لأول مرة وزراء من 7 أحزاب سياسية في الحكومة
تضمّنت التشكيلة الحكومية الجديدة التي يترأسها الوزير الأول عبد المالك سلال، لأول مرة ممثلين عن 7 أحزاب سياسية، متباينة الرؤى والتوجهات، كانت قد شهدت تنافسا حادا فيما بينها خلال التشريعيات الماضية، إلى جانب وجوه جديدة لا تُحسب على أي لون سياسي، بحيث لم يتمكن أي حزب سياسي من تحصيل الأغلبية. وأعطى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الفرصة لسبعة أحزاب سياسية من أجل خوض غمار التحديات المقبلة على رأس أكثر من 25 قطاعا، بحيث لم يجعل المشاركة في السلطة حكرا على أحزاب التحالف كما كان الأمر في الحكومة المقالة، التي كانت تضم فقط ممثلين عن 3 أحزاب سياسية، وهي أحزاب الأغلبية على غرار جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديموقراطي وحركة مجتمع السلم. وشكّلت الحكومة الجديدة فسيفساء سياسية من مختلف الأحزاب، على الرغم من تضارب توجهاتهم وأفكارهم السياسية، على غرار حزب الحرية والعدالة الذي يمثله أمينه العام محمد أوسعيد بلعيد، الذي عُيّن على رأس وزارة الاتصال، والأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي، فضلا عن عمار غول رئيس حزب تجمع أمل الجزائر ”تاج” الذي هو قيد التأسيس، والذي سُلّمت له مهام وزارة الأشغال العمومية. ولم يستثن رئيس الجمهورية من الحكومة الجديدة رئيس الحركة الشعبية الجزائرية عمارة بن يونس، الذي عُيّن على رأس قطاع التهيئة العمرانية والبيئة والمدينة، هذا إلى جانب أحزاب التحالف الرئاسي التجمع الوطني الديموقراطي الذي استفاد من 4 حقائب وزارية، وجبهة التحرير الوطني من 7 حقائب إلى جانب حركة مجتمع السلم التي احتفظت بحقيبة واحدة. وحاز التكنوقراطيون على أكبر عدد من الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة، وعُيّنوا على رأس العديد من القطاعات الحساسة ذات الأهمية، على غرار وزارة السكن، ووزارة العدل ووزارة الشباب والرياضة، إلى جانب قطاعات أخرى فضّل رئيس الجمهورية وضعها تحت تصرف وجوه جديدة بعيدا عن أي تحزّب أو حسابات سياسية. وفضّل رئيس الجمهورية من خلال هذا التغيير الحكومي، إعطاء نفس جديد لمختلف القطاعات، من خلال التغييرات التي أحدثها وتعيينه لوزراء من عدة أحزاب مختلفة، إلى جانب إعطائه الفرصة لعدد من التكنوقراطيين، الذين تمرّسوا في مجال التسيير على مستوى مؤسسات الدولة المختلفة، فضلا عن آخرين رأى فيهم الرّجلُ، الشخص المناسب لتسيير هذه القطاعات، بعيدا عن رجال السياسة والأوساط السياسية.