كندا تفتح مجال التوظيف أمام الأطباء الجزائريين
؟400 طبيب جزائري يطلبون تأشيرة العمل في كندا شهريا
قرّرت السلطات الصحية الكندية، فتح مجال التوظيف أمام الأطباء الجزائريين المتخصصين، من أجل الالتحاق بأراضيها، والعمل كأطباء وليس كمساعدين للممرضين كما كانوا في أوقات سابقة.وحسبما ما علمته ”النهار”، من مصادر قنصلية، فإن 400 طبيب جزائري يتقدمون شهريا من أجل طلب تأشيرة العمل في كندا، بعد استيفاء ملفهم لكافة الشروط، مع التأكيد على شهادة تسجيلهم في عمادة الاطباء الجزائريين، كدليل على تلقيهم لتكوين متخصص في الطب بالجزائر.وجاء قرار السلطات الصحية الكندية، بالنظر إلى النقص الفادح في الاطباء المتخصصين، حيث يتخرج هناك 500 طبيب سنويا، فيما يتخرج 1200 طبيب متخصص في الجزائر سنويا، كما أن أغلب الاطباء الكنديين يرفضون التوجه للعمل في المناطق البعيدة، على التراب الكندي.وعلى الصعيد ذاته، كشفت ذات المصادر، أنه يشترط على الطبيب الجزائري الراغب في العمل في كندا، أن يكون متزوجا، بالنظر إلى السياسة المتبعة القاضية بتشجيع الهجرة وزيادة النسل، كما يتوجب على الطبيب أن يغترب بالأراضي الكندية، والعمل في المناطق البعيدة عن العاصمة مونتريال، والبقاء هناك إلى غاية إحالته على التقاعد.وتشمل التخصصات المطلوبة طب العيون، جراحة الأسنان، طب النساء والتوليد، أمراض القلب والشرايين، وغيرها من التخصصات القاعدية التي تسجل نقصا فادحا في كندا، إذ لا يستفيد المرضى من مواعيد عند الطبيب المتخصص إلا بعد سنة كاملة.بالمقابل، ستتوفر الفرصة للأطباء الجزائريين، الراغبين في التوجه إلى الأراضي الكندية للعمل في مجال تخصصهم، وليس مساعدين للممرضين كما كان معمولا به في السنوات الماضية، حيث كانت معادلة شهادة الطبيب الجزائري لا تساوي شهادة مساعد الممرض في كندا.من جهته، كشف الدكتور بقاط بركاني رئيس عمادة الأطباء الجزائريين، أن 9 آلاف طبيب جزائري مسجلين في العمادة يعانون من البطالة، ويتوجهون للعمل في مناصب لاتتلاءم مع تكوينهم، وقال بقاط في اتصال مع ”النهار”، أن الجزائر تصرف الملايين من أجل الإشراف على تكوين الطبيب مدة سبع سنوات، ومن ثم تتكفل به على مستوى المستشفيات، إلا أنه يجد نفسه من دون عمل، ولا تعرض عليه رتب عمل تتوافق مع مسؤوليته، مشيرا في هذا الشأن، إلى أن 9 آلاف طبيب سجلوا أنفسهم في عمادة الأطباء الجزائريين، وهم الآن بطالون، يعملون في أي مجال دون امتهان الطب.وأكد عميد الاطباء أن المشكل الذي تعاني منه الجزائر هو الكم الهائل من الاطباء المتخرجين سنويا، والذي تعجز المستشفيات والمؤسسات الصحية عن استيعابهم وتوظيفهم، ما يدفعهم إلى الالتحاق بالأشغال الحرة كسائقي سيارات الأجرة. وفيما يتعلق بالأطباء الجزائريين الذين هاجروا إلى الخارج، قال بقاط أن فرنسا تعد الوجهة الأكثر استقطابا للأطباء الجزائريين، على الرغم من أن رتبهم العلمية تتدحرج إلى مستويات متدنية، مقارنة بالأطباء الفرنسيين، حتى أن رواتبهم رخيصة جدا، لاتتلاءم مع مستواهم العلمي، إلا أن التفرقة العنصرية التي تعمل وفقها فرنسا تحول دون أن يتبوّأ الأطباء الجزائريون لمناصب محترمة في المستشفيات الفرنسية.