش، وانتقل آيت حمودة إلى الحديث عن المجزرة التي اتّهم فيها والده، إذ قال بأن مروّجي هذه القصة أرادو تشويه صورة عميروش لدى الرأي العام، كاشفا في ذات السياق، أن العقيد عميروش اعترف بوجود أشخاص ذهبوا ضحية أخطاء وتجاوزات، مؤكدا بأن والده راسل القيادات خارج الجزائر وطلب منهم فتح تحقيق واسع في القضية وإيفاد محققين من مختلف الولايات؛ إلاّ أن الرّد كان بتهنئة عميروش بما قام به، وانتقد ضيف الحصة نور الدين آيت حمودة السكوت الذي صاحب المجاهدين والتنظيمات الثورية التي لم تتحدّث عن مؤامرة الاغتيال وإهانة جثتي العقيدين، شاكرا في ذات الوقت قناة ”النهار”، التي قال، إنه لأول مرّة تفتح قناة جزائرية هذا الملف الذي عدّ من الطابوهات، لأنه يحمل في طيّاته أسماء شاركت في هذه الجريمة.