الجـرذان ''تـأكل'' 7 رضّع بـدار الأيتـام في الأبيار!
الضحايا لا تتجاوز أعمارهم 3 أشهر وأصغرهم ”رتاج” عمرها 28يوما
الحادثة جرت ليلة الثلاثاء والأمن يحقّق في الحادثة
في فضيحة أقلّ ما يقل عنها أنها ”خطيرة”، اهتزّت على وقعها دار الأطفال المسعفين بالأبيار المسماة ”النخيل”، أين أقدم جرذ على العبث بـ٧ رضّع لا تتجاوز أعمارهم شهرا ونصف بطريقة وحشية؛ من خلال عضّهم في مناطق متفرّقة من الجسم؛ وبالأخصّ على مستوى الوجه والرقبة.
وهي الحادثة التي استدعت تنقّل ”النهار” في ساعة متأخّرة من مساء أمس إلى دار الأطفال المسعفين، أين التقت بالمديرة السيدة ”قاراجا” التي أكدت واقعة الاعتداء البشع الذي راح ضحيته أطفال تخلّت عنهم أمهاتهم؛ الأمر الذي جعل منهم ”أطفالا بلا هوية”، غير أن المديرة اتّهمت الطفلة الصغيرة ”كاترينا” بعضّ الرضّع عند اللعب معهم خلال غياب المربّية. كانت إذن عقارب الساعة تشير إلى الساعة السادسة مساءً عندما وصلت ”النهار” إلى مقرّ دار الأطفال المسفعين بالأبيار، وهناك تم استقبالنا من طرف المديرة التي وعلى الرغم من حسن ”ضيافتها” لنا، غير أن ملامح التوتّر والخوف طغت على تعابير وجهها، حتى أنها لم تتمكّن من قول جملة كاملة من دون أن تتلعثم في الكلام، فبمجرد إخطارها ببسبب تواجدنا على مستوى مركزها، راحت تفنّد ذلك بطريقة عدوانية، غير أنه وبمواجهتنا لها بوجود رضيع تم أكله من طرف الجرذان؛ أقرّت بالقضية؛ لكنّها أنكرت أن تكون من فعل القوارض؛ وإنما لفّقت التهمة لطفلة صغيرة مجهولة الأم والأب؛ اختير لها من الأسماء ”كاتيرنا”، قالت إن هذه الأخيرة معروفة بكثرة حركتها؛ فتمكّنت من التسلّل إلى الجناح المخصّص بالرضّع والذي يضمّ 15 رضيعا؛ مستغلّة غياب الحاضنة التي غاردت مكان عملها لغسل ”الرضّاعات”، قبل أن تعود وتؤكد أن الطفلة ”كاترينا” وخلال لعبها مع الرضّع قامت بخدشهم وعضّهم إلى أن تدخّلت المربّية بصفة مفاجئة، لتصدم بالحالة التي كان عليها الرضّع، أين تم إخطارها مباشرة، حيث تدخّلت شخصيا وأمرت بإجلاءهم على جناح السرعة إلى مسشفى القطار، أين تم تلقيحهم لتجنّب أية مضاعفات.
الواقعة حدثت على السابعة مساءً و المديرة لا تنكر وجود حركة للجرذان والفئران داخل الغرف
من جهة أخرى، لم تنكر مديرة دار الأطفال المسعفين وجود تسلّل وحركة دائمة للجرذان داخل الغرف والأجنحة المختلفة لسبب واحد، هو أن النوافذ تبقى مفتوحة وتطلّ على حديقة بها أشجار وأحراش ونباتات، مفنّدة أن تكون الجروح المسجّلة على وجوه الرضّع بسبب الجرذان، مشيرة إلى أن الحادثة وقعت في حدود الساعة السابعة مساءً من يوم الثلاثاء، وأنها أمرت بنقل الرضّع إلى المؤسسة الاستشفائية حتى تتأكد من سلامتهم.
رتاج، رياض، ناجي وآخرون ضحية تسيّب المسؤولين
هي حقيقة مرّة وقفنا عليها بدار الأطفال المسعفين، على الرغم من أن المديرة حاولت رسم صورة إيجابية عن حالة الرضّع؛ غير أن النظر إليهم أوحى بعكس كل ذلك، وقد تقرّبت ”النهار” من الرضّع الذين قرأنا أسماءهم المدوّنة في البطاقات المعلّقة على الأسرّة التي تحويهم، فرتاج التي ولدت بتاريخ 30 / 8/2012 والتي كانت ترتدي بدلة وردية اللون؛ كانت على قدر كبير من الجمال، على الرغم من الندوب التي كانت تغطّي وجهها الشاحب، هذه الأخيرة وعلى الرغم من كل الحركة والضّجة التي أحدثنها؛ لم تستفق، وهو حال باقي الرضّع، من بينهم طفلة ولدت شهر جوان المنصرم؛ كانت موضوعة أرضا، تغطّ في نوم عميق وأثار العضّ والخدوش بادية على وجهها، كما أننا لم نتمكن من ”سرقة” اسمها؛ لأنه لم يكن مدوّنا عليها.هاتان الحالتان اللتان حاولت المديرة إسكاتنا بهما؛ لم يكونا لوحدهما؛ فرياض وناجي اللذين يبلغان من العمر 28 يوما وشهرا ونصف، كانا في حالة جدّ حرجة؛ فأثار الإعتداء طغت على محاياهما، خاصة الطفل ناجي الذي كان يبدو ميتا وهو نائم على سريره.
مديرة دار الأطفال المسعفين: ”مصالح الأمن فتحت تحقيقا ونحن ننتظر النتائج”
كشفت مدير دار الأطفال المسعفين في حديث إلى ”النهار”، عن أن مصالح أمن الأبيار، ومباشرة بعد إخطارها بالقضية، فتحت تحقيقا ابتدائيا من خلال التحرّي مع كل الموظفين، فضلا عن التقاط صور للضحايا، مشيرة إلى أنها متأكدة من أن نتائج التحقيق ستكون في صالحها، لاسيّما وأن الرضّع غاردوا المستشفى مباشرة بعد إخضاعهم لتحاليل طبية.
وفي المقابل، أوضحت أن العمل الذي تقوم به مع الأطفال البالغ عددهم 92 طفلا؛ من بينهم 15 رضيعا؛ تشرف عليهم 67 مربية، ليس بالعمل الهين، وأن هذه القضية تعدّ الأولى من نوعها في تاريخ الدار.